أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن أمل بلاده في التوصل إلى حل وسط بشأن ملف الأمن الغذائي الذي يمثل هاجسا أساسيا بالنسبة للاقتصادات الصاعدة ومنها الهند كأحد الموضوعات الأساسية لعقد اتفاق لتحرير التجارة العالمية.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الهندي سوشما سواراج «نحن لا نرفض مخاوف الهند بشأن عدد كبير من الفقراء.
ونحن نؤمن بأن هناك طريقا ما للوصول إلى ذلك في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماعات بالي» في إشارة إلى اجتماعات منظمة التجارة العالمية في منتجع بالي
بإندونيسيا ديسمبر 2013.
وأضاف «نأمل في الوصول إلى حل وسط» في إشارة إلى اجتماع منظمة التجارة العالمية المنعقد حاليا في جينيف من أجل التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي المقرر لذلك بحلول منتصف ليل اليوم.
وقد وصل كيري، أمس، إلى الهند في إطار المساعي لإحداث تحول في علاقة واشنطن المتعثرة مع نيودلهي وسيحاول كسر الجليد عبر إجراء محادثات مع رئيس الحكومة الجديد نارندرا مودي اليوم الجمعة.
وكيري هو أعلى مسؤول في الإدارة الأميركية يزور الهند منذ وصول مودي إلى الحكم في مايو.
وخلال العقدين الأخيرين، وضعت الدولتان العلاقة بينهما في إطار التحالف الطبيعي بين بلدين يتشاركان القلق ذاته حول تزايد قوة الصين من جهة والاسلاميين المتطرفين من جهة ثانية.
ولكن حوادث عدة ساهمت في تراجع العلاقة بين الحليفتين إلى أدنى المستويات ومن بينها اعتقال السلطات الأميركية لدبلوماسية هندية العام الماضي.
ولطالما تعاملت واشنطن مع مودي الذي يترأس حزبا قوميا هندوسيا كشخص منبوذ إلى أن فاز حزبه بالانتخابات التشريعية في إبريل ومايو، ليترأس بذلك الحكومة.
وبالرغم من أزمة جديدة في الأجواء بشأن اتفاقية جمركية إلا أن إدارة الرئيس باراك اوباما تتجه نحو التركيز على قضايا أخرى قد يتفق عليها الطرفان في إطار زيارة كيري ووزير التجارة بيني بريتزكر الموجود في الهند حاليا.
وفي مقالة افتتاحية مشتركة بينه وبين بريتزكر نشرت الأربعاء في صحيفة «اكونوميك تايمز» الهندية قال كيري إن ولاية مودي القوية فتحت الطريق أمام فرص التعاون في قضايا عدة من التجارة الى الطاقة.
وجاء في المقالة أن «الشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والهند في طريقها إلى تحول تاريخي».
وبالنسبة لبعض المراقبين فإن رحلة كيري التي تستمر ثلاثة أيام مؤشر واضح على أهمية الهند.
فهو ركز خلال ولايته على أزمات الشرق الأوسط تحديدا، وقد عاد الأحد من مهمة غير ناجحة لفرض وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وتراجعت العلاقات أكثر حين اعتقلت السلطات الأميركية في ديسمبر دبلوماسية هندية بتهمة التعامل بطريقة سيئة مع إحدى العاملات لديها.
وعلاقة مودي بالولايات المتحدة لطالما شابها التوتر، ففي العام 2005 رفضت واشنطن منحه تأشيرة دخول بسبب اتهامات بأنه غض النظر عن أعمال شغب ضد المسلمين حين كان حاكما لولاية جوجارات.
ودعا اوباما مودي لزيارة البيت الأبيض في سبتمبر.
ولا يبدو أن الأخير يريد إظهار الحقد بل إنه بدا واقعيا في سياسته الخارجية إذ التقى في اول اشهر ولايته بقياديي باكستان والصين، على الرغم من العلاقات المتوترة.
(نيودلهي، أ ف ب)
عدد اليوم
