سلطان القاسمي يفتتح معرض سحر الشرق

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء أمـــــــس، بمتحـــــف الشــــــارقة للفنون، معرض ''سحــــر الشـــــرق: اللوحات الاســــتشراقيـــــة البريطانيـــــة 1925 -''1830 بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة· وتجول سموه في أروقة المعرض واطلع على مجموعة من المعروضات واللوحات الفنية التي تمثل حقبة تاريخية هامة من تاريخ المنطقة· ويجمع المعرض مختلف فنون الرسم الاستشراقي التي ذاع صيتها في مختلف أرجاء العالم·· حيث يعرض لوحات استشراقية لفنانين بريطانيين قاموا برسمها في الفترة ما بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر· كما تستقي اللوحات الاستشراقية موضوعاتها من ذلك التنوع في الأشخاص والأماكن في المنطقة التي كان يطلق عليه البريطانيون ''الشرق''· كما سيتم عرض مجموعة من التحف الفنية النادرة التي تم جلبها من العديد من المتاحف والمؤسسات المشهورة لعرضها للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط· ويضم المعرض أكثر من 85 لوحة استشراقية لرسامين بريطانيين أنجزوها في الفترة بين عامي 1830 و ·1925 ويعد الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وتستضيفه إمارة الشارقة للمرة الأولى في إطار حرص إدارة متاحف الشارقة على دعم مبادرات التواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب إلى جانب سعيها نحو تعزيز أواصر العلاقات المشتركة مع المعنيين بالشأنين الثقافي والفني على المستويين العربي والعالمي· وتشرف مؤسسة ''تيت بريتن'' على تنظيم ''معرض سحر الشرق'' بالتعاون مع كل من المجلس الثقافي البريطاني في دولة الإمارات ومتحف بيرا في اسطنبول، ويضم لوحات فنية تم جمعها من مختلف أرجاء العالم وتمثل أعمالاً لفنانين زاروا بلدان الشرق ونقلوا انطباعاتهم الفنية والروحية والتوثيقية حول هذه البلدان، كما اشتمل المعرض على مجموعة من التحف الفنية النادرة التي تم جلبها من العديد من المتاحف والمؤسسات المشهورة لعرضها معاً للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط ومنها تيت ومركز يال للفنون البريطانية ومتحف فيكتوريا وألبرت وهيئة المتاحف القطرية وصالة اسكتلندا الوطنية للأعمال الفنية ومتحف ومعرض الفنون هاريس والمتحف البريطاني· وبمناسبة افتتاح المعرض قالت منال عطايا مديرة عام إدارة متاحف الشارقة : ''إن متحف الشارقة للفنون يفخر بأنه المتحف الوحيد في الوطن العربي الذي يستضيف معرض (سحر الشرق) الجوّال للوحات الاستشراقية''· وأضافت: ''يرمي المعرض إلى اقتفاء أثر الفنانين الرواد الذين شدوا الرحال من بريطانيا العظمى قاصدين القسطنطينية والإمبراطورية العثمانية والبلدان العربية بحثاً عن عالم لطالما جذبهم وأوقع فيهم مهابته، ونشأت مركبة هذا المعرض الجوال لتعقب المراحل الرئيسية لرحلات هؤلاء الفنانين عبر ثقافتهم وثقافة ما ثبتوه في لوحاتهم من مشاهد شرقية''· ونوهت عطايا إلى أن هذا المعرض يأتي في إطار رؤية الإدارة التي تسعى من خلالها إلى تعميق الفهم والتقدير والاحترام لهوية الشارقة وقيمة تراثها الثقافي والفني محلياً وعالمياً· وأضافت ان تنظيم المعرض يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الإدارة لتطوير الهوية الثقافية الاجتماعية من خلال تشجيع الفنانين العالميين لعرض إبداعاتهم في دولة الإمارات وخلق حوار ثقافي فني مستمر بما يخدم تقدم الإنسانية ورقيها· وأشادت بالدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة لإدارة متاحف الشارقة منذ انطلاقتها الأولى إلى جانب رعايته لمعرض سحر الشرق''· من جانبه قال ستيفن دتشر مدير تيت بريتن إن اختيار إمارة الشارقة لاستضافة المعرض يأتي استناداً لتاريخها وسجلها الحافل واهتمامها الملحوظ بالثقافة والتراث والفنون إضافة إلى اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة المعروف محلياً وعالمياً بالثقافة ورعايته لكل الإبداعات الإنسانية واهتمامه الشخصي بالإرث الثقافي والفني للحقبة التاريخية الممتدة من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر''· يذكر أن معرض سحر الشرق قد وصل إلى إمارة الشارقة بعد أن طاف ثلاثة بلدان هي الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا ملخصاً بذلك هوس الافتتان بالشرق الذي اجتاح القرن التاسع عشر بأكمله، واستطاع أن يترجم فضوله الفني من خلال الرسومات الانطباعية التي نقلت النبض الروحي للمنازل ومناظر الصحراء والشواهد التاريخية وأنماط الحياة الاجتماعية المميزة لسكان الشرق من عرب وعثمانيين في مناطق شاسعة وموزعة على مناطق مختلفة مثل القاهرة والمغرب والقسطنطينية ودمشـــــق والأراضي المقدسة· وتصف أستاذة الفنون بجامعة الشارقة اليزابيث ستوني المعرض بأنه يتناول خمسة موضوعات يمثل كل منها ضرباً من فن المشاهد اليومية الاستشراقية التي تظهر شغف البريطانيين باللوحات الشخصية والحياة المدنية والتقليدية بحثاً عن مجد قديم وسط الأطلال المعمارية البائدة، كما أن المعرض يحاور نظرة الرسامين البريطانيين للمواقع المقدسة التي تحمل أهميـــــة خـــــاصة لدى المســــلمين والمسيحيين في الشــــــرق الأوسط، بينما تنشغل الأعمال الأخرى بتصوير عالم الحريم المعـــــزول وما يحيط به مــــــن غموض وريبة وخيالات متأرجحة بين الوهم واليقين