الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

80 مواطنة من العين يدخلن مجال السياحة من بوابة «الاتحاد للطيران»

80 مواطنة من العين يدخلن مجال السياحة من بوابة «الاتحاد للطيران»
12 أكتوبر 2010 20:46
أدهشت “الاتحاد للطيران” قطاع السياحة والمجتمع المدني بالخطوة السباقة التي قامت بها عندما أعلنت قبل أيام عن توظيفها لـ 80 مواطنة دفعة واحدة. فالشركة الرائدة في مجالها والناقل الرسمي للدولة، تسعى منذ سنوات إلى زيادة عدد العاملين فيها من أبناء البلد في إطار استراتيجية التوطين التي تنتهجها. وهكذا سوف يلتحقن الموظفات بداية العام المقبل بمركز الإتصال الجديد الذي يتم إنشاؤه في مدينة العين، ومن المنتظر أن يفتتح قريباً. ويشكل ذلك الإعلان مبادرة تشجيعية للشابات اللاتي كن بحسب قولهن، يعانين من صعوبة الحصول على وظيفة تناسب وضعهن البيئي والاجتماعي. طبيعة العمل داخل غرف عمليات “الكول سنتر” مناسبة تماماً للموظفات الثمانين، لاسيما أن الوظيفة تخدم طموحاتهن وتراعي خصوصيتهن ضمن مجتمع محافظ. ونظرا إلى هذا الإنجاز الذي يضاف الى رصيد “الاتحاد للطيران” من المساهمات البارزة في رسم الوجه الحضاري للبلد، يتطلع القائمون على القطاع السياحي إلى إشراك المواطنين أكثر فأكثر في هذا المجال. ولا بد هنا من ذكر البرامج الفاعلة التي تنظمها “هيئة أبوظبي للسياحة” لتدريب المواطنين على مختلف الوظائف السياحية. منها دورات “سفراء أبوظبي” المستمرة حالياً في دورتها الثالثة، وفعاليات أخرى تشجع المواطن على اكتساب مختلف مهارات فنون الضيافة. نعود إلى الحديث عن “الاتحاد للطيران” التي تعتبر شريكاً رئيسياً في الركيزة السياحية لإمارة أبوظبي، المتألقة بالمهرجانات والمقبلة على أضخم الأحداث المستقطبة للسياح. ومن أهم المشاريع التي تضعها الشركة ضمن أولوياتها، الوصول خلال العام المقبل إلى توطين الوظائف بنسبة 15 %، أي بزيادة 2 % على الرقم الحالي. وحتى ذلك الحين، فإن الحدث الأبرز في قطاع الطيران المحلي، هذه الأيام هو عن التوطين الجماعي الذي فاق كل التوقعات. فرصة مناسبة على هامش الاحتفال بالتعيين الذي انتظرن فرصته طويلا، كان لـ”الاتحاد” دردشة مع عدد من الموظفات الجدد المقيمات في مدينة العين. كانت الفرحة بادية على وجه نيلي سالم، التي لم تصدق أنها أخيراً ستحظى بوظيفة لائقة بعد تخرجها من “جامعة الإمارات”. فهي التي تبلغ من العمر 27 عاماً، درست إدارة الأعمال. وما أن تخرجت حتى قدمت على برنامج التوطين الى أن سنحت لها الفرصة بالتدريب لصالح “الاتحاد للطيران”. تقول: “أنا والكثير من زميلاتي بحثن طويلا عن مكان نعمل فيه، لكن الفرص المتاحة في العين قليلة جداً ومعظمها غير مناسبة لظروفنا لأنها تتطلب الاختلاط”. وهي فخورة بمشاركتها في عمل كهذا، يعتبر بمثابة الواجهة المشرفة للتواصل مع الناس وأن من خلال الهاتف. “حقاً نريد أن يكون لنا دور بارز في الوظائف التي تخدم اسم الإمارات، ونتمنى أن تتبع الشركات الأخرى النهج نفسه وتوجد مجالات مناسبة للخريجات من بنات البلد”. بالحماس نفسه تتحدث إيمان النعيمي التي درست تقنية المعلومات وكانت محظوظة بالانتساب فورا إلى “الاتحاد للطيران” وتعيينها مشرفة على إحدى المجموعات. فهي ابنة الـ 23 عاماً، سعيدة بالتدريب الذي حصلت عليه تمهيداً لقبولها في الشركة. “كانت تجربة ثرية استفدنا منها جميعاً، وهي قربتنا أكثر من بعضنا البعض ومنحتنا معلومات قيمة. ان مسألة التطوير أمر مهم جداً خصوصاً أن الأمر يتعلق بإشراك المواطنات في العمل السياحي ولو بشكل غير مباشر”. وهي لا ترى في ذلك أي إحراج لأن طبيعة العمل في مركز الاتصال مشرفة، وسوف تكون في مدينة العين للنساء فقط. أما المهام المطلوبة من النعيمي كمشرفة، فهي متابعة أداء الموظفات وانتاجيتهم وتسهيل أمورهن والرد على استفساراتهن. تورد: “أشجع بنات الإمارات ألا ييأسن من البحث عن وظيفة مناسبة، وألا يطلن من إقامتهن في البيت بعد التخرج كي لا ينسين المهارات التي تعلمنها في الجامعة”. طموحات تتحقق نموذج آخر من الموظفات تمثله مريم سعيد الشامسي وهي زوجة وأم في الـ 34 من عمرها. تشير الى أنها درست إدارة المعلومات في كلية التقنية لكنها لم تلتحق مباشرة في صفوف العمل لأنها كانت منشغلة في الاهتمام بتأسيس أسرتها. “قبل أن أنال شرف العمل في “الاتحاد للطيران”، داومت لمدة سنتين في إحدى الشركات الخاصة بالعين. لكنني اليوم أكثر تفاؤلا بموقعي الجديد لأن الدوام فيه يناسب ظروف حياتي ولا يشكل عائقاً أمام قيامي بواجباتي تجاه أبنائي”. وتوضح الشامسي أن عمل المرأة في مجال السياحة في العين لم يكن مقبولا اجتماعياً، غير أنه مع انتشار المعارض الدولية في المدينة بات الأمر أكثر مرونة. “إن وجود مركز اتصال “الاتحاد للطيران”، سوف يفتح الأبواب أمام المرأة حتى تدخل مجال العلاقات العامة والتواصل مع المتصلين، من دون أي تحسس أو إحراج. وما يساعد على ذلك اسم الشركة التي تعتبر الناقل الرسمي للدولة”. من جهتها سامية برج مديرة مركز الاتصال في العين والتي ستقوم بمسؤولية إدارة الفريق المؤلف من 80 موظفة، تتحدث عن أهمية هذه المبادرة قائلة: “في الحقيقة جاء افتتاح المركز ليدعم طموحات الخريجات من المواطنات وأولئك اللاتي طال انتظارهن لوظيفة مناسبة”. وهي التي تعمل في “الاتحاد للطيران” منذ عام 2003 بصفة مديرة تقويم أداء مركز الاتصال في أبوظبي، تستعد حالياً لمنصبها الجديد بكثير من الحماس. وتورد أن أكثر ما يريح المواطنات في الوظيفة الجديدة، أن الإدارة وافقت على تعيينهن مع كامل احترامها لنقاب البعض منهن وللباسهن المحتشم الذي تفرضه العادات والتقاليد في مجتمع الإمارات. “وهذه كانت فرصة استثنائية نحصل عليها، لأن مجتمع العين يعاني من وجود نسبة عالية من الخريجات مقابل عدد قليل من الوظائف المتاحة”. تطور دائم وعن رأي عنصر الشباب في “الاتحاد للطيران” حيال هذا التعيين النسائي الملفت، يتحدث هيثم حسن الصبيح الذي يشغل منصب مدير المبيعات للجهات الحكومية في أبوظبي. ويذكر أنه من المفيد دمج المواطنات في مختلف الوظائف الحكومية والخاصة مع الانتباه إلى كونهن شريحة مهمة من المجتمع. ويقول: “أنا أؤمن بمقولة إنه عندما تعلم رجلا تفيد شخصاً واحداً، لكنك عندما تعلم امرأة تفيد مدينة بحالها”. ويشير الى أن الموظفين من المواطنين في الشركة يسعون دائما إلى التطور، وهذا ما حدث معه عندما تم اختياره لإدارة مكتب تطوير الأعمال لصالح الشركة في شمالي أميركا. “لقد حققت إفادة كبيرة هناك لجهة تطوير مهاراتي، وكانت وظيفتي أن أشكل علاقات بين “الاتحاد للطيران” وسفارات دول الخليج في كل من نيويورك وواشنطن. في الإطار نفسه يصرح حارب مبارك المهيري، نائب الرئيس لشؤون المبيعات في الإمارات لدى «الاتحاد للطيران» أن الشركة وضعت كل اهتماماتها لدعم مشروع مركز العين للاتصال. والهدف من ذلك إشراك فتاة الإمارات في الوظائف المتاحة في الشركة. وقد وصلت قيمة الاستثمار الذي رصدته الشركة للتوطين، 1,9 مليون درهم، حرصاً على منح فرص متساوية للمواطنين من الذكور والإناث. وقال إنه شخصياً يعتبر هذه الوظيفة «أهم وظيفة في شركات الطيران عموماً، لأنها تمثل أول نقطة اتصال مع الجمهور». وأضاف أن إلحاق نخبة من المواطنات المتدربات والمثقفات ضمن كادر الشركة، يعتبر إضافة قيمة في النهج العام لهيكلية العمل. ولفت إلى أن هذه المبادرة تعكس التوجه العام لإمارة أبوظبي دعماً لحصول ابنة البلد على وظيفة تليق بها. ويؤكد جيمس هوجن، الرئيس التنفيذي لـ «الاتحاد للطيران» أن الشركة واعية تماما للمرحلة المقبلة التي لا بد فيها من أن يتبوأ المواطنون فيها أعلى الدرجات في الوظائف السياحية. ويورد أن ما يميز مركز الاتصال الجديد أنه مخصص لمواطنات مدينة العين كدعم معنوي لهن، خصوصاً أنهن جديرات للمهام المطلوبة. وبصفتنا الناقل الوطني للدولة، فنحن ملتزمون برفع نسبة القوى العاملة المواطنة مع احترام ثقافة البلاد». يذكر أن مركز الاتصال في “الاتحاد للطيران” بدأ عام 2003 بـ8 موظفين فقط، في حين أن العدد زاد أضعاف المرات ليصل إلى 200 موظف من 23 جنسية بينهم 32 مواطناً يشغلون وظيفة مديري الأداء الوظيفي. وأن 92 % من الموظفات الثمانين تخرجن حديثاً بعد فترة تدريبية استمرت 9 أشهر، أنجزت 6 أشهر منها بالتعاون مع «جامعة أبوظبي». وتم التركيز في عملية التدريب على مهارات اللغة الإنجليزية ونظم المعلوماتية وبرامج التأهيل للوظائف الجديدة. غرف العمليات أبرز المهام التي يتطلبها أداء الموظفات في غرف العمليات: إتقان اللغة الإنجليزية، إجادة العمل على تقنية المعلومات، الحرص على أعلى مستويات التواصل وخدمة المتصلين وتقديم المشورة والنصح لهم. إضافة إلى الإلمام التام ببرامج الرحلات ومواعيدها وما يميز وجهات السفر التي تصل إليها الشركة. الدورات التدريبية استغرقت الدورات التدريبية حتى الآن 6 أشهر قضتها الموظفات ال80 في تطوير مهاراتهن في عدة مجالات. أهمها: برامج المعلوماتية والإتيكيت وصناعة السفر. إضافة إلى حجز الرحلات وما تتضمنه من اختيار المقاعد والوجبات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©