الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الصمغ العربي

1 أغسطس 2014 22:34
اكتسب الصمغ العربي شهرته كسلعة تاريخية، استخدمه الناس في مناطق عدة من العالم، واختلفت هذه الاستخدامات من الصناعات الغذائية إلى الدوائية إلى الفنية في تحضير أصباغ الرسم المائية وطبع الصور الفوتوغرافية إلخ. . وعلى الرغم من هذه الأهمية، إلا أنه يكتسب شهرته هذه المرة كعنوان لقصة من تأليف الروائية الصينية «تيه نينغ»، تأتي ضمن مجموعة من القصص والروايات القصيرة التي قام بترجمتها إلى العربية د. عبدالعزيز حمدي عبدالعزيز أستاذ اللغة الصينية وآدابها بكلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر، ونشرت تحت عنوان «الأبدية بعيدة جدا» سنة 2013 ضمن سلسلة إبداعات عالمية، الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. من جملة ما نقله د.عبدالعزيز حمدي عن المؤلفة قولها أن «الأدب ربما لا يضطلع إطلاقا بمهمة محاكمة البشرية، ولا يقوم بإبراز قوة وسلطان الدولة. وإنما يقع على عاتقه ـ دائما وأبدا ـ مسؤولية فهم العالم والإنسانية. بهذه القناعات تتعاطى نينغ مع موضوعات ذات طابع واقعي، يتعرض للنفس الإنسانية من الداخل دون إرباك لما تبدو عليه في الخارج. فشخوصها في النهاية هم أولئك الناس العاديين الذين يجمعون في صفاتهم بين الخير والشر وهو ما يمنحهم القيمة الإنسانية الأكبر. ورغم أن موضوعات نينغ لا تتحيز للمرأة، إلا أنها تمنحها مساحة مهمة على نحو ينطوي على الكثير من المجازية. وهي تتناول المرأة الصينية في مرحلة الانفتاح على العالم الخارجي، وتشكيلها لنوع مختلف من الوعي الذاتي، بالتوازي مع ما تشهده الصين من متغيرات حضارية. وفي قصة «الأبدية بعيدة جدا» تبدو الإحالة واضحة، كما يبدو جهد المترجم في اصطياد جماليات النص واضحا. تستهل المؤلفة القصة بأسئلة تأتي على لسان الراوية: «هل قطنت في حارات بكين؟ هل كنت طفلا تربى في أزقتها؟ هل ما زلت تتذكر تلك الكوكبة من الأطفال الإناث اللواتي يتسمن بالبهجة والثرثرة، والسذاجة والبراءة؟». والواقع أن هؤلاء النسوة التواقات إلى الحداثة، هن من ترصد من خلالهن الحياة منذ الإرهاصات الأولى للإنفتاح وحتى الألفية، في أماكن تشب عن الطوق وتشهد تغيرات كبيرة في نفوس أهلها وملامحها. ومن هؤلاء الفتاة الطيبة «باي دا شنغ» التي تنطوي شخصيتها على الكثير من الرمزية، فهي تحمل قيما ولى زمانها، إنها عطوفة وحنونة ما يسبب لها الإخفاق في حياتها العاطفية، وعلى الرغم من ذلك لا تستطيع التخلي عن مشاعرها الخارجة عن إطار العصر. وكذلك بطلة قصة «آه، أنت الفتاة شيانغ شيويه» التي تتطلع من خلال رحلة في القطار إلى تغيير حياتها. بينما بطلة «من يستطيع أن يجعلني خجولة» ثرية أنيقه من المدينة، يتطلع عامل ريفي للوصول إلى مستواها وعندما يفشل يعيش على هامش الحياة. تختتم المجموعة بقصة الصمغ العربي وبطلها الرسام الشاب الجبلي الذي يتفوق في استخدام الألوان المائية التي يدخل في صناعتها الصمغ العربي، لكنه يبحث عن شيء آخر يعطيه الشهرة في المدينة، فينتقل إليها تاركا وراءه رائحة الصمغ العربي، لكي يفشل وتكون تلك اللحظة التي يستعيد فيها الوعي. ونهاية يظل الصمغ العربي ومطار الشارقة وبغداد كلها أسماء تبدو معروفة لدى المؤلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©