الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعادة الحقيقية

27 يوليو 2006 01:31
السعادة أنشودة كل إنسان كائنا من كان وكل واحد من بني البشر ينشد السعادة ويلهث وهو يسعى للحصول عليها والجلوس في أحضانها راميا بمتاعبه الحياتية جانباً يجلس هادئا مطمئنا إلى السعادة التي نالها وكل منا ينشد السعادة على مبتغاه وكما يقال (كل يغني على ليلاه) البعض يرى السعادة في تحصيل المال وتكديسه وتعدده، وكلما كبر رصيده من المال كبرت سعادته، والبعض يرى السعادة في امتلاك العقارات، والقصور والسيارات الفارهة ومتاع الدنيا الفانية (والتي لا تسمن ولا تغني من جوع) وآخر يرى السعادة في الصحة والنشاط بعيداً عن السقم والعلل والآهات والأنين؟ كل منا يرى السعادة في عين نفسه وما هي مشتاقة وتواقة إليه· لا أحد يستطيع أن ينكر أملاك الدرر والجواهر والحلي والقصور وهي تعد من مقومات السعادة عند الذين تمتلك ألبابهم وشعورهم الدنيا وزخرفها متناسين ما هي السعادة الحقة والتي هي أرقى السعادات والتي يسمو صاحبها فوق كل ما هو مادي دنيوي رحم الله صاحب المقولة القائلة والله لو عرف الملوك ما نمتلك من سعادة لقاتلونا عليها بالسيوف·· نعم؟! هذه هي السعادة الحقيقية؟ ان السعادة الحقة ترتقي بصاحبها فوق الماديات وكل شيء دنيوي فالسعادة هي أن نكبح جماح النفس الأمارة بالسوء· ولن نسير في طريق النفس الشهوانية وان كبح جماح شهوتنا لهو الفوز الأكبر ونشعر بلذة السعادة الحقة ان السعادة العظمى والسعادة الحقة هي السير في طريق الإيمان الذي هو نور للقلب وسعادة للنفس الروحانية التي تفيض على باقي حواسنا لذة السعادة والراحة والطمأنينة قال الله تعالى ''ألا بذكر الله تطمئن القلوب''فإن كنا نسير في الطريق السوي ونمتلك الايمان الراسخ الصحيح عندها فقط نستشعر ونمتلك السعادة التي قال عنها السلف الصالح لو أن الملوك علموا ما نمتلك من سعادة لقاتلونا عليها بالسيوف ··نعم إنها هي تلك السعادة المنشودة والتي لا يمتلكها أحد منا إلا إذا كان قلبه مليئا بالإيمان والنور والفيض الإلهي - وحب الآخرين· وليست السعادة التي يسميها البعض والتي يجسدونها بامتلاك الأموال والخدم والحشم؟ كم واحدا أصاب من دنياه الحظ الوافر من امتلاك الملايين والقصور والقيان ولكنه يشكو من عدم الانجاب ولم يقسم له الله من ان ينجب فهل مثل هذا نراه سعيدا؟ لا والله ان السعادة لم تعرف السبيل الى نفسه لأن نفسه تواقة أبدا في ان ينجب ولدا يحمل اسمه ويرث ما يمتلك من حطام زائل ··أبدا منشغل الفكر والعقل خائفا على زوال ملكه ومن أنه سيؤول الى غيره بعد موته فهناك عنده الطاقة الكبرى فأين مثل هذه السعادة والأمثال لا تعد ولا تحصى، وآخر يمتلك العقارات والأموال والأبناء وكل ما يستلزم من ان يكون سعيدا ونراه دائماً يشكو من علة ما قد ألمت به وخصه بها الله سبحانه وتعالى وعجز الطب عن شفائها فهل يكون صاحبنا سعيدا؟ أبدا الهموم تثقل قلبه والخوف من الموت لا يفارقه ابدا وسيكون متحسرا عما يمتلك وليس له من كل ما يملك سوى النظر والتحسر والتنهدات مما يشكو من آلام وعلل وكما سبق وقلت الأمثلة كثيرة ولا داعي لادراجها انما القصد من ان السعادة الحقة هي نور الإيمان يملأ القلب ولذة الرضى والتسليم بما يقدره الله نملأ العقل الذي هو القائد للنفس مبتعدا بها عن دروب شائكة وكابحا رغباتها التي تنساق في طريقه· والناس في السعادة مختلفون فرجل الدين يرى ان السعادة الحقة في مخافة وتقوى الله· أما الموسيقار يرى في عزف أجمل الألحان والشاعر في نظم القوافي الجميلة والأديب بكتابه السحر من الكلام والعالم في الاكتشاف والاختراع لإسعاد البشرية والمحامي في براءة المتهم والطبيب في شفاء المريض بسرعة· واللاعب سعادته في الشهرة ورجل الأعمال في بلوغ النجاح والإنسان الطيب في التسامح والتساهل والمرأة في الزواج والانجاب والرجل في الحب والمال والمريض في الصحة والشفاء والفتاصة في الجمال والفتى في الوسامة والعاشق في اللقاء والوصال والموظف المتقاعد في المنصب والسائق في الحصول على الراكب وقائد الطائرة في الهبوط بسلام والبخيل في جمع خزائن الذهب والفضة وهناك فئة من الناس يرى سعادته في القلب وآخر يرى سعادته في كمال العقل - ولكن للأسف الشديد أقول في عصرنا الحاضر والذي طغت المادة على كل شيء نرى أن الكل يلهث وراء المادة والبحث عن السعادة الزائفة في حين السعادة الحقيقية موجودة في الحب والحب موجود في كل الأشياء من حولنا وفي كل مكان ومرسوم على ملامحنا وعمرنا - ومهما كتبت السعادة بأحرف كبيرة فإن البعض لا يرى تلك الحروف لأن هناك غمامات تحجب عنه الرؤية الصادقة· وكما قيل السعادة أهم أبواب الحياة وهي طريق النجاح والرضا بالقليل ولك يا عزيزي المستمع الا تجمع بين السعادة والشقاء حينئذ نكون أسعد الناس· محمد صالح بداه
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©