الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يا مال الشام» مسلسل رمضاني يرصد ذكريات وآلام فلسطين

«يا مال الشام» مسلسل رمضاني يرصد ذكريات وآلام فلسطين
13 يوليو 2013 21:38
في البداية كان اسم المسلسل «وطني»، ومقتبس عن رواية «وداد من حلب» للكاتب قحطان مهنا ليصبح عند بداية التصوير «حدث في دمشق»، ويعرض اليوم على شاشة أبوظبي الإمارات، وشاشات قنوات «ال بي سي» المتعددة باسم «يا مال الشام» تحت إدارة المخرج المبدع باسل الخطيب. إلى ذكريات الشام القديمة، تعود الممثّلة سلاف فواخرجي مع هذا المسلسل السوري الرومانسي «يا مال الشام» مجسّدة دور فتاة يهوديّة دمشقيّة تدعى «وداد» تمنعها الأعراف الاجتماعيّة من الزواج من حبيبها المسلم، فتضطرّ للزواج بآخر من دينها. لكنّ حبّها «لأبي علي» تبقى ناره مشتعلة في قلبها، وتستمرّ لقاءاتهما السريّة المحظورة، رغم زواجها. رنا سرحان (بيروت) - بين الصراع على الوفاء للحبّ، للدّين، أم للوطن، تدور أحداث المسلسل الذي يرصد أيضاً علاقة الصداقة المتينة التي تربط وداد بجارتها المسلمة «ربيعة»، ليعكس صورة عن التعايش بين الطوائف في المجتمع السوري في تلك الفترة. أحداث تجعل المشاهد يسأل عن بقاء وداد على وفائها لحبيبها «أبو علي» وتصديقها مقولة «وما الحبّ إلا للحبيب الأول». ومسلسل «يا مال الشام» من بطولة سلاف فواخرجي، وائل رمضان، ديمة قندلفت، ميسون أبو أسعد، مصطفى الخاني، محمد الاحمد، غفران خضور، وضاح حلوم، وغيرهم، ومن تأليف عدنان العودة وإخراج باسيل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التليفزيوني والإذاعي. ضياع فلسطين يتناول المسلسل مرحلتين مهمتين من تاريخ سوريا والمنطقة، وبخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويركز على مرحلة انتقال اليهود إلى الشرق الأوسط وكيفية ضياع فلسطين وموقف السوريين مما جرى.. ثم ينتقل في مراحل متأخرة إلى مرحلة 11 أيلول 2001 وكيفية انقلاب موازين القوى في العالم وانجرار الولايات المتحدة إلى الحروب بدلا من السلام، ما أثر بشكل كامل وتام على القضية الفلسطينية وفرص قيام الدولة فيها. ويرصد العمل فترة 1948، وهي الحقبة التي شهدت فيها المنطقة العربية والشامية بشكل خاص أحداثاً لها عميق الأثر في تاريخ المنطقة ككل. وعن العمل يذكر الخطيب أنه يسعى من خلال «يا مال الشام» إلى إبراز التفاعل بين ما كان يحدث في فلسطين، حين كانت الأحداث فيها على أشدها لاسيما قرار التقسيم، وبين المجتمع الدمشقي. ويصف: «سنرى انعكاسات هذا الهمّ القومي في تلك الفترة المفصلية في تاريخ الأمة، على بعض الشخصيات الدمشقية المعروفة. وفي 2001 أي بعد مرور نصف قرن من الزمن على حياة بعض من هذه الشخصيات، يتابع مصائرها، وكيف مضت بها الحياة. من هنا لا أحب إعادة تأطير عملي ضمن إطار فكري وأيديولوجي معين، لكن أي عمل ليست له علاقة بالوضع الراهن وما يحدث اليوم، سيفقد الكثير من ألقه وقدرته على التواصل مع الجمهور. يتصل المسلسل بالتأكيد بما يحدث اليوم في سوريا، لكنني لا أحب توضيح هذا بل أترك للمشاهد أن يلتقط الإشارات والدلالات وهي واضحة، ولن تخفى عليه، ويبقى رغم التغييرات التي طرأت عليه الرابط بين هذه الأزمنة والشخصيات هو المكان «دمشق». تعديلات جوهرية وجذرية وعن اقتباس المسلسل من رواية «وداد من حلب» يتابع الخطيب: «الرواية مجرد نقطة للانطلاق في كتابة المشروع، لاحقاً وعندما قررت أن أنقل أحداث العمل من البيئة الحلبية إلى دمشق خضع السيناريو لتعديلات جوهرية وجذرية، تم حذف الكثير من المشاهد، وإضافة أخرى، لم يعد هذا المسلسل يشبه الشكل القديم. وإن كان العمل مستوحى بالتأكيد وبتصرف عن رواية الدكتور قحطان مهنا «وداد من حلب» لكن حصل تغيير كبير في السيناريو الذي كتب، وحذف ما لا بأس به من النص السابق الذي كان مكتوبا باللهجة الحلبية وللبيئة الحلبية، وانتقال ذلك إلى دمشق، بيئة ولهجة، لكن دون أي مساس بروحية القصة التي سمح المؤلف للمسلسل بالتصرف بها». وعن مدى انعكاس الواقع في الرواية وتوثيق العمل لحقبة زمنية معينة وإمكانية بعدها عن الوقائع الحقيقية، يجيب: «إن ضمان مصداقية ما تقدمه الدراما تاريخياً، لاسيما أنه لا يمكن مطالبة المشاهد بالتأكد مما يقدم له، يحسمه ضمير صناع العمل ذلك إلى درجة كبيرة لكن مع ذلك فتاريخنا مكتوب بطريقة مغلوطة، وإذا عدنا إلى حوادث جرت منذ خمسين عاماً فقط، سنجد كماً هائلاً من الاختلافات في وجهات النظر ونقل الحقائق، تالياً هذا يضع صناع العمل في مأزق، ويتطلب منهم القيام بعملية بحث أكبر وأعمق». لكن الضمان بالنسبة للخطيب هذه المرة هو أنه يعرف هذه الفترة جيداً، وسبق أن قدمها في أعمال أخرى. شخصيات العمل «وداد» الفتاة اليهودية السورية التي تفضل البقاء في سوريا على الرحيل عنها إلى فلسطين، حيث أقام اليهود هناك بلداً لهم.? إنها الشخصية التي تؤديها سلاف فواخرجي التي تنفرد بالبطولة النسائية المطلقة وتلعب دور «وداد» والتي سميت الرواية باسمها، وعن ذلك قالت إنها لم تتردد في تقديم شخصية يهودية في ظرف كهذا، لاسيما أن العمل يقدم جميع الشخصيات، واصفة أن تلك السورية اليهودية ليست شبيهة بيهودية بولونية مثلا أو غيرها من جنسيات أخرى، فتربيتها ودراستها وحتى طبخها سوري، وهي تقع في صراع مع زوجها ذي الميول الصهيونية الذي يجبرها على ترك وطنها. وتتابع أن الرواية حفزت خيالها واستفزتها، حيث إن النص التليفزيوني لا يختلف عن الرواية إلا في التركيبة، ففهمت «وداد» فيها، وقدمتها كما هي كسيدة سورية، وشخصية جميلة شكلاً ومضموناً، تنتمي لسوريا قبل يهوديتها، كما حفزها أيضاً أنها التقت الكاتب قحطان مهنا، ليفاجئها بأنه استحضرها أثناء كتابته لوداد. وتختم فواخرجي أن في شخصية «وداد» تمايزاً بين موقف سوريين أحبوا بلدهم وهم يهود ورفضوا كل إغراءات مغادرة البلد، وبين آخرين يهود رأوا أن لهم وطنا آخر فذهبوا إليه، وشريحة ثالثة اقتنعت بالمال قبل أي شيء آخر فخسر أفرادها بلدهم الأم. مؤكدة وجود وجدانية في المسلسل يتم تغليبها على أي منحى آخر، مشيدة بالدور الذي لعبه المخرج باسل الخطيب في نقل الأفكار من الورق إلى الكاميرا ليشاهده الجمهور بما يقترب من الواقعية أثناء العرض. المثقف المحب لبلده ويؤدي النجم وائل رمضان دور البطولة في العمل ويلعب شخصية «رأفت» الرجل المثقف المحب لبلده ووطنه ويريد نشر الثقافة والوعي بين الناس. ويستمر رأفت على قيد الحياة ما بين 1948، المرحلة الأولى للمسلسل، والتي تعني بضياع فلسطين وموقف السوريين من ذلك وحتى عام 2001 إثر اندلاع أحداث 11 سبتمبر الشهيرة حيث يكون «رأفت» قد طعن في السن فيعمل على إرشاد أولاده إلى نحو التثقف والوعي الاجتماعي والوطني وحتى السياسي. ?ويرى رمضان أن العمل يخدم القضية الفلسطينية والشعب السوري في وقت واحد لأنه يزخر بتوثيق حالة السوريين حيال أهم قضية مركزية للعرب التي هي فلسطين. ومن جهته، يؤدي النجم مصطفى الخاني شخصية محورية في العمل ويلعب دور شاب يهودي يعيش في دمشق ويتعامل مع الوكالة اليهودية ويقوم بدور كبير في عملية إقناع اليهود السوريين بالرحيل عن سوريا إلى الأراضي الفلسطينية، ليتبيّن أن هناك من يقتنع مباشرة بدافع قومي وينتظره من خلال تعاليم دينية، بينما هناك من يستعصي الإقناع عليه، ليقوم الخاني بتقديم الرشاوى له ويقنع عددا لا بأس به من هذه الزمرة. ويعتبر الخاني أن المسلسل هو تجسيد لحالة فلسطين في آخر أيامها قبل قيام دولة إسرائيل، ويكرس الشعور القومي لدى السوريين حيال أشقائهم في فلسطين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©