الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلمون كثيرون.. بلا مهابة مثل غثاء السيل

13 يوليو 2013 21:36
أحمد محمد (القاهرة) - كانت أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس، وهي تتشرف بقبول هذا الدين وحمل رسالته، والقيام بإبلاغه وتوصيله إلى الأمم الأخرى، فيوم أن جانبت الأهواء والشهوات وأخلصت النية والقصد لله تعالى، وعملت بصدق على تطبيق أحكام الإسلام نصرها الله وأعزها، ودان لها الشرق والغرب، وانتشر التوحيد في أنحاء المعمورة، وعم الخير والعدل والسلام. بعد الصفحات الذهبية للأمة الإسلامية في سجلها الحافل وأمجادها الزاهية، وتخلقاً بالقرآن، وتعلقاً بالآخرة، وتفلتاً من الدنيا، وجهاداً في سبيل الله، ونشراً للدين، وحرصاً على هداية جميع الناس، تبدلت أحوال الأمة وطرأ التغير على واقعها، وبعد أن كانت القائدة أصبحت المقودة، وبعد أن كانت رمزاً للعزة والغلبة والظفر انقلبت بها الحال، فإذا هي لقمة سائغة في فم كل آكل ونهب في يد كل طامع. لم يعد خافياً اليوم ما يعيشه المسلمون من ذلة ومهانة، وما يحيط بهم من ظروف صعبة وأحوال مريرة، تتمثل في كيد من الأعداء، وتسلطهم على بلاد المسلمين، الذين يمرون بفترة من أحلك فترات تاريخهم، انحدروا من القوة إلى الضعف، ومن القيادة والريادة إلى التبعية والهوان. دلائل النبوة وهذا ما أخبر به الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، كما ورد في دلائل النبوة، روى أبو داود في سننه عن ثوبان، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها»، قال: قلنا يا رسول الله، أمن قلة يومئذ، قال: «أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن، قال، قلنا يا رسول الله وما الوهن، قال: «حب الحياة وكراهية الموت». يقول أصحاب السير، يصف النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ وما أشبه حال أمتنا الآن بهذا الوصف، فما أكثر المسلمين إذ فاقوا المليار ونصف المليار نسمة، ولكن أكثرهم كغثاء السيل، قال البخاري الغثاء هو الزبد، وما ارتفع عن الماء وما لا ينتفع به. إنه تشبيه دقيق وبليغ، يعجز أبلغ البلغاء عن وصف وتصوير هذا الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية، ويقول العلامة الشيخ الألباني رحمه الله، إن الحديث صحيح الإسناد وفيه من الإخبار عن أمر مغيب إنما هو بوحي من الله تعالى إليه صلى الله عليه وسلم. أسباب النجاح والحديث يُشير إلى أن الخلاص مما نحن فيه يكون بالأخذ بأسباب النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، حتى يعود المسلمون كما كان أسلافهم، يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة، وما أشار إليه هذا الحديث قد صرح به حديث آخر، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم». فثبت أن هدف الحديث إنما هو تحذير المسلمين من الاستمرار في حب الدنيا وكراهية الموت، ويقول الشيخ أبو إسحاق الحويني، يمر المسلمون هذه الأيام بمرحلة استضعاف رهيبة غير معهودة في سالف عصورهم، فقد تسلط عليهم الأعداء في جميع المجالات، ولم يعد لهم هيبة في أعين أعدائهم، وما ذلك إلا بسبب الذنوب والمعاصي التي طغت على المجتمعات الإسلامية فأورثتها المذلة أمام الأعداء، وعدم العمل بالشريعة الإسلامية وتحكيمها على مستوى الفرد والمجتمع، وإن الهجرة إلى الله تعالى نجاة من الضعف، وقوة القلب خير معين على الصبر، إلى أن يمكن الله تعالى لهذه الأمة في الأرض. واليوم وقد أصيبت هذه الأمة في أعز ما تملكه، وهو دينها وتخلت عن التمسك به، وخدعها أعداؤها بما يزينونه من زخارف المدنية وزيفها، فأقبل أكثر المسلمين على ما عند أعداء الإسلام المتربصين به، يأخذون ما عندهم من باطل وضلال، وقلدوهم في فسقهم وانحرافهم وأخلاقهم، بلا تفريق بين النافع والضار، فحل بهم الضعف والوهن، وذهبت ريحهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©