السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طيران من ألف رحلة ورحلة

10 يوليو 2012
في قصة اليوم تكتشف ثلاث من شركات الطيران الخليجية الكبرى كلمة السر، وهي الموقع الجغرافي المميز الذي تنطلق منه، فتربط بين الشرق والغرب، و كأن ماضي أبناء الخليج في خوض عباب البحر ألهمها أن مكان التقاء التيارات الباردة والدفيئة في البحار تكون مصائد الأسماك. فسارعت هذه الشركات بالتقاط المسافرين من الشرق إلى الغرب والعكس وربطهم بتوقف واحد في المنتصف، أدى ذلك إلى التقاء الشرقي بالغربي في البلاد العربية وازدهرت أسواق المطارات، بل أكثر من ذلك تغيرت خطوط التجارة الجوية وهي تتكاثف وتزداد بشكل سنوياً فوق الخليج العربي، حتى شكلت حبلاً متيناً يربط الشرق بالغرب. فعلمت شركات الطيران الغربية أن كلمة السر قد اكتشفت، فما كان منها إلا أن عقدت العزم على كبح جماح تلك الشركات والتخلص منها، اتفقوا أن يضعوا علامة على نظام التجارة الدولية و تحديداً على باب الحواجز غير الجمركية وإقحامها في عالم الطيران، إن هذه الحواجز ماهي إلا إجراءات ضد الإغراق، وعثرة في التجارة الحرة وهي في الغالب تحديد الكميات “Quotas” والتسعيرة. في الوهلة الأولى يبدو أن العصبة أخطأت الباب ولكن في الواقع هي محاولة خطيرة لإنهاء توسع الشركات الثلاث الخليجية بإقحام بدعة جديدة من بدع نظام التجارة الدولية والمتمثلة في الحواجز غير الجمركية إلى عالم الطيران. في إحدى جلسات منتدى دافوس في عام 2004 تحت عنوان العولمة أو اللاعولمة, كان بين المتحدثين البروفيسور جوزيف -الحائز على جائزة نوبل لعام 2001 قسم العلوم الاقتصادية، حيث قال: إن نظام التجارة الدولية غير منصف لدول النامية، هناك ما يعرف بالعراقيل الغير جمركية “Non-Tariff barriers” فعندما تصبح الدول النامية ناجحة في التجارة و المنافسة، حينها تتهم من قبل الدول المتقدمة بأنها تعمل على الإغراق، إن موقف الدول المتقدمة هو إذا استطاعت الدول النامية منافستنا ذلك يعني أنها غير عادلة والسبب هو علمنا بأننا دائما الفائزون.” إذا نالت شركات الطيران الغربية مبتغاها من إقحام الحواجز أو العراقيل غير الجمركية إلى عالم الطيران، سيكون من السهل على الشركات الغربية اتهام الشركات الخليجية بأنها تغرق سوقها بكمية المقاعد التي توفرها في الأسبوع أو الشهر! مع العلم إن الكميات أو السعات وعدد الرحلات وحتى الأسعار تتفق في الاتفاقيات الثنائية بين البلدين في اتفاقية الخدمة الجوية – اتفاقيات ممارسة حريات الطيران من بنود معاهدة شيكاغو-. ولكن في منظور شركات الطيران الغربية إن اتفاقيات الطيران الحالية لا تعطيها ورقة تهمة الإغراق، فهذه الورقة بمثابة “الجوكر” في لعبة الورق، ولأن الورقة خلف باب الحواجز غير الجمركية للتجارة فكان منطقياً أن يضعوا علامة على الباب. ولتكتمل القصة على مرجانة أن ترجع من غياهب الليالي ألف ليلة و ليلة، عليها أن تضع علامة على جميع أبواب حارة الطيران, عليها أن تبدأ بأكبر الأبواب: باب منظمة الإيكاو, و باب معاهدة باريس عام 1919, وباب معاهدة شيكاغو عام 1947. مرجانة عليك أن لا تتركي شيئاً إمسكي تلك الحريات الخمس للطيران المدني التي تغرد على جدران حارتنا, احبسيهم في غرفة ولا تنسي أن تعلمي على الباب. انظري إلى الأعلى هذه سماء حارتنا المفتوحة, أغلقيها ولا تنسي العلامة، صرخت في الحارة بأعلى صوتي أترجعين يا مرجانة, رد علي من هم خلف الأبواب وهل يرجع الأموات يا هذا! الطيار يوسف الحليان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©