مبدعات عربيات.. خلف الكاميرا

سعيد ياسين (القاهرة) أصدر مؤخراً الناقد الكبير سمير فريد كتاباً بعنوان «أفلام المخرجات في السينما العربية» عن سلسلة «كتاب الهلال»، وكأنه يحتفل بإبداع المرأة على طريقته الخاصة، وقد أهدى كتابه إلى المخرجة الراحلة نبيهة لطفي «1937 - 2015» وعلى الغلاف لقطة من فيلم «الخروج للنهار» للمخرجة هالة لطفي، وضم الكتاب 45 مقالاً عن عدد كبير من أفلام المخرجات من جيل عزيزة أمير، مروراً بجيل عطيات الأبنودي وأسماء البكري وإيناس الدغيدي، حتى جيل آيتن أمين ونادين خان، وضمت الفصول الأولى من الكتاب مجموعة محاضرات للمؤلف عن «صورة المرأة في السينما العربية» يتصدرها بحث كتبه بتكليف من مكتب غرب آسيا التابع للأمم المتحدة ومقره بغداد العام 1982، وهو أطول أبحاث الكتاب، ويسرد خلاله تاريخ عمل المرأة في السينما المصرية من خلال تاريخ السينما، بل من خلال تاريخ مصر أيضاً منذ بعثة رفاعة الطهطاوي إلى باريس، وظهور أفكار تحرير المرأة في نهاية القرن التاسع عشر، وحتى تأسيس الاتحاد النسائي بعد ثورة 1919 والدور الكبير لرائدات السينما المصرية عزيزة أمير وفاطمة رشدي وبهيجة حافظ وأمينة محمد حتى عمل نادية حمزة وقيامها بإخراج فيلم «بحر الأوهام» 1984، وإخراج إيناس الدغيدي 1985 «عفواً أيها القانون»، وحتى ساندرا نشأت وأول أفلامها «مبروك وبلبل» 1998، مروراً بأسماء البكري وأول أفلامها «شحاذون ونبلاء» عام 1991 ثم هالة خليل وكاملة أبو ذكري ومنال الصيفي وألفت عثمان، وفي باقي صفحات الكتاب «336 صفحة» استعرض سمير فريد أفلام مخرجات من مصر وبعض البلاد العربية، مثل جوسلين صعب ورانده الشهال «لبنان»، وفريدة بليزيد «المغرب»، ومنيرة التلاتلي «تونس»، وليانا بدر «فلسطين»، وهيفاء المنصور «السعودية»، ونجوم الغانم «الإمارات»، إلى جانب المخرجات المصريات اللاتي قدمن أفلامهن مع بداية القرن الـ21، مثل هالة خليل وجيهان الأعسر وهبة يسري وتهاني راشد وماجي مرجان ونادية كامل ونادين خان وآيتن أمين وهالة لطفي، وفي الكتاب مقال عن المخرجة كاملة أبو ذكري مخرجة فيلم «يوم للستات» لإلهام شاهين ونيللي كريم ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي وهالة صدقي، والحاصل على جائزة أحسن ممثلة لناهد السباعي في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير، وكتب سمير فريد عن فيلمها «واحد صفر» 2009 وقال: أثبتت المخرجة الشابة كاملة أبو ذكري أنها تملك الموهبة والقدرة على التعبير بلغة السينما، وهي في «واحد صفر» تثبت أنها مخرجة كبيرة وتتجاوز بأسلوبها الحداثي التعبير عن الواقع المصري المعاصر، وتثبت للمقارنة والمنافسة مع السينما العالمية أي التي يمكن أن تعرض في كل مكان. معروف أن عزيزة أمير كانت أخرجت ثلاثة أفلام، هي «نداء الرب» 1926، و«ليلى» 1927، و«كفري عن خطيئتك» 1933، وأخرجت بهيجة حافظ «الضحايا» 1932، و«ليلى بنت الصحراء» و«ليلى البدوية» 1937، وفاطمة رشدي «الزواج» 1933، وأمينة محمد «تيتا وونج» 1937، ونادية حمزة «بحر الأوهام» 1984، و«النساء» 1985، و«نساء خلف القضبان» 1986، و«امرأة للأسف» و«حقد امرأة» و«المرأة والقانون» 1988، و«همس الجواري» 1992 وغيرها، وإيناس الدغيدي «التحدي» و«زمن الممنوع» 1988، و«امرأة واحدة لا تكفي» و«قضية سميحة بدران» 1990، و«القاتلة» 1991، و«لحم رخيص» 1995، و«استاكوزا» 1999، و«مذكرات مراهقة»2001 وغيرها، وساندرا نشأت «ليه خليتني أحبك» و«حرامية في تايلاند» و«ملاكي اسكندرية» و«الرهينة» و«مسجون ترانزيت» و«المصلحة»، وهالة خليل «أحلى الأوقات» و«قص ولصق» و«نوارة»، ومنال الصيفي «الحياة منتهى اللذة» و«المشمهندس حسن».