الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توماس آرنولد: عبقرية محمد نشرت الإسلام بالرحمة والتسامح

توماس آرنولد: عبقرية محمد نشرت الإسلام بالرحمة والتسامح
11 يوليو 2015 19:15
أحمد مراد (القاهرة) يعد توماس آرنولد واحداً من أبرز المستشرقين المنصفين للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، وهو مستشرق بريطاني شهير، ولد سنة 1864، وبدأ حياته العلمية في جامعة كمبردج، ودفعه حبه للغات إلى دراسة وتعلم اللغة العربية، وبعد فترة انتقل للعمل باحثاً في جامعة عليكرا في الهند، وعاش هناك عشر سنوات ألف خلالها كتابه المشهور «الدعوة إلى الإسلام»، ثم عمل أستاذاً للفلسفة في جامعة لاهور، وفي العام 1904 عاد إلى لندن ليصبح أميناً مساعداً لمكتبة إدارة الحكومة الهندية التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، وكان عضو هيئة تحرير دائرة المعارف الإسلامية التي صدرت في ليدن - هولندا، وعمل أستاذاً زائراً في الجامعات المصرية. وفي العام 1924 ألف آرنولد كتاب «الخلافة»، كما كتب دراسته الإجمالية عن الإسلام بعنوان «العقيدة الإسلامية»، وكتابه «التصوير في الإسلام»، وهو صاحب فكرة كتاب «تراث الإسلام» والمشرف على تنسيقه وإخراجه، وتوفي سنة 1930. الشبهات الغربية في كتابه «الدعوة إلى الإسلام» دافع توماس آرنولد عن الإسلام ورسوله، وفند الشبهات الغربية وسجل العديد من الشهادات، منها قوله: لقد باشر النبي محمد سلطة زمنية كالتي كان يمكن أن يباشرها أي زعيم آخر مستقل، مع فارق واحد هو أن الرباط الديني بين المسلمين كان يقوم مقام رابطة الدم، وعلى هذه الصورة أصبح الإسلام، ولو من الوجهة النظرية على الأقل، نظاماً سياسياً ودينياً متميزاً، كانت رغبة النبي محمد ترمي إلى تأسيس دين جديد، وقد نجح في هذا السبيل، ولكنه في الوقت نفسه أقام نظاماً سياسياً له صفة جديدة متميزة تمييزاً تاماً. سماحة الإسلام نوه أرنولد إلى أن أساس انتشار الإسلام يعود إلى عبقرية النبي صلى الله عليه وسلم لا إلى السيف كما زعم كثير من المستشرقين الذين حملوا في نفوسهم حقداً وكرهاً للإسلام، وفي الرد على بطلان ما قيل حول قيام النبي محمد بنشر الإسلام بالسيف يقول توماس أرنولد: «ومما يدل على أن تحول المسيحيين إلى الإسلام لم يكن راجعاً إلى الاضطهاد، ما وقفنا عليه من الشواهد التاريخية الأصلية، وما وقفنا عليه من سيرة نبي الإسلام، ويكفي أن نشير إلى أنه الوقت الذي شغر فيه كرسي البطركية - أي عندما انتهى حكم الكنيسة في المشرق - تمتع المسيحيون بالحرية التامة في إقامة شعائرهم وسمح لهم بإعادة بناء كنائسهم، بل ببناء كنائس جديدة، وتخلصوا من القيود التي حتمت عليهم - أي قبل الفتح الإسلامي - أن يركبوا الحمير والبغال، وحوكموا في محاكمهم الخاصة، على حين أُعفي الرهبان من دفع الجزية، ومنحوا امتيازات معينة، وكل ذلك كان بفضل رسالة السماحة والرحمة التي جاء بها النبي محمد ودينه الإسلام. المعاملة الحسنة يقول أيضاً: «لم نسمع في ظل الإسلام عن أي محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام، أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي ولو اختار الخلفاء - خلفاء المسلمين - تنفيذ إحدى الخطتين لاكتسحوا المسيحية بتلك السهولة التي أقصى بها فرديناند وإيزابلا دين الإسلام من إسبانيا، أو التي جعل بها لويس الرابع عشر المذهب البروتستانتي مذهباً يعاقب عليه متبعوه في فرنسا، أو بتلك السهولة التي ظل بها اليهود مبعدين من إنجلترا مدة ثلاث مئة سنة. مواصلة الدعوة وفي شهادة أخرى، قال آرنولد: إن المعاملة الحسنة التي تعودتها وفود العشائر المختلفة من النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بالنظر في شكاياتهم، والحكمة التي كان يصلح بها ذات بينهم، والسياسة التي أوحت إليه بتخصيص قطعٍ من الأرض مكافأة لكل من بادر إلى الوقوف في جانب الإسلام، وإظهار العطف على المسلمين، كل ذلك جعل اسمه مألوفاً لديهم، كما جعل صيته ذائعاً في كل أنحاء شبه الجزيرة، سيداً عظيماً، ورجلاً كريماً، وكثيراً ما كان يفد أحد أفراد القبيلة على النبي في المدينة، ثم يعود إلى قومه داعياً إلى الإسلام، جاداً في تحويل إخوانه إليه. ويقول: من الخطأ أن نفترض أن محمداً في المدينة قد طرح مهمة الداعي إلى الإسلام والمبلغ لتعاليمه، أو أنه عندما سيطر على جيش كبير يأتمر بأمره، انقطع عن دعوة المشركين إلى اعتناق الدين، وإنما كانت الدعوة إلى الدين الجديد بما فيه من تسامح رغبته الأولى والمقدمة. الرباط الديني بين المسلمين كان يقوم مقام رابطة الدم كثير من المستشرقين كانوا كارهين للدين الإسلامي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©