الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

من سيارات الأجرة إلى الطائرات.. كيف تنتقل الفيروسات المعدية؟

من سيارات الأجرة إلى الطائرات.. كيف تنتقل الفيروسات المعدية؟
31 يوليو 2014 23:40
بالنسبة للعلماء الذين يقتفون أثر فيروس «إيبولا» القاتل في وسط وغرب أفريقيا، لا يتعلق الأمر بمعضلة تتصل بعلم الفيروسات أو فك الشفرة الوراثية، بل كيف تركب الميكروبات المعدية وسائل المواصلات، مثلما يركب البشر الطائرات والدراجات وسيارات الأجرة. ورغم أن خبراء الأمراض يعتبرون أن خطر انتشار الفيروس إلى قارات أخرى محدود، إلا أن اقتفاء أثر كل من يتصل بمن أصابته العدوى أمر حيوي للسيطرة على انتشار المرض. ففي نيجيريا التي اكتشفت فيها حالة واردة من الخارج أصيب فيها أميركي من أصل ليبيري طار إلى لاجوس الأسبوع الماضي بعد أن سافر من مونروفيا (ليبيريا) الى غانا عبر لومي (توجو)، ستضطر السلطات إلى اقتفاء أثر كل ركاب الطائرة وأي شخص آخر ربما اتصل به لتجنب انتشار المرض مثلما حدث لدول أخرى في المنطقة. وقال ديفيد هيمان أستاذ الأمراض المعدية ورئيس قسم الأمن الصحي العالمي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا «أهم شيء هو المراقبة الجيدة لكل من كان على اتصال بمريض أو عرضة للإصابة». وكان المرض ظهر بداية في غينيا ثم انتقل في فبراير الماضي إلى ليبيريا وسيراليون، في أوسع انتشار من نوعه منذ ظهور هذا المرض قبل نحو 40 عاما، إذ تم اكتشاف 1300 إصابة توفي منها 729. ويوضح انتشار المرض من غينيا إلى ليبيريا في مارس مدى أهمية متابعة كل الجوانب العادية في حياة الناس وعلاقاتهم. ويعتقد خبراء الأمراض الوبائية والفيروسات «أن الحالة الأصلية في هذه الحالة كانت امرأة ذهبت إلى أحد الأسواق في غينيا قبل أن تعود إلى قريتها في شمال ليبيريا المجاور للمنطقة وتمرض». واعتنت شقيقة المرأة بها وأصيبت هي نفسها بالمرض قبل أن يموت أحد أطفالها جراء الحمى والنزيف اللذين يتسبب فيهما المرض. وشعرت الأخت بأعراض المرض وأرادت أن ترى زوجها الذي يعمل عاملا مغتربا في مزرعة للمطاط على الجانب الآخر من الحدود الليبيرية، وركبت سيارة أجرة عن طريق مونروفيا وعرضت خمسة أشخاص آخرين للإصابة بالمرض ماتوا جميعا فيما بعد، وفي مونروفيا ركبت دراجة نارية خلف شاب وافق على توصيلها للمزرعة وحاولت السلطات الصحية فيما بعد بشتى الطرق الوصول إليه. وقال ديريك جاذرر خبير الفيروسات بجامعة لانكستر البريطانية والذي يسعى لاقتفاء أثر المرض في غرب أفريقيا «هذا وضع مشابه للرجل الذي ركب الطائرة إلى لاجوس ومات فيها». ويبلغ عدد حالات «إيبولا» في ليبيريا الآن، 249 حالة توفي منها 129 حالة رغم أنها ليست مرتبطة كلها بالحالة الأولى التي أصيبت فيها المرأة في سوق غينيا. وأشار جاذرر إلى أن الفيروس لا ينتشر عن طريق الجو ولا يعد من الأمراض شديدة العدوى، لكن السفر بين الدول يمكن أن يساعد في انتشاره بكل سهولة. ومع ذلك، يقول خبراء الأمراض المعدية «إن خطر انتشار إيبولا من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا وأميركا محدود للغاية لأسباب منها شدة المرض وطبيعته القاتلة». ويكون المرضى أشد خطورة في المراحل النهائية من الحمى والنزيف بما في ذلك النزيف الداخلي والخارجي والقيء الشديد والإسهال وكلها تحتوي على تركيزات عالية من الفيروس المعدي. وقال بروس هيرش خبير الأمراض المعدية بمستشفى جامعة نورث شور في الولايات المتحدة «إن المريض في هذه المرحلة يكون قريبا من الوفاة وربما لا يستطيع السفر»، وأضاف في مكالمة هاتفية «من الممكن بالطبع أن يحسب الإنسان أنه قد يكون مريضا بالإنفلونزا وأن يركب وسيلة مواصلات ثم تظهر عليه أعراض أخطر. وهذه من الأمور التي تقلقنا». وأضاف «إن الحالة الوحيدة التي شهدت خروج ايبولا من أفريقيا إلى أوروبا كانت عن طريق السفر جوا عام 1994، عندما أصيبت خبيرة سويسرية في علم الحيوان بالفيروس بعد أن قامت بتشريح شمبانزي في ساحل العاج، وقد عزلت المرأة في مستشفى سويسري ثم سمح لها بمغادرة المستشفى بعد أسبوعين من دون إصابة أحد بالعدوى». (لندن - رويترز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©