الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهود محلية وعالمية لتكريس الوعي البيئي وتعزيز أهمية التنمية المستدامة

جهود محلية وعالمية لتكريس الوعي البيئي وتعزيز أهمية التنمية المستدامة
12 أكتوبر 2010 20:42
يستقطب مهرجان أبوظبي أخضر 2010، فنانين وخبراء عالميين جاءوا لمشاركة أهل الإمارات جهودهم الهادفة للحفاظ على البيئة، حاملين معهم خبراتهم وآمالهم في رؤية عالم خال من التلوث ومسبباته، وذلك من خلال فعاليات «أخضر أبوظبي 2010» التي تنطلق اليوم من نادي تراث الإمارات في أبوظبي، وتستمر ثلاثة أسابيع برعاية شركة أبوظبي للإعلام بصفتها الشريك الإعلامي الرسمي. من هؤلاء التقينا الفنانة التشكيلية الألمانية تينى مايور (27 سنة)، التي ولدت في ألمانيا، وأنهت تعليمها الجامعي في كندا، وتفجرت موهبتها في أبوظبي عبر إنجازها مجسماً فريداً من نوعه، يحمل رسالة تدعو للحفاظ على البيئة، عبر مكوناته من الخرسانة الصديقة للبيئة وهياكل عظمية للأسماك جمعتها من مختلف دول العالم، باعتبار السمك واحداً من أكثر الكائنات الحية تأثراً بالتلوث البيئي، وما له من عواقب وآثار على كافة المفردات البيئية التي نعيش بينها وتتعايش معنا. ثقافة ثرية وضعت مايور رحالها في أبوظبي منذ نحو عامين، وأخذت في تعلم اللغة العربية، بعدما أدهشها ثراء الثقافة العربية، بشكل يتنافى مع ما كان راسخاً لديها، وارتبطت بالمجتمع الإماراتي وتراثه، وهو ما أوحى لها بأفكار مبتكرة لأعمال فنية عديدة منها هذا المجسم. قالت مايور، إنها درست الفن التشكيلي في إحدى جامعات كندا، ثم اتجهت إلى رسم اللوحات الزيتية، وعمل مجسمات خرسانية بأشكال مختلفة، وشاركت في معارض فنية عديدة، في بلدان مختلفة، منها كندا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا، ومن أبرز ما قامت به، عمل مجسم ضخم يزين قلب مدينة فانكوفر الكندية ويصل وزنه إلى ثلاثة أطنان. وأوضحت، أن كل أعمالها تهدف إلى التنويه بأهمية الحفاظ على البيئة، وضرورة الحفاظ عليها، وهو اهتمام بدأ يتبلور لديها أثناء دراستها الجامعية وإدراكها المخاطر العديدة التي يجلبها التلوث البيئي على سكان كوكب الأرض. مجسم ضخم في هذا الإطار ذكرت مايور أنها تعكف حالياً على الانتهاء من مجسم خرساني الضخم سيتم الكشف عنه خلال المعرض الفني (أخضر أبوظبي 2010)، والذي سيفتتح يوم الثالث عشر من أكتوبر الحالي في نادي تراث الإمارات في أبوظبي، ويعالج بلوحاته وأعماله مشاكل البيئة ويبحث في كيفية زيادة الوعي لدى الجمهور وفي آلية العمل على حماية المساحات الخضراء والارتقاء بها في حياتنا. وفكرة المجسم تقوم على وضع هياكل عظمية للأسماك، في قوالب خراسانية معالجة بيئياً، تصل نسبة الانبعاث فيها إلى 40% فقط مقارنة بالخرسانة العادية. وعن الهدف من استخدام عظام الأسماك، قالت «إن السمك ظل قروناً عديدة مورد اقتصادي رئيسي وحيوي لسكان دولة الإمارات وشعوب الخليج كافة، ومن هنا يجب الحفاظ عليه ضد المتغيرات البيئية العديدة والمتواترة وما تسببه من آثار وخيمة، خاصة أن الكائنات البحرية من أكثر الأحياء الطبيعية تأثراً بالتلوث البيئي وأضراره». صديق البيئة كما بينت مايور أنها انتهت من تصميم المجسم الشهر الماضي وشرعت في تنفيذه على الفور بعد ما تكفلت مجموعة شركات الفارعة بتوفير نوع من الخرسانة صديق للبيئة، وهي ذات باع كبير وخبرة عريضة في إنتاج هذا النوع من الخرسانة.. وهو ما يسر لها العمل إلى حد كبير وأسهم في سرعة العمل به حتى تتاح فرصة المشاركة به في معرض أخضر أبوظبي 2010، سيما أن العاصمة ستشهد فعاليات جميلة ومثيرة تشمل كل أنحائها، تدعو جميعاً إلى الحفاظ على البيئة والأخذ بأسباب التنمية المستدامة في كل المشروعات التي تجري على أرضها. وعن الأسماك المستخدمة، فقد تم جمعها من الأسماك المحلية من سوق الميناء، فضلاً عن أنواع أخرى عديدة سبق وأن حصلت عليها من بلدان عدة لدى جولاتها في مختلف دول العالم. حروف عربية أما عن الشكل الذي سيكون عليه المجسم؛ عبارة عن الحروف العربية لكلمة سمك، وسيتم تثبيت العظام بشكل هندسي على سطح المجسم، وبعد الانتهاء منه سيبلغ ارتفاعه مترين وعرضه أربعة أمتار، أما وزنه فهو خمسة أطنان وسيتم رفعه على ثلاثة قواعد، يحمل كل منها حرف من الحروف المكونة له. وسيتم عرضه في نادي تراث الإمارات، وسيكون متاحاً للجميع لرؤيته مباشرة، حيث لن يتم وضعه في صندوق زجاجي أو ما شابه، وذلك من أجل خلق نوع من التفاعل والحميمية بين المجسم والجمهور، بحيث يمكنهم الاطلاع عليه وتأمله مباشرة. ومن المنتظر أن يقوم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بإزاحة الستار عن العمل الفني لدى افتتاحه معرض أبوظبي أخضر 2010 منتصف الشهر الجاري. وسيتم عمل مزاد خيري لبيع المجسم، وتوجيه العائد إلى الأعمال الخيرية المعنية بجهود الحفاظ على البيئة، في دولة الإمارات، وهو ما يتيح الفرصة لكافة أفراد وعناصر المجتمع للإسهام في ترسيخ مفهوم الوعي البيئي وضرورة الحفاظ على واحد من أخطر العناصر التي تكفل الحياة الآمنة للجميع، ألا وهو التوازن البيئي وعدم الإخلال بأي من مكونات البيئة. أعمال فريدة بالحديث عما تخطط له مايور في المرحلة القادمة، أكدت أنها تسعى عبر أعمالها الفنية المختلفة إلى التعريف بالبيئات المحلية المختلفة وكيفية الحفاظ عليها والتعبير عنها، وفي هذا الاتجاه ستقيم معرضاً الشهر المقبل في العاصمة البريطانية لندن، في محاولة للفت الأنظار ضرورة الاهتمام بالبيئات المحلية والتراث الخاص بمختلف شعوب الأرض. وأوضحت أنها تطمح من وراء ذلك إلى تحقيق مكانة فنية متميزة بين التشكيليين في العالم، وذلك عبر إنجاز أعمال تتسم بالتفرد، وتضمينها مفاهيم وأهداف كبيرة. الانبعاث الكربوني يمتلك الدكتور كريستوفر ستانلي خبرة أكثر من خمسين عاماً في الخرسانة الجاهزة، وهو يشغل منصب مدير العمليات التقنية بشركة الفارعة، وهي الراعي الفضي لمهرجان أبوظبي أخضر، والذي تنظمه وزارة البيئة في الفترة من الثالث عشر من أكتوبر وحتى السادس من نوفمبر القادم، يقول ستانلي إن فريق العمل بالشركة دأب على محاولة إيجاد طرق وأساليب مختلفة لإنتاج الخرسانة الصديقة للبيئة، لأهميتها في تحقيق عنصر التنمية المستدامة، كون هذا النوع من الخرسانة يقلل إلى نسبة النصف الكربون المنبعث منها مقارنة بذلك المنبعث من الخرسانة التقليدية. علماً بأن المنتجات الخرسانية هي المسبب الثاني حول العالم لانبعاثات الكربون الضار بالبيئة، كما أن صناعة الإنشاءات تنتج نحو 4% من الانبعاثات الكربونية في العالم. وأشار ستانلي إلى أن المستقبل سيكون لهذا النوع من الخرسانة صديقة البيئة خاصة أنه غير مكلف اقتصادياً وبنفس أسعار الخرسانة العادية، وله نفس مميزاتها من حيث قوة خواصه ومتانتها، واستخداماتها المتعددة، وإن زاد عليها كما أسلفنا بقدرته على تخفيض حجم الانبعاثات الكربونية إلى أدنى مستوى ممكن. حدث سنوي يذكر ستانلي أن مهرجان أخضر أبوظبي يسعى إلى أن يكون حدثاً سنوياً ينجح في إشراك مختلف فئات المجتمع ومؤسساته واستيعاب شتى أنواع الأعمال والممارسات الصديقة للبيئة، بدءاً من أعمال البستنة التطوعية التي يقوم بها تلاميذ وطلبة المدارس، وانتهاءً بمسؤولي المؤسسات وأصحاب القرار. وسيشهد المهرجان في دورته لهذا للعام الجاري مشاركة خمسة فنانين صاعدين في مدينة أبوظبي لإنتاج أعمال فنية جديدة تعالج قضايا البيئة والتنمية المستدامة ثم بيعها للجمهور. وسيتواصل هؤلاء الفنانون مع جميع زوار المعرض والمشاركين ويشرحون لهم ماهية شعار «لنصبغ مدينتنا بالأخضر» وأبعاده، وكيفية ترسيخ الوعي البيئي لدى الجميع وتزامناً مع المعرض الفني الرئيسي، سينظم «أخضر أبوظبي 2010» فعاليات متنوعة تستهدف كافة فئات المجتمع. منها أربع فعاليات ستستمر إلى أن يُسدل المعرض ستاره. أولى هذه الفعاليات ستكون تنظيف التجمعات الشجرية الساحلية لمدينة أبوظبي، والثانية تتمثل في مزاد علني فني في أبوظبي. أما الفعالية الثالثة، فستكون عبارةً عن مزاد علني فني في الشارقة. وسيختتم المعرض بجدارية ضخمة يرسمها ويصبغها مجموعة من أطفال المدارس في أبوظبي. معرض مفتوح من المقرر أن يذهب ريع مبيعات الأعمال والمنتجات الفنية لإنشاء «مركز مستقبل أبوظبي» و»مدينة الشارقة الإنسانية»التي سيتعاون معها أخضر أبوظبي في إطلاق برنامج جديد لمدينة أبوظبي خلال العام الجاري عبر توظيف أرباح هذا المعرض. وخلال أيام المهرجان ستصبح مدينة أبوظبي معرضاً فنياً مفتوحاً يتشارك فيه كافة أفراد المجتمع، ويُسهم في جعلهم أكثر ارتباطاً بالمكونات البيئية والحفاظ عليها من التلوث، والارتقاء بها نحو الأفضل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©