للمقال فن يذكر

يعتبر المقال فنا للحرية الخطابية بين الناس، وطريقة لتبادل الآراء ·· فربما يكون كاتب المقال إعلامياً وربما تكون ميوله في مجال العلوم أو الاقتصاد أي لا يتعين أن يكون في مجال معين فهناك المقال الأدبي الذي يتجه إلى التأثير الوجداني والمقال الاجتماعي أو الصحفي الذي يتجه إلى التأثير العقلي والجماعي ·· ولكن ما يهمنا هو بأنه لابد من أن يكون لكاتب المقال خواص يمتلكها وأدوات تمكنه من صياغة هذا الفن الكتابي فإن توفرت رفعت من قيمته وأرضت قراءه وصولاً لدرجة القبول ·· ومن تلك الأدوات فهم الكاتب لما يخط من حروف ·· فمدى إدراكه ومعرفته لما يكتب هو مدى سرعة وصول الفكرة للقارئ·· ولتحقيق الغاية من الرسالة، فهناك الكثير من المقالات المعقدة والمتشعبة حيث يبدأ الكاتب بأولاً ويصل بالقراءة إلى عاشراً ليعود مرة أخرى إلى ثانياً ·· وكأنه يمشي بقراءته بين دهاليز لا يعلم كيف يصل بها إلى نهاية الطريق ·· وهنا لابد من الإشارة بأن التشويش لا يكمن فقط بترتيب الافكار انما بصياغة الكلمات المناسبة لجميع فئات القراء ·· فحينما نقرأ مقالا معظمه مرادفات لغوية لا نستطيع الجزم بأن هذا القارئ مثقف أم محدوديته في التعليم هي القراءة والكتابه·· ففي بعض الأحيان يكون كاتب المقال وكأنه ينتقي موضوع مقاله من المعجم الوجيز وذلك لكثرة المصطلحات المعجمية ·· ليكّون أخيراً مقالا بائسا مملا ومطلسما لا يفهم منه الا العنوان!·· كذلك من المهم أن نكتب ما يهم الآخرين في واقعهم أي نتطرق لجدية موضوع المقال وجودة فكرته ·· حيث تثير لدى القارئ حب الاستطلاع لمعرفة ما يحتويه المقال ·· ومن الضروري جداً أن نبتعد في صياغة فعل الأمر على القارئ فهو لديه الخيار التام في أن يقرأ أو ينسحب ·· وبدلاً من ذلك فالكاتب قادر على إضافة عنصر التشويق وسلاسة العرض التي تضيف لمسة ساحرة لجذب القارئ ·· ربما تكون هذه بعض الأمور التي أحببت أن أطرحها خلال هذه الصفحة (رأي الناس) التي شهدت أقلام كبار الكتاب طوال مسيرتها والتي لاحظتها في بعض المقالات ·· ولنعتبرها كذلك دعوة للقراء ليشاطرونا الحروف والرأي فكلنا بدأنا نقرأ ونستطلع رأي الآخرين وتأثرنا حتى قررنا دخول ساحة الكتابة ·· ورسم ما لدينا من إفادة ما دمنا على فعلها قادرين!· (إن الإبداع الفكري هو ملكية عامة للجميع) سيف بن تويلي النعيمي العين