الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرياح» لواقح للمطر والنبات ومصدر للطاقة

«الرياح» لواقح للمطر والنبات ومصدر للطاقة
13 يوليو 2013 21:34
الرياح نعمة عظيمة وفيها فوائد جمة، من النعم التي تكاد تكون خفية ولا يشعر بها الإنسان، فهي تجمع السحاب بعضه إلى بعض حتى يتكاثف، ثم تسوقه إلى حيث يريد الله إنزال المطر، وعلى هذا تكون الرياح رحمة من الله بعباده مبشرة بمجيء الغيث. هذه الآية العظيمة يصرّفها الله كيف يشاء مطيعة له سبحانه، إنما يقول لها كوني فتكون، مذللة لخالقها ومدبرها وفيها منافع للناس وجعل تصريف الرياح من الآيات لقوم يعقلون فتكون باردة وحارة وجنوباً وشرقاً وشمالاً ودبورا وتثير السحاب وتؤلف بينه وتجعله ركاما يخرج الودق من خلاله وتكون لواقح للمطر والنبات ومصدراً للطاقة الكهربائية والطواحين وسير السفن وحركة الطيران ولا يخرجها ذلك كله عن كونها آية من آيات الله. أحمد محمد (القاهرة) - الرياح خلق من مخلوقات الله العجيبة في كونه العظيم لا تخلو من أربع حالات، إما أن تكون ريحاً ساكنة أو ريحاً طيبة هادئة عليلة أو ريحاً عاصفة أو ريحاً قاصفا. ما ينفع الناس قال تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون)، «البقرة: الآية 164». قال السعدي «رحمه الله» في قوله تعالى: (وتصريف الرياح)، أي باردة وحارة، وجنوباً وشمالاً وشرقاً ودبورا وبين ذلك، وتارة تثير السحاب، وتارة تؤلف بينه، وتارة تلقحه، وتارة تدره، وتارة تمزقه وتزيل ضرره، وتارة تكون رحمة، وتارة ترسل بالعذاب فتصريفها تقلبها بين هذه الأمور. والرياح تنقل السحاب إلى الأرض الميتة وهي من طرق سوْق الماء، قال تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون)، «الأعراف: الآية 57»، وقال: (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون)، «الروم: الآية 48». نعمة وفضل تلقيح النبات بالعوامل الطبيعية يكون بواسطة الحشرات والطيور، وبواسطة المياه، وبواسطة الريح، وهو ما يسمى بالتلقيح الريحي وهو ضروري في عملية الإخصاب، لا سيما للنباتات التي لا تنجذب إليها الحشرات، فتنقل الرياح حبيبات اللقاح، من العناصر الذكورية في النبات إلى العناصر الأنثوية، فيتم الإخصاب بإذن الله قال تعالى: (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين)، «الحجر: الآية 22». يقول العلماء إن هذه الآية تشير أيضاً إلى حقيقة كونية تتعلق بتلقيح الرياح للغيوم حتى تنزل الأمطار، فالله تعالى يخبرنا عن نعمة من نعمه وفضل عظيم أن جعل الرياح وسيلة لاستمرار الحياة، فالرياح تلقح هذه الغيوم وبالتالي تكون سبباً في نزول الماء أي أن الرياح مهمتها دفع وتجميع جزيئات الماء المتبخرة فتعمل الرياح مثل اللواقح للغيوم. حتى السفن التي تعمل بالمحركات والوقود، لابد من وجود الرياح حتى تتم عملية احتراق الوقود، ولا يمكن لهذه الأجهزة أن تعمل بكفاءة إلا بهواء التبريد، ولا زالت هذه الأنواع من الفلك التي تجريها الرياح مسخرة للبشر قال تعالى: (ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)، «الشورى: الآيتين، 32-33». فرح النفوس والرياح من الآيات التي تدخل السرور على النفس، ويستبشر بها، قال تعالى: (وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا)، «الفرقان: الآية 48»، وقال: (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)، «الروم: الآية 46». قال ابن الجوزي في «زاد المسير» إن هذه الجمل كلها تتعلق بالرياح يرسلها الله فتفرح النفوس بها ويذيق الخلق من رحمته بالمطر الذي تحمله الرياح، والتي تحرك الفلك بتجارة البحار التي تحرك الرياح بواخرها ولعلكم تشكرون الله على نعمة الرياح. وجاء في تفسير بن كثير يذكر تعالى نعمه على خلقه، في إرساله الرياح مبشرات بين يدي رحمته، بمجيء الغيث عقبها، أي المطر الذي ينزله فيحيي به العباد والبلاد، ولتجري الفلك بأمره في البحر وإنما سيرها بالريح ولتبتغوا من فضله‏ في التجارات والمعايش والسير من قطر إلى قطر، ‏ولعلكم تشكرون‏ اللّه على ما أنعم به عليكم، من النعم الظاهرة والباطنة التي لا تعد ولا تحصى. النعم الخمس في خواطر إمام الدعاة الراحل محمد متولي الشعراوي، قال هناك نعم خمس في هذه الآيات من الله على عباده فإرسال الرياح نعمة، وتبشيرها بالمطر نعمة، وإجراء الفلك نعمة، والابتغاء من فضل الله نعمة، ثم الشكر على هذا كله نعمة أخرى، وهي نعم لا دخل للإنسان فيها. والرياح اليوم تعد مصدراً من مصادر الطاقة، فطواحين الهواء استمدت فكرتها من هذه الآية الربانية الكونية وهي جند من جنود الله تكون رأفة لعباده المؤمنين ونقمة وعذابا على من يشاء من عباده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©