الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كارمن لبس: لست ممثلة لبنان الأولى والوسط الفني كله «غيرة» !

كارمن لبس: لست ممثلة لبنان الأولى والوسط الفني كله «غيرة» !
12 أكتوبر 2010 20:56
كارمن لبس ممثلة لبنانية غاية في التميز والتمرس. تعرف الإمساك بخيوط الشخصيات الفنية التي تقدمها؛ لأنها تستطيع أن تتعايش معها، كما لو كانت هي. تقطع ذلك الخيط الرفيع بين كارمن الإنسانة والممثلة لتتماهى مع الشخصية التي تقدمها. تبحث دائما عن غير الممكن لتعيد تركيبه وصياغته ليكون ممكناً على الشاشة. مخلصة للدراما اللبنانية، حيث لم تخطط يوماً للانتقال إلى غيرها حتى جاءتها الفرص “المصرية” دفعة واحدة. ليس قضية سياسية وفي هذا الإطار، اعتبرت كارمن في حديثها لنا أن دخولها إلى الدراما المصرية لم يأت متأخراً، رإنما يرجع إلى عدم طلبها العمل من أحد قائلة: “أنا لا أجيد طرق الأبواب والبحث عن الأدوار. كنت أنتظر القدر الذي أؤمن به جداً، وآمنت به أكثر حين دخلت في ثلاثة أفلام دفعة واحدة العام الماضي. وهذا ما حدث عند وصولي إلى مصر مع مسلسل (أبو ضحكة جنان) و(البوابة الثانية)، وصولاً إلى مشاركتي في مسلسل (بابا نور) الذي عُرض خلال شهر رمضان الفائت. فالفن ليس له هوية، هو ليس قضية سياسية إنما لكل إنسان”. أما عن مشاركتها في الدراما السورية، فهي أمنية بالنسبة لها، ولكنها اعتذرت عن مسلسل عرض عليها مؤخراً بسبب الأجر. وتقول: “لقد كان الأجر الذي قدم إلي أقل من الذي أتقاضاه في لبنان.. وهذا ما لا أقبله من الناحية المعنوية!”. أسلوب أكثر عدائية وكان فيلم Whatever Lola Wants الذي قدمته كارمن في العام الماضي وأثار ضجة عند عرضه، تجربة مهمة في مسيرتها السينمائية على حد تعبيرها. وتتابع: “لقد اختارني المخرج نبيل عيوش من بين مجموعة كبيرة من الممثلات العربيات على الرغم من أنه لا يعرفني، وهذا بمثابة جائزة بالنسبة إليّ. طبعاً، كنت خائفة في البداية، خصوصاً أن الدور ليس باللهجة اللبنانية، لكن ما أحببته جداً أنني أنا من دبلج دوري باللغة الفرنسية أيضاً، بالإضافة إلى النسخة الأساسية باللغة الإنجليزية. أما السيئات، فيمكن القول إن المخرج كان قاسياً بعض الشيء في تعامله مع الممثلين، مع أنه لم يحصل احتكاك بيني وبينه، كما حصل بينه وبين الممثلة الأميركية لورا رامزي Laura Ramsey، فهو لا يعطي الملاحظات (على الناعم)! لكن، أنا معتادة مع مخرجينا اللبنانيين على أسلوب أكثر عدائية من أسلوب نبيل عيوش. أما لورا، فلديها تلك النزعة بأنها أهمّ من الآخرين نوعاً ما، ولديها بعض الغرور، لكنها إنسانة حساسة وطيبة. على كل حال، ثمة ممثلون لبنانيون في بداية الطريق، ولديهم غرور أكبر من نجوم هوليوود”. أشعر بحسرة وفي هذا السياق، تشعر كارمن بالحسرة لعدم احتكاكها مع العالمية. ولكنها اعتبرت أنها هي السبب في ذلك، بالإضافة إلى ظروف الحرب الأهلية اللبنانية. “وقالت: عندما كنت في التاسعة عشرة، سافرت في جولة لعرض مسرحية من إخراج يعقوب الشدراوي، حيث التقيت بمخرجين فرنسي وآخر سوفييتي، وعرضا عليّ التمثيل في أفلام مشتركة، لكن، بسبب الأوضاع في لبنان، لم أعاود التواصل معهما. وبعد سنة، اكتشفت أنهما كانا يبحثان عني، وقد حاولت لاحقاً العيش في فرنسا، لكنني لم أستطع الابتعاد عن لبنان. اليوم أشعر بالحسرة؛ لأنني لم آخذ القرار آنذاك وأغادر. حالياً، أعدّ إلى المئة قبل التفكير في العيش في لوس أنجلوس مثلاً، بهدف التمثيل، إذ لا أستطيع أن أبدأ من الصفر بعد كل مسيرتي المهنية، كما أن الأدوار التي تُقدم إلى ابنة العشرين لا تقدم إلى المرأة الأربعينية”. دراسة الإخراج ولقد نُقل على لسان كارمن بعد فيلم Lola، أن “العمل في الدراما المحلية بات مضنياً، وأشبه بمن يعمل في العصر الحديث بأدوات من عام 1930”، الشيء الذي ترفضه جملة وتفصيلاً.. وتشرح قائلة: “سُئلت عن الفرق بين هذا الفيلم والمسلسلات الدرامية، فقلت إنه لا تمكن المقارنة بين السينما والتلفزيون، حيث يرصد للفيلم عشرة ملايين يورو، أما الإنتاج التلفزيوني في لبنان، فلا يتعدى عشرة آلاف دولار للساعة أو الحلقة، كأنني أقارن بين عمل من الـ2009 مع عمل بمعدات الـ1930. لا يمكن أن أتعالى على الأعمال اللبنانية مهما حصل، فأنا رجلاي على الأرض، وأعرف أن هذا الفيلم أو غيره لن يذهب بي إلى العالمية، أما لو حصلت على مثل هذه الفرص في بداياتي، لكنت “حملت حالي وفلّيت”! حالياً، أفكر في دراسة الإخراج في لوس أنجلوس لمدة سنة، وهكذا، عندما تنتفي الأدوار الجيدة المعروضة عليّ في التمثيل، أنتقل إلى مجال الإخراج”. التمثيل أكثر من حياة وبعد أن حققت كارمن العديد من النجاحات في الدراما اللبنانية والمصرية، مازالت مصرة على تقديم التنازلات التي سبق أن رفضتها من قبل بهدف الحصول على مزيد من الفرص العالمية.. “لقد فوتّ على نفسي فرصاً كثيرة في حياتي، كان يمكن أن تجعلني نجمة كبيرة، ليس في لبنان فحسب، لكنها كانت تتطلب مني تنازلات ضد مبادئي، في حين لا أقدم سوى تنازلات مادية. وفي بداية مسيرتي الفنية، توقفت عن التمثيل لمدة عشر سنوات بسبب التنازلات التي كانت تطلب مني. أما الأدوار التي تتطلب جرأة أو عُرياً فإذا كانت ضرورية وتخدم الدور فلا مانع عندي، لكن لا يمكن أن أقدم دوراً يسيء إلى بلدي، أو إلى العرب، مهما يكن”. لذلك ترفض كارمن التصنيف الذي قد يستعمله النقاد في وصف الممثلات. فهي لا ترى نفسها أو غيرها ممثلة لبنان، وإلا فسنكون قد قد وصلنا إلى أقصى درجات الغرور. “باختصار، التمثيل بالنسبة إلي هو أكثر من حياة في حياة واحدة، وبالتالي لا يهمني أن أكون نجمة أولى أو ممثلة أولى”. كما أنها بعيدة جداً عن الوسط الفني لأنه “كلّه غيرة وحسد” على حد تعبيرها، موضحة: “أنا أخاف منه كثيراً؛ لأن الكذب فيه أضعاف نظيره في المجتمع ككل. ولا أعرف من يحبني ومن لا يحبني فيه!”. فيلم لبناني - إيراني وفي ما يتعلق بالمستوى الذي وصلت إليه الدراما اللبنانية، ترى كارمن أنه جيد، ولكنه لن يرتقي إلى مستوى المنافسة حتى يؤمن المنتجون بالطاقات الفنية المتوافرة على أساس أن المنتج بمثابة مدير أعمال الفنانين الذين لا يستقيم عملهم من دونه. أما عن جديد كارمن، فقالت: “أشارك في تصوير فيلم لبناني - إيراني عن العدوان الإسرائيلي في مناطق جنوبية، كما لدي مسلسل درامي لبناني بعنوان (هروب) سيُعرض العام المقبل، وهو من بطولتي والممثل يوسف الخال، ومن إخراج ميلاد أبي رعد. كما ننتظر مشاركة الفيلم السينمائي (شتي يا دني) من سيناريو وإخراج بهيج حجيج في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©