الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

5 قتلى بقصف مدفعي لمناطق سكنية في تعز وصنعاء

5 قتلى بقصف مدفعي لمناطق سكنية في تعز وصنعاء
15 يوليو 2011 22:52
قتل ثلاثة مدنيين وأصيب أكثر من 19 آخرين، أغلبهم أطفال، في قصف مدفعي استهدف أمس حيا سكنيا بمدينة تعز (وسط) وذلك بعد ساعات من مقتل مسؤول أمني باشتباكات مع مسلحين قبليين معارضين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي تظاهر عشرات الآلاف من أنصاره بالعاصمة صنعاء، فيما سمي بـ”جمعة الامتنان والعرفان” للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في حين تظاهر مئات آلاف المحتجين الشباب في عدة مدن للمطالبة بإنهاء حكم صالح المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، وإقامة “دولة مدنية”. وفي الأثناء تواصل القصف المدفعي المتقطع على قرى سكنية، شمال صنعاء، وسط أنباء عن سقوط قتيلين وجرحى في صفوف المواطنين. وقالت مصادر محلية لـ”الاتحاد” إن قوات الحرس الجمهوري قصفت بعد صلاة الجمعة حي السلام وسط مدينة تعز، مشيرة إلى أن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة أكثر من 15 آخرين. وقال عبدالمجيد الحسامي، أحد أبناء مدينة تعز، “سقطت عدة قذائف على منازل مواطنين وبالقرب من مسجد عمار بن ياسر” في حي السلام، مضيفا:”الحصيلة الأولية تؤكد مقتل ثلاثة أشخاص”. وقال مصدر طبي بمستشفى “الروضة” الذي استقبل معظم المصابين، لـ”الاتحاد”، إن القصف المدفعي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل، وإصابة نحو 20 آخرين، بينهم 16 طفلا بجروح متباينة، وأضاف المصدر الطبي:”حالة ثلاثة من المصابين حرجة جدا”. وتتعرض عدة أحياء سكنية بمدينة تعز، منذ عدة أيام، لقصف مدفعي على خلفية الاحتجاجات الشعبية السلمية والمسلحة، التي يشهدها اليمن منذ منتصف يناير الماضي، وذكرت مصادر صحفية يمنية أن اشتباكات عنيفة اندلعت، ليل الخميس الجمعة، بين القوات الحكومية ومسلحين من رجال القبائل المناوئة للنظام الحاكم، موضحة أن الاشتباكات اندلعت على خلفية استحداث قوات الأمن نقطة تفتيش في حي المسبح، القريب من شارع جمال التجاري. وقتل مسؤول أمني يمني واثنان من مرافقيه، فجر الجمعة، باشتباكات مع مسلحين يعتقد أنهم يتبعون الزعيم القبلي المحلي حمود المخلافي، وقال سكان محليون لـ”الاتحاد” إن العقيد أحمد رزاز مدهش، مدير أمن مديرية شرعب الرونة، شمال تعز، قتل باشتباكات مع مسلحين “كانوا يقومون بتهريب أسلحة على متن سيارة”، واتهمت وزارة الدفاع اليمنية “عناصر مسلحة” تابعة لأحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة بالوقوف وراء اغتيال العقيد مدهش، مشيرة إلى أن “الكمين الغادر” أسفر عن إصابة ثلاثة من مرافقي المسؤول الأمني، إلا أن وكالة فرانس برس أعلنت مقتل اثنين من أفراد حراسة مدير أمن مديرية شرعب الرونة، وإصابة سبعة أشخاص، بينهم أربعة مسلحين قبليين وثلاثة مدنيين. وشهدت مدينة تعز التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الشبابية أمس تظاهرة حاشدة لعشرات الآلاف من المحتجين الشباب الذين أدوا صلاة الجمعة في ساحة الحرية وسط المدينة، ثانية كبرى المدن اليمنية، وطالب المتظاهرون بإقالة مدير أمن محافظة تعز العميد الركن عبدالله قيران، وانتقدوا تغطية الصحف الحكومية للأحداث في المدينة. وفي العاصمة صنعاء، تظاهر نحو مائة ألف شخص في شارع الستين الشمالي، للمطالبة برحيل “بقايا” نظام الرئيس علي عبدالله صالح، وتأسيس دولة مدنية “يسودها النظام والقانون”، وهتف المتظاهرون “سلمية مية مية.. والحل بالدولة المدنية”، “قسما برب المصحف .. ثورتنا لن تتوقف”، “جمهورية جمهورية.. ما نقبل دولة ملكية” وشعارات أخرى، وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها اسم “جمعة الدولة المدنية”، في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها القوات العسكرية التابعة للواء المنشق علي محسن الأحمر. وقال خطيب الجمعة الداعية الإسلامي عبدالله صعتر، إن “الثورة” لا تهدف إلى “إيقاف الشر فحسب”، وإنما إلى إحداث “تغيير شامل”، مؤكدا ضرورة “أن ترد الحقوق لأهلها حتى تكتمل ثورة اليمنيين”، واستعرض صعتر مناقب الدولة المدنية التي “يختار الشعب” فيها حكامهم، ويكون القضاء مرجعية الجميع، منتقدا “الحكم العسكري” الذي قال إن “الأمن والجيش” فيه يتحولان “لحماية النظام”، ودعا القوات الأمنية والعسكرية المؤيدة للنظام الحاكم للتحرر من “الطاغوت”، والانضمام إلى “ثورة الشعب”، حسب قوله. وفي مدينة إب (وسط) شيع عشرات آلاف المحتجين اليمنيين جثماني اثنين من قتلاهم، مطالبين بإقامة “الدولة المدنية” ورحيل “أبناء صالح وبقايا النظام”، وفيما طالب المحتجون في مدينة الحديدة (غرب) بمحاكمة الرئيس اليمني ورموز نظامه، دعا أنصار جماعة الحوثي المتمردة، الذين جابوا عددا من شوارع مدينة صعدة (شمال) إلى “التصعيد السلمي” للاحتجاجات الشعبية، ورفض “التدخل الخارجي” في شؤون اليمن، كما شهدت مدن يمنية أخرى مسيرات مماثلة نادت بإقامة دولة مدنية ورحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم اليمن منذ عام 1978. بالمقابل، احتشد عشرات الآلاف من أنصار حزب “المؤتمر” الحاكم، أمس الجمعة في ميدان السبعين، القريب من القصر الرئاسي، جنوب صنعاء، تأييدا للرئيس صالح الذي يعالج منذ 4 يونيو الماضي إثر إصابته في هجوم غامض استهدف مسجد دار الرئاسة، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 180 آخرين. ورفع المتظاهرون، فيما سمي بـ”جمعة الامتنان والعرفان لخادم الحرمين والشعب السعودي”، صور الرئيس صالح والعاهل السعودي وولي عهده، إضافة إلى الأعلام اليمنية والسعودية، وهتف المتظاهرون، الذين رفع بعضهم صور نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي:”الشعب يريد علي عبدالله صالح”، “قسما بالله الجبار.. غير علي ما نختار”، وشعارات أخرى، وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” أن المتظاهرين أكدوا تأييدهم “المطلق للشرعية الدستورية”، ورفضهم “أية محاولات للانقلاب عليها أو أي مشاريع تآمرية للانزلاق بالوطن نحو الفتن والشقاق والتشرذم”. إلى ذلك، قتل مدنيان وأصيب آخرون في قصف مدفعي شنته قوات الجيش المرابطة، شمال صنعاء، على قرى آهلة بالسكان، في منطقتي أرحب ونهم القبليتين. وقال مصدر قبلي يمني لـ”الاتحاد” إن مدنيا قتل وأصيب آخرون في سقوط قذائف على مزرعة بقرية “شعب” في أرحب، 20 كم شمال صنعاء، مؤكدا استمرار القصف المدفعي المتقطع واندلاع اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري، والمسلحين المؤيدين للحركة الاحتجاجية الشبابية، وتتهم السلطات اليمنية مسلحين تابعين لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض بشن هجمات على معسكرات الحرس الجمهوري المرابطة على مشارف صنعاء، فيما تتهم المعارضة قوات الجيش “الموالية لصالح” باستهداف المدنيين المؤيدين “للثورة الشبابية”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©