الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. «الإخوان» ودلالات السقطة الرابعة

غدا في وجهات نظر.. «الإخوان» ودلالات السقطة الرابعة
13 يوليو 2013 17:49
يرى د. رضوان السيد أن كثيرين لم يروا الصدامات الأُخرى بين «الإخوان» والضباط. فقد كان هم الإعلاميين المصريين الداعمين لحركة «تمرد» و«جبهة الإنقاذ»، إثبات خروج «الإخوان» على الديمقراطية، وإرادتهم أخونة الدولة، وتفريطهم بالمصالح الوطنية والقومية. أمّا الواقُع فهو أن هذه السقطة أو هذا الاصطدام جرى من قبل في خطوطه الكبرى ثلاث مرات، وهذه هي المرة الرابعة. جرى المرة الأولى عشية انقلاب عام 1952 وفي أعقابه. والأقاويل كثيرة في ذلك، ومنها أن جمال عبد الناصر قائد الانقلاب، كان عضواً في «الإخوان المسلمين» أو كان حتى من أعضاء التنظيم الخاص! وما كان قريباً منهم وحده من بين «الضباط الأحرار»، لذلك أعلموا «الإخوان» بموعد الثورة، وكانوا راغبين في إشراكهم بعدها، باعتبارهم قوة جماهيرية منظمة، وأنهم خصومٌ ( مثل الضباط) للأحزاب الشعبوية المصرية مثل حزب «الوفد». وبقدر غموض علائق الضباط بهم قبل الانقلاب، هناك غموض كبير في أسباب الخلاف والصراع بعدها (1952-1954). فقد اتهم الضباط «الإخوان» بالتحالف مع محمد نجيب والشيوعيين ضدهم، والتواصُل مع الإنجليز من وراء ظهرهم، وصولاً إلى محاولة اغتيال عبدالناصر. وكتب «الإخوان» في منافيهم كثيراً عن وقائع السنتين العاصفتين، وأن عبدالناصر كرههم بعد الانقلاب، لأنهم ما كانوا يريدون تعطيل الديمقراطية والحياة الحزبية، ولأنهم طالبوا بتغييرات في الشؤون التربوية. حرية الخراب يقول د. خليفة علي السويدي: في أحد المنتديات الدولية التي شاركت فيها، والذي تمحور الحديث فيه حول مستقبل المنطقة كانت هناك جلسات رسمية للبحث في تفاصيل شعار المنتدى لكنني كمهتم بالشأن العربي العام، قررت أن استثمر فترات الاستراحة في محاولة اللقاء بالعرب المشاركين في هذا المؤتمر من دول ما يعرف بـ"الربيع العربي"، وهم يمثلون لفيفاً من التيارات والتوجهات تمثل المد الاشتراكي والليبرالي من جهة، وفي الطرف الآخر، كان هناك تيار الإسلام السياسي متعدد الواجهات. وكان سؤالي من شقين أولهما أهم ما تحقق للعربي في دول "الربيع"، وثانيهما أسوأ ما تحقق للإنسان هناك. وقد صدمت عندما كان الجواب على السؤالين واحداً يتلخص في كلمة الحرية. حرية التفكير والتعبير عن الرأي، كانت أهم انجاز تحقق في تلك الدول كما قال مفكروها، وهي قيمة مضافة، وتمثل أبسط حقوق الإنسان، التي كانت مسلوبة من العربي في بعض الدول، التي رفعت شعار "لا أريكم إلا ما أرى"، "ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وكل من لا يفكر كما أريد فهو عدو للدولة ويمثل تحدياً أمام التنمية وخططها، لذلك امتلأت السجون في تلك المجتمعات بأصحاب الرأي المعارض، وعاش الناس مرحلة يخشون فيها ليس من التعبير عن رأيهم، لكن مجرد التفكير في رأي مخالف كان الإنسان يتردد فيه. كرهاً لـ«الإخوان» أم حُباً لمصر؟ يري د. شملان يوسف العيسى: حسناً فعلت دول الخليج العربية بدعمها المادي الذي تجاوز 12 مليار دولار، وتأييدها السياسي للخطوات الجريئة التي اتخذتها القيادة المصرية الجديدة. دول الخليج رأت من مصلحتها ومصلحة الشعب المصري الشقيق دعم النظام الانتقالي المؤقت الذي وضع خريطة طريق يسلم فيها الجيش السلطة لحكومة مدنية تعددية تمهد الطريق للانتخابات البرلمانية والرئاسية. والسؤال الذي علينا طرحه: لماذا وقفت دول الخليج مع الحركة التصحيحية في مصر؟ هل هذا الدعم هو لضمان عودة مصر لقيادة تيار الوسط المعتدل في الوطن العربي، أم أن دول الخليج مرتاحة وفرِحة لإقدام الشعب المصري على اقتلاع حصن «الإخوان المسلمين» في مصر، تمهيداً للتخلص منهم في الوطن العربي ككل؟ بمعنى هل الدعم الخليجي من منطلق عربي قومي يصب في مصلحة العرب ككل، أم من منطلق خوفنا في الخليج من تزايد نفوذ «الإخوان المسلمين» في بلداننا وعدم قدرتنا على التعامل معه أو التخلص منه بفعالية واقتدار؟ النموذج الإماراتي في مواجهة «الإخوان» لدى د. سالم حميد قناعة بأنه لابد من التذكير بأن التآمر الإخواني عندما بدأ يكشّر عن أنيابه لم يستهدف الإمارات وحدها، وإنما جاء استهداف الإمارات عندما قام التنظيم الدولي لـ«لإخوان» بتفعيل أجنداته، عبر تشجيع التنظيم السري المحلي للجماعة، بعد أن حصل تيار «الإخوان» في بعض الأقطار العربية على الضوء الأخضر من واشنطن وعواصم غربية، إثر تقديم «الإخوان» لأنفسهم كبديل يحل محل الأنظمة التي انهارت، عقب مواجهة الاحتجاجات التي اندلعت في عواصم دول كانت تعاني أزمات اقتصادية، وارتفاعات في معدلات خط الفقر ونسبة البطالة، إلى جانب انسداد أفق أنظمتها السياسية التي لم تحقق نهضة ملموسة لشعوبها، كما هو حال جماهيرية القذافي التي لم تكن فيها دولة تعمل على استثمار ثروات ليبيا لخدمة مواطنيها. وإضافة إلى تلك الأسباب الداخلية الكامنة التي أسهمت في حدوث موجات الفوضى، لم تكن الأحداث في البلدان التي شهدت الاضطرابات بمعزل عن تدخلات وتمويلات خارجية سبقت الاحتجاجات أو صاحبتها ودعمتها. فكانت المحصلة النهائية لما حدث هي صعود «الإخوان» إلى الواجهة بمباركة أميركية وأوروبية، سعياً من قبل الغرب لتمرين وترويض التيارات المتطرفة على خوض لعبة السياسة. حوار ثقافي من زمن مرسي حسب خليل علي حيدر، بدأ اهتمام الإعلام المصري بمخاطر «أخونة» الثقافة فور تسلم مرسي السلطة، ومع بداية تحرك جهاز جماعة «الإخوان المسلمين» السياسي والاقتصادي لتنفيذ سياساتهم المتوقعة للإمساك بمفاصل البلاد و«التمكين» للنظام الديني العقائدي المأمول. ومن المجلات التي حاولت دراسة تحرك «الإخوان» ومخاطرهم الثقافية مجلة «الهلال» العريقة التي عقدت ندوة في دار المجلة بعنوان «الإخوان والثقافة: مواجهة أم مهادنة»؟ نُشرت في عدد سبتمبر 2012. ورغم اعتذار عدد من المثقفين المصريين البارزين عن حضورها، ومنهم د. جابر عصفور وجمال الغيطاني ويوسف القعيد وأحمد عبدالمعطي حجازي، استطعنا، يقول رئيس تحرير الهلال (دعوة فريقين من كبار المثقفين يمثل أحدهما الإبداع والثقافة ويمثل الثاني «الإخوان» وحزب «الحرية والعدالة»، لتخرج هذه الندوة بخطاب جديد بين الطرفين). دراسة أميركية مثيرة حول تطبيق الشريعة يقول د. عبدالله المدني: في أعقاب احتجاجات ما عــُرف بـ "الربيع العربي"، ووصول تيارات الإسلام السياسي إلى السلطة في أكثر من بلد شرق أوسطي، ارتفعت في تلك البلاد دعوات "تطبيق الشريعة الإسلامية" وشعارات "الإسلام هو الحل" ، وانقسمت مجتمعاتها ما بين مؤيد يرى في تطبيق الشريعة حماية للقيم وحلا للمعضلات، ومعترض يرى فيه تحكماً في خيارات الناس وحرياتهم، وبداية لفرض نمط من الحكم الديكتاتوري المستبد، ومصادرة لحقوق المواطنة وما تم تحقيقه من حريات مدنية وشخصية كفلها القانون وصانها الوعي، لاسيما وأن بعض الدول التي رفعت فيها تلك الشعارات والمطالب يوجد ضمن نسيجها الاجتماعي من لا يدين بالإسلام كمصر، أو لها إرث طويل من العلمانية كتونس. أوروبا ضحية التجسس الأميركي يقول ويليام فاف: اندهشت أن أحداً ممن التقيت بهم وسمعت مواقفهم بشأن تسريبات «سنودن» وتجسس أميركا على الأوروبيين، لم يشر إلى السياسي الأميركي «هنري ستيمسون»، فهو تولى مرتين وزارة الدفاع في أميركا عندما كان اسمها يطلق عليه «وزارة الحرب»، كما شغل أيضاً منصب وزير الخارجية في الفترة بين 1929 و1933، وعندما كان رئيساً للدبلوماسية الأميركية قرر غلق جهاز استخباراتي أقامته الحكومة في ظروف ما بعد الحرب العالمية الأولى لاعتراض البريد وتفتيشه، مبرراً قرار الإغلاق بقوله «إن الناس المحترمين لا يقرأون بريد الآخرين»، وبالنظر إلى ما يحدث الآن فإن البون شاسع بين رجال الدولة المحترمين الذين كانوا يقودون البلاد وقتها وبين الرجال الذين يتصدرون للعمل العام حالياً. هذا الفرق في السلوك الذي تثبته فضيحة التجسس على المواطنين الأميركيين وغيرهم أثار جدلا واسعاً عند الأوروبيين الذين لم يستسيغوا أن يكونوا عرضة للتجسس وانتهاك خصوصيتهم من قبل حليفتهم أميركا، حيث يثور نقاش حالياً في العواصم الأوروبية حول إمكانية منح «إدوراد سنودن» اللجوء السياسي سواء في فرنسا، أو باقي عواصم الاتحاد الأوروبي، ما عدا بالطبع بريطانيا التي لم تخفِ تعاونها القديم مع وكالة الأمن القومي واعتراضها لاتصالات الغير. في مصر... أميركا بين نارين! استنتج ويليام بووث ومايكل برينباوم أن هناك القليل من الأشياء المشتركة بين مؤيدي «الإخوان المسلمين»، وبين المحتفلين العلمانيين الليبراليين الموجودين في ميدان التحرير في القاهرة هذه الأيام، ربما باستثناء شيء واحد: أن الطرفين يعتقدان أن حكومة الولايات المتحدة تتآمر ضدهما. وبعد عام من التواصل مع جماعة «الإخوان»، عقب انتخاب مرشحها محمد مرسي رئيساً، بات ينظر للولايات المتحدة على نطاق واسع هنا، على أنها تقف في صف الإسلاميين الذين رمقتهم يوماً ما بعين الشك. وفي الآن ذاته، أدى رفض إدارة أوباما الحذر، إدانة عملية الإطاحة بمرسي الأسبوع الماضي، إلى استنفاد رصيد السمعة الحسنة التي بنتها بلاده مع «الإخوان المسلمين»، من دون أن تتمكن في الوقت نفسه أيضاً من شراء أي قدر من الثقة من الطرف الآخر. وأكثر من ذلك أن القوى الثورية التي قادت الثورة التي أطاحت بمرسي، تنظر هي الأخرى للولايات المتحدة بقدر من الحذر أكبر من ذلك الذي يسم «الإخوان». ويتبين ذلك من الرأي الذي يبديه «بوريس فكتور» (34 عاماً) وهو رجل أعمال من الطبقة الوسطى في العاصمة المصرية، يؤكد أن لديه أقارب يعيشون في شيكاغو، ويقول: «نحن نحب الشعب الأميركي، ولكننا في الوقت ذاته نكره أوباما وباترسون»! وهو يقصد «آن باترسون» سفيرة الولايات المتحدة في مصر، وهي دبلوماسية محترفة، تولت منصبها في القاهرة عام 2011. وقال فيكتور عن السفيرة «يجب أن تحزم حقائبها الآن، وتعود إلى بلدها، نحن نكرهها أكثر مما نكره مرسي نفسه، وهو شيء ملحوظ إلى حد كبير». وبينما كان فيكتور يقول ذلك كان كل شخص من الواقفين حوله في ميدان التحرير يهز رأسه مؤمّناً على كلامه؛ فهم أيضاً كانوا يكرهونها. وكان رجل الأعمال، وأصدقاؤه يتذوقون طعم انتصار الثورة أو «الانتفاضة الشعبية التي وقف الجيش إلى جانبها» -كما وصفها- التي أطاحت بمرسي من منصبه، وهم واقفون في ميدان التحرير الشهير تحت راية موضوعة مكتوب عليها عبارة «أوباما يحب الإرهابيين». وعلى رغم أن حكومة الولايات المتحدة نادراً ما حظيت بشعبية في الشارع العربي، إلا أن المشاعر المعادية لها في أوساط الجمهور المناوئ لمرسي في القاهرة خلال الأسابيع الأخيرة، كانت واضحة للغاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©