السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اعتداءات المستوطنين تتصاعد في الضفة الغربية

اعتداءات المستوطنين تتصاعد في الضفة الغربية
15 يوليو 2011 22:57
نابلس (رويترز) - تكشف بساتين الزيتون المحروقة على تلال قرية حوارة قُرب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، أحدث اعتداءات المستوطنين اليهود المتزايدة على الفلسطينيين وممتلكاتهم. وقال المزارع الفلسطيني محمد زيبان متأسفاً، على مئات من أشجار الزيتون لحقت بها أضرار جراء حريق أشعله مستوطنون في مزرعته قُرب حوارة مؤخراً، “إن شجرة الزيتون هي المصدر الوحيد لدخل المزارعين. يريدون إبادتنا”. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، في توثيقه لأعمال العنف هناك، أن اعتداءات المستوطنين، التي أسفرت عن قتل وجرح فلسطينيين وإلحاق أضرار بممتلكاتهم، ازدادت بنسبة 57% هذا العام. واعتبر مسؤولون فلسطينيون ذلك علامة مثيرة للقلق من تفاقم المشاعر العدائية، مما ينذر باندلاع أعمال عنف أوسع نطاقاً، وفيما يطبق مستوطنون متشددون قانونهم الخاص بشكل متزايد، يتنامى غضب الفلسطينيين من تبدد احتمالات تحقيق السلام مع الإسرائيليين. ويؤكد الفلسطينيون في أنحاء محافظة نابلس أن المواجهات مع يهود تحركهم قناعة فكرية استوطنوا المنطقة منذ أوائل الثمانينيات، باتت معتادة في الأعوام القليلة الماضية. لكن قرويين يقولون إن العام الحالي أسوأ من المعتاد، لأن مستوطنين أكثر وأحسن تنظيماً مما كان سابقاً ينزلون من مستوطناتهم المقامة على قمم التلال ليرشقوا منازل الفلسطينيين بالحجارة ويخربوا مزارعهم وأراضيهم الزراعية. والمستوطنون في محيط نابلس هم الأشد تطرفاً وتمسكاً بين مستوطني الضفة الغربية، إذ يعتبرون أنفسهم رواداً يمارسون حقهم “التوراتي” في تلك الأراضي الفلسطينية. ويحجم هؤلاء عادة عن الحديث إلى وسائل الإعلام، وقد اشتكوا فيما مضى من هجمات الفلسطينيين المزعومة على ممتلكاتهم. ومن المرجح أن مقتل زوجين يهوديين وثلاثة من أبنائهما في في مستوطنة “إيتمار” قُرب نابلس في شهر مارس الماضي ساعد في إذكاء موجة من الهجمات ضد الفلسطينيين خلال الآونة الأخيرة. ويشن مستوطنون هجمات أيضاً على الفلسطينيين رداً على إجراءات اتخذتها الحكومة الإسرائيلية يعتبرونها متعارضة مع مصالحهم، مثل إزالة مواقع استيطانية في الضفة الغربية أقيمت من دون تصريح رسمي إسرائيلي. ويرى الفلسطينيون أن زيادة معدلات وجرأة هجمات المستوطنين هي نتيجة حتمية للدعم الذي يتمتعون به من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي يشغل المستوطن أفيجدور ليبرمان منصب وزير الخارجية بها. وقال وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان الفلسطيني ماهر غنيم “إن الحكومة الإسرائيلية حكومة مستوطنين، وبرنامجها استيطاني، وبطبيعة الحال تشجع هذه العجرفة وهذه الهجمات”. وأوضح أن الإصابات التي لحقت بفلسطينيين جراء اعتداءات مستوطنين هذا العام هي ضعف ما كانت عليه العام الماضي، حيث تم خلال الأشهر الستة الماضية قتل ثلاثة فلسطينيين ورشق 178 فلسطينياً بالحجارة أو دهسهم بالسيارات أو إصابتهم بالرصاص، مقابل 176 فلسطينياً تعرضوا لهجمات مماثلة في عام 2010 بكامله. ولم تقدم قوات شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي المسيطرة على معظم أرجاء الضفة الغربية المعلومات التي طلبتها وكالة “رويترز” بشأن نطاق هجمات المستوطنين. ويثير دور قوات الأمن الإسرائيلية في التعامل مع عنف المستوطنين جدلاً بين الإسرائيليين. وقالت منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي، عادة، لا يتحرك أو لا يفعل شيئاً يُذكر لحماية الفلسطينيين وممتلكاتهم من المستوطنين. وإذا تم إلقاء القبض على المستوطنين، فالنظام القضائي الإسرائيلي يعاملهم برأفة. وفي لقطات سجلها فلسطينيون مؤخراً بكاميرا وفرتها لهم منظمة “بتسيلم” بدا أن الجنود يسمحون للمستوطنين برشق قرية عصيرة القبلية قُرب نابلس بالحجارة. وقالت المتحدثة باسم “بتسيلم” ساريت ميخائيلي “حين وصل سكان القرية وردوا برشق المستوطنين بالحجارة شوهد الجنود يطلقون الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين”. وأظهرت لقطات أخرى سجلها فلسطيني في قرية بورين القريبة في 30 يونيو الماضي مستوطناً يشعل حريقاً في حقل، حيث انتشرت النيران بسرعة واجتاحت الحشائش البرية الجافة لتتحول إلى أكبر حريق في المنطقة منذ أكثر من خمس سنوات، امتد إلى حوارة المتاخمة لبورين. ورداً على سؤال من “رويترز” عن أعمال العنف في ذلك اليوم، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن عشرات “المدنيين الإسرائيليين” اقتربوا من حوارة ورشقوا قوات إسرائيلية بالحجارة وواجهوا القرويين الفلسطينيين وأشعلوا عدداً من الحرائق. وقال الجيش ذاته في بيان بهذا الشأن، إن قواته بدأت تفصل بين المشاركين في المناوشات في محاولة لمنع المزيد من الاشتباكات، وأبعدت المعنيين عن المنطقة واتصلت بخدمة الإطفاء الإسرائيلية لإخماد الحرائق في المنطقة. وأضاف أنه تم اعتقال أربعة إسرائيليين وفلسطيني واحد وتسليمهم للشرطة الإسرائيلية. لكن المزارع زيبان نفى صحة ذلك، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية منعت الأهالي من إخماد الحرائق، وقدر خسائره في ذلك اليوم باحتراق 100 شجرة زيتون. وقال وهو يتفقد شجرة محترقة متحسراً، “ما الذي فعلته لهم شجرة الزيتون هذه؟، استغرقت 20 عاماً لتنمو، وستحتاج إلى 20 عاماً آخر لتتعافى”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©