الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سب الدهر وإنكار البعث طريق العذاب

13 يوليو 2013 21:37
أحمد شعبان (القاهرة) - العقيدة الصحيحة تجعل المسلم دائماً راضياً بقضاء الله تعالى وقدره ومعتقداً أن لكل شيء سبباً، وأن هناك صلة وثيقة بين الأسباب والمسببات، كما يعتقد أن الله تعالى هو الذي خلق هذه الأسباب وربط بينها وبين مسبباتها، وإذا شاء أن يعطل هذه الأسباب فعل لأنه سبحانه قادر حكيم ومدبر عليم، والرضا بقضاء الله وقدره من أهم أسباب السعادة في الدنيا وتحصيل الثواب والأجر العظيم يوم القيامة، فالخير من عند الله تعالى والشر من عند أنفسنا قال تعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)، «سورة النساء: «الآية 79». يقول الدكتور شعبان إسماعيل- أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة- جاء في تصحيح العقيدة أحاديث قدسية كثيرة منها ما يتعلق بتحريم سب الدهر، ومنها ما يتعلق بإنكار قدرة الله على البعث، كما جاء في الحديث القدسي قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال الله عز وجل: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) وفي رواية مسلم: «قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: قال الله عز وجل: (يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما). في هذه الأحاديث تحذير لبني آدم ألا يفعلوا ما يغضب الله سبحانه وتعالى، وذلك بسب الدهر، وعدم الرضا بقضاء الله وقدره، فإن الدهر إنما هو مخلوق لله سبحانه وتعالى لا يملك لنفسه شيئاً. مصائب والاعتقاد بأن الدهر هو السبب في جلب الخير أو الشر إنما هو زعم باطل قال الله تعالى عمن اعتقد ذلك وتكذيباً له: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون)، «سورة الجاثية: الآية 24»، ومن الناس من يفعل عند النوازل والمصائب ما كانت تفعله العرب من سب الدهر والزمان وإذا سبوا فاعل ذلك وقع السب على الله عز وجل لأنه هو الفاعل والدهر لا فعل له بل من جملة مخلوقات الله تعالى. وأضاف: ومن الناس من ينكر قدرة الله تعالى على البعث كما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: «كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد ولم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد». في هذا الحديث وعيد شديد لمن ينكر قدرة الله على البعث حيث يستبعدون على الله عز وجل إعادتهم بعدما فنوا، ولم يتدبروا أن الذي أوجدهم من العدم قادر على إعادتهم، كما قال الله تعالى حكاية عن أمية بن خلف والعاص بن وائل: (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم)، «سورة يس، الآيتان 78-79»، وفي هذه الأحاديث وعيد شديد لمن نسب إلى الله ما لا يليق به من اتخاذ الشريك والزوجة والولد. أهل الشرك وورد في الحديث عن زيد بن خالد الجهني قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل على الناس فقال لهم: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا - أي سقوط نجم من المنازل - فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب». وفي هذه الأحاديث إبطال لما كان يعتقده بعض أهل الشرك من أن طلوع كوكب من الكواكب أو غيابه في نزول المطر الذي يسبب إنبات الزرع فمن اعتقد أن المنزل للمطر هو الكواكب، فهو مشرك، وأما من اعتقد أن طلوع الكوكب أو غيابه وقت نزول المطر، كما كان يعتقده بعض العرب من جعل طلوع بعض الكواكب أو غيابها علامة معينة لنزول المطر فلا يكون ذلك كفراً، فمن اعتقد أن مثل هذه المخلوقات تؤثر بذاتها في نفع العباد أو إضرارهم فهو مشرك، وأما من اعتقد أن ذلك مجرد علامات يستدل بها على نزول المطر أو غيره كما هو معروف من الطوالع المختلفة في أزمنة السنة وهي المعروفة بمنازل القمر فلا شيء في ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©