الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هروب جماعي للمليونيرات من فرنسا!

هروب جماعي للمليونيرات من فرنسا!
27 يوليو 2006 01:34
إعداد- محمد عبدالرحيم: تمكن دينس باير الفرنسي الجنسية من بناء شركة ناجحة في مجال التكنولوجيا المتقدمة في بلجيكا قبل أن يقرر العودة إلى بلاده وهو في سن الرابعة والثلاثين لإنفاق المزيد من الوقت مع زوجته وأبنائه الصغار، وعوضاً عن ذلك فقد ذكر باير بأن الحكومة الفرنسية قد أجبرته على اختيار المنفى مرة أخرى بعد أن بعثت إليه بفاتورة للضريبة بقيمة تقترب من 2,5 مليون دولار أميركي على أسهم لم يستطع تحويلها إلى مصلحته، ويقول: ''طلبوا مني دفع ضرائب على أموال ليست بحوزتي ولم يعد أمامي خيار سوى مغادرة البلاد''· وكما ورد في صحيفة ''الوول ستريت جورنال'' مؤخراً فإن باير الذي انتقل مع عائلته إلى بلجيكا المجاورة قبل ثماني سنوات من الآن أصبح الآن جزءاً من مجتمع كبير من المغتربين الفرنسيين الذين أجبرتهم فواتير الضريبة الأعلى في العالم على الأثرياء للهجرة· وفي المتوسط فإن مليونيرا على الأقل يغادر فرنسا يومياً إلى غير رجعة ليقيم في إحدى الدول المجاورة ''الأكثر صداقة للأغنياء'' وفقاً لدراسة حكومية رسمية· وفي الوقت الذي تناضل فيه فرنسا للبقاء في ساحة المنافسة الاقتصادية على المستوى العالمي، يشير كبار رجال الأعمال إلى أنها تكون جيشا من ''اللاجئين الأثرياء'' من بعض أكثر العائلات التجارية شهرة ورسوخاً في فرنسا· وتتضمن قائمة اللاجئين أعضاء من امبراطورية تايتينجر لصناعة المشروبات وأقطاب مملكة بيجو لصناعة السيارات وبعض كبار ملاك الأسهم في أكبر محال البيع بالتجزئة مثل كارفور ودارتى، وتضم قائمة المغادرين أيضاً أعضاء في الجيل الجديد من رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا المتقدمة· ويقول باير الذي أنشأ شركة في بروكسل بلغ حجم أعمالها التجارية 32 مليون دولار:''لقد بدأت فرنسا تعاقب النجاح بشكل غير مسبوق ولكن المسألة أصبحت تتعلق بخسارة الطاقة الإبداعية التي تحتاجها الدولة أكثر من أي وقت مضى''· ويتم تحصيل ضريبة الثروة، التي يطلق عليها رسميا ''ضريبة التضامن'' بالإضافة إلى ضريبة الدخل والمكاسب الرأسمالية وضريبة الميراث وضرائب الضمان الاجتماعي· ووفقاً لبعض محللي الضرائب فإن فواتير ضريبة الأثرياء يمكن أن تتجاوز قيمة الدخل الحقيقي في بعض الأحيان· وكانت حكومة الرئيس جاك شيراك قد حاولت إصلاح هذا الخلل في العام الماضي بعد أن صادقت على تعديلات تهدف لضمان ألا يدفع أي شخص ضرائب تزيد على 60 في المائة من دخله الشخصي· بيد أن الهيكل الضرائبي في فرنسا لديه جذور عميقة في نفسية وتاريخ الدولة تعود إلى عهد الثورة الفرنسية في عام 1789 عندما ثار المزارعون الفقراء وقلبوا نظام حكم الطبقة الأرستقراطية الثرية المستبدة وأرسلوا العديد من أعضائها إلى المقصلة، وكما يقول بيير فرانسوا تاتيتنجر، الرئيس السابق لشركة تاتينجر للمشروبات الخاصة، ''إن الثورة الفرنسية لم تكن تتعلق بالإخاء والمساواة، كما درج الناس على القول وإنما كانت تتعلق بالتخلص من الطبقة الحاكمة فالفرنسيون لا يحبون الأثرياء إلا إذا كانوا لاعبي كرة قدم''! وأشار تايتينجر، الذي ينتمي لأحد أكثر العائلات الفرنسية شهرة وثراءً، إلى أن نظام الضريبة الفرنسية لم يساعد فقط على إجبار العائلة على بيع شركتها لمؤسسة أميركية لكنه أدى أيضاً إلى تشتيت أعضاء العائلة البالغ عددهم 38 شخصاً في أنحاء متفرقة من العالم· ويقدر ايريك بينشيت، مؤلف كتاب ''دليل الضرائب الفرنسية'' أن ضريبة الثروة توفر للخزينة الفرنسية حوالي 2,6 مليار دولار سنوياً إلا أنها ظلت تكبد الحكومة أكثر من 125 مليار دولار في شكل رؤوس أموال مهاجرة منذ العام ،1998 أما المنظمات التجارية ومكاتب الاستشارات المالية فقد ذكرت أن أعضاء الجيل الجديد من خريجي الكليات التجارية ورجال الأعمال في مجال التكنولوجيا الذين يعتبرون أن الهيكل الضرائبي لا يعاقب الأفراد فقط وإنما كذلك قدرة الشركات في المنافسة فقد أصبحوا بشكل خاص يفضلون الهروب من الدولة ونظامها الضرائبي· وشهد الهروب الجماعي للمليونيرات زيادة كبيرة بفضل سن القوانين الصديقة للأعمال التجارية في الدول الأعضاء الخمسة وعشرين في الاتحاد الأوروبي التي تحمي التجارة العابرة للحدود بالإضافة إلى انتشار الطيران رخيص التكلفة والقطارات العالية السرعة· ونتيجة لذلك فقد أصبحت بروكسل الوجهة المفضلة للمهاجرين من رجال الأعمال الفرنسيين، إذ لا تبعد باريس عنهم إلا 80 دقيقة فقط عبر القطار!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©