أثار اتحاد الكرة المصري جدلا واسعا في اوساط كرة القدم بعد ان طرح افكار مشروع يفتح الباب امام دخول المراهنات الكروية في مصر· فقد دعا سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري الى تبني مشروع قال عنه انه مسابقات تهدف الى تنمية الموارد المالية لاتحاد الكرة وللأندية حتى تغطي تكاليف إنفاقها دون الحاجة الى دعم الدولة· وبمجرد اطلاق الفكرة تصاعدت موجات الانتقاد بين الرأي العام والمتابعين لنشاط كرة القدم خاصة وان توقيت طرح الفكرة جاء اثناء التحقيقات التي تجرى في ايطاليا بسبب فضيحة المراهنات والتلاعب في نتائج مباريات بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم·
وقال سمير زاهر ان اتحاد الكرة يسعى لتدبير الموارد المالية ومن هنا جاء طرح الفكرة· واضاف ''مشروعنا يسمى المسابقات او ''التوقعات'' ونسعى الى تنفيذه طالما انه متوافق مع احكام الشريعة الاسلامية التي تحرم المراهنات·'' وتابع ''لقد حصلنا قبل عامين على فتوى من مفتي الديار المصرية تجيز مشروع التوقعات الخاص بمباريات الدوري وهو مختلف عما يحدث في المراهنات· والمشروع قيد الدراسة والبحث قبل ان نصدر به قرارا·'' واتخذ زاهر خطوات فعلية على طريق تنفيذ فكرة المراهنات التي يسميها ''التوقعات'' حيث اجرى اتصالات بهيئة البريد المصرية ووزارة الاتصالات حتى يصبحا شريكين مع الاتحاد في المشروع· كما اعلن زاهر انه بصدد اسناد ادارة المشروع بالكامل الى احدى الشركات اليونانية التي لها خبرة في مجال المراهنات·
وانقسم اعضاء اتحاد الكرة حول المشروع حيث يرى احمد شوبير نائب رئيس الاتحاد ان المشروع مجرد افكار لم تصل الى حيز التنفيذ وقال ''الفكرة تتمثل في عمل مسابقات تشارك فيها الجماهير للتنبؤ بنتائج المباريات بعد تحليل مستويات الفرق الفنية ومن يصل الى التنبؤ الصحيح يحصل على جائزة·
'' وفي المقابل قال محمود بكر عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة ''المراهنات لا تتفق مع مجتمعنا ومع قيمه واخلاقه وسيكون لها اثر سلبي على سلوكيات الجماهير وزيادة التعصب· '' وتابع ''لقد طالبت زملائي باتحاد الكرة البحث عن افكار اخرى للتمويل بعيدا عن المراهنات التي تحتاج الى فتوى شرعية قبل تطبيقها·'' ولم يعلن الاتحاد تفاصيل المشروع الدقيقة الا ان مدحت شلبي المتحدث الاعلامي باسم اتحاد الكرة قال لرويترز ''المسابقات موجودة في التلفزيون والاذاعة المصرية منذ زمن ونحن لم نستحدث جديدا·
سنطرح بطاقات بها مباريات كل اسبوع على حدة وسعر البطاقة ربما لا يزيد عن جنيه مصري واحد ومن يتوصل للتوقعات الصحيحة من الجمهور يفوز باحدى الجوائز التي ترصدها الشركة التي يسند اليها ادارة المشروع·'' وأضاف ''ستقسم حصيلة المبالغ التي تباع بها البطاقات بين اتحاد الكرة واندية الدوري وهيئة البريد ووزارة الاتصالات والشركة التي تدير المشروع كل له حصته·
'' وتعالت اصوات ترفض مشروع المراهنات فيقول رامي رجائي المحاسب باحدى الشركات ''نحن مجتمع اسلامي والمراهنات حرمها الدين وهي نوع من القمار ولذلك نرفضها·'' بينما تساءل خالد عبد السلام مدرس اللغة الايطالية ''هل اتحاد الكرة يريد ان يكرر فضائح مراهنات الدوري الايطالي في مصر وكلنا يعلم ما حدث في ايطاليا التي توجد بها قوانين صارمة تنظم عملية المراهنات بينما نحن لا توجد لدينا اي لوائح او قوانين·
'' ورغم اختلاف الاراء وايا كان المسمى الذي يطلقه اتحاد الكرة على مشروعه المزمع فإن هناك رفضا كبيرا واتفاقا عاما على ان ما يعتزمه الاتحاد هو مراهنات وهي ما تحرمها الشريعة الإسلامية·
عدد اليوم
