حيفا-اف ب: يؤكد رئيس بلدية حيفا يونا ياحاف أثناء وقوفه امام منزل اصيب بصاروخ قرب المنطقة الصناعية ان المدينة أصبحت مشلولة بفعل القصف المتواصل منذ اسبوعين· وتبدو ثالث مدن اسرائيل البالغ عدد سكانها 270 الف نسمة عجزت الحكومة الاسرائيلة حمايتها من قصف مقاتلي حزب الله عليها· فقد اطلق حزب الله منذ اندلاع النزاع في 12 يوليو اكثر من سبعين صاروخا على هذا المركز الصناعي المهم للشركات الكيميائية والنفطية والالكترونية، اسفرت عن مقتل العشرات· وان كانت هذه الحصيلة تبدو ضئيلة جدا بالمقارنة مع حصيلة الهجوم العسكري الاسرائيلي على لبنان، الا ان انعكاساتها فادحة على اقتصاد المدينة حيث توقف اي نشاط اقتصادي·
فخط القطارات الذي اعيد تسييره حتى حيفا ما زال مغلقا في اتجاه الشمال كما اغلق مرفأ المدينة وهو ثاني اكبر مرافئ اسرائيل·
ودعت جامعة حيفا الى تقديم تبرعات الى الطلاب الذين لم يتمكنوا من تسديد اقساطهم بسبب توقف عملهم·
وقالت متحدثة باسم المدينة نيتا دروري لوكالة فرانس برس ''لا يمكننا في الوقت الحاضر اعطاء ارقام محددة فنحن لا نزال نجهل الانعكاسات مع علمنا انها جسيمة بالنسبة للمتاجر الصغرى· كما تعطلت الصناعات البتروكيميائية لمدة عشرة ايام على اقل تقدير·
وحدها المواقع الصغيرة المجهزة بملاجئ تمكنت من استئناف العمل وهذا يمثل خسائر بقيمة الملايين'' بالشيكل·
وغاب السياح عن هذه المنطقة الساحلية وذكر احد الفنادق الكبرى في المدينة ان فقط 60% من غرفه شاغلة بالمقارنة من مئة في المئة في هذه الفترة من السنة، والنزلاء هم صحافيون قدموا لتغطية النزاع·
وتبقى مراكز تجارية ضخمة عدة مغلقة والشوارع مقفرة في حين يفيد التجار القلائل الذين يواصلون العمل عن تراجع عدد الزبائن· وذكر افي كتس الذي يملك مطعما في احد احياء حيفا الميسورة تراجعا في رقم اعماله بنسبة 90% فيما افادت خبازة تفتح مخبزها لساعات معدودة ان عدد زبائنها تراجع بمعدل 80%، وهو رقم اورده ايضا ساشي شمويلي صاحب مقهى·
وقال شمويلي متأسفا ''انظروا، لا احد يأتي ليجلس هنا'' وهو بقي وحيدا في المقهى مع موظف وقد غادر الاخرون المدينة قاصدين الجنوب بعيدا عن مرمى صواريخ ''حزب الله''· ولم يعد ساشي شمويلي يقصد المصرف لإيداع اموال سوى مرة في الاسبوع عوضا عن مرة في اليوم، كما انه لم يعد يطلب بضائع سوى ''مرة في الاســبوع وليـس مرة في اليوم'' لنقص الطلب·
وقال صديقه اوحاد رون البالغ من العمر 29 عاما الذي يبحث عن وظيفة، ''ارسل فاكسات ورسائل الكترونية بدون ان اتلقى ردا في حين كانوا في الماضي يردون''، قبل ان تدوي صفارات الانذار معلنة عن احتمال سقوط صواريخ· ويعبر صاحب المقهى عن المخاوف ذاتها فيقول انه لن يتمكن من الصمود اكثر من شهر اذا ما استمرت الاوضاع على حالها·
عدد اليوم
