الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلقات تحفيظ القرآن.. ماراثون إيماني في رمضان

حلقات تحفيظ القرآن.. ماراثون إيماني في رمضان
11 يوليو 2015 23:11
ينبغي على الأهل مداومة المتابعة لما يحفظه حسن ??المرزوقي أحمد السعداوي (أبوظبي)- شهر رمضان موسم للخيرات والغفران وحصد الرحمات من الله سبحانه وتعالى عبر كثير من أعمال الخير والتقرب إلى الله، التي يأتي في مقدمتها تلاوة وحفظ كتاب الله، الذي يتنافس فيها جموع المسلمين في كل مكان، في ماراثون إيماني جميل ينتظره الناس كل عام، مع حلول شهر رمضان، وانتشار حلقات تحفيظ وتلاوة القرآن في أرجاء العالم الإسلامي، خاصة دولة الإمارات التي ترعاها جهود الدولة عبر عديد من المؤسسات والجهات التي تشرف على دورات تحفيظ القرآن الكريم لكل فئات المجتمع. تشجيع الحفظ عن دورات تحفيظ القرآن التي تنظمها الدولة، وأهمية ذلك في تشجيع حفظ كتاب الله تعالى، يقول الدكتور ?حسن ?محمد ?المرزوقي، ?رئيس ?قسم ?الشريعة ?والدراسات ?الإسلامية ?في ?جامعة ?الإمارات: إنَّ الجهود المباركة التي تقوم بها الدولة ظاهرة للجميع، فأغلب المساجد في الإمارات جميعها تقام بها دورات لتلاوة التجويد وتحفيظه على مدار العام، وتتركز أكثر في شهر رمضان المبارك، وبالنسبة لتشجيع أبنائنا على حفظ كتاب الله تعالى، فالحمد لله على جهود دولة الإمارات واهتمامها بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، والتي ينبغي للأهل تشجيع الأبناء على الالتحاق بهذه المراكز، إذ لا تخلو المراكز من روح التنافس بين الطلبة، وينبغي على الأهل مداومة المتابعة لما يحفظه الابن والبنت في المركز وتشجيعه وربطه بجوائز تقدمها له الأسرة إذا ما أتم حفظ جزء أو مجموعة أجزاء. ولفت إلى أن الدولة تشهد دوما مسابقات تهدف إلى زيادة التنافس بين الطلاب في حفظ القرآن الكريم وإتقانه، وأبرز تلك المسابقات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ومن جهة أخرى، فإن للمسابقات أثرا بالغا في تشجيع حفظ القرآن لما فيه من شحذ همم الطلبة نحو الحفظ، ولما فيه من بث روح التنافس بينهم، وأفضل مجال للتنافس هو في حفظ كتاب الله، قال تعالى: (... وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)، «سورة المطففين: الآية 26». فضل التلاوة وعن فضل تلاوة وحفظ القرآن الكريم خلال شهر رمضان، فيشرح المرزوقي، أنه لا يخفى على مطلع ما للقرآن وشهر رمضان من علاقة وثيقة، فالقرآن الكريم ابتدأ نزوله يوم الاثنين لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان، ورمضان فيه ليلة مباركة خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر، قال سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ...)، «سورة الدخان: الآية 3»، وقال جل في علاه: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، «سورة القدر: الآية 1 - 3»»، وقال سبحانه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، «سورة البقرة: الآية 185»، وقد أثنى سبحانه وتعالى على من يقرأ القرآن قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)، «سورة فاطر: الآية 29 - 30»، وقد ثبت في الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ»، ولقراءة القران الفضل الكبير، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ»؛ لذا فحري بالسلم في الشهر الفضيل اغتنام أوقاته، والاستفادة من الدقائق للإكثار من تلاوة القرآن الكريم. الفائدة الكبرى وحول الكيفية التي تتيح للفرد الخروج بأكبر فائدة من تلاوة القرآن في شهر رمضان، يوضح أنه كثرت في هذا الوقت استخدام الهواتف الذكية والبرمجيات التي يمكن توظيفها في مجال تلاوة القرآن الكريم، فبعض البرامج تتيح قراءة القرآن الكريم ويمكن تحميلها على الهاتف فتكون مع المسلم أينما نزل وحيثما رحل، وبعضها تتوفر فيه إمكانية عرض تفسير للآية، فضلاً عن التنوع الموجود في البرمجيات، فيمكن توظيفها في الاستماع لقراءة بعض السور، وأحياناً القراءة المباشرة، وأحياناً القراءة مع التفسير. وفيما يخص تأثير حفظ القرآن على الإنسان نفسياً واجتماعياً، يذكر أن الحق جل في علاه يقول: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، «سورة الرعد: الآية 28»، فللقرآن الأثر الكبير في حصول السكينة والطمأنينة في وجدان المسلم، فمداومة قراءة القرآن تبث في حنايا القلب مشاعر الطمأنينة، فقلب المسلم يرتوي من القرآن وينساب القرآن في عروقه، مثلما ينساب الماء في عروق أوراق الورد. ومن الناحية الاجتماعية فالحياة لا تخلو من كدر، فإذا أصاب المسلم شيئاً من كدر الحياة ومن الامتحان والابتلاء فيها تذكر قوله تعالى: (... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، «سورة البقرة: الآية 155 - 156».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©