السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران 2011.. «انتقائية» الثورات والمؤامرات

إيران 2011.. «انتقائية» الثورات والمؤامرات
1 يناير 2012
فرضت إيران في 2011 الحصار والقمع على المعارضة في الداخل خشية الإصابة بعدوى الثورات الشعبية في المنطقة العربية التي تعاملت معها بـ»انتقائية» حيث دعمت احتجاجات تونس ومصر وليبيا وعارضت احتجاجات حليفها سوريا وحرضت على أخرى في البحرين والمملكة العربية السعودية التي اتهمتها بمحاولة اغتيال سفيرها في واشنطن عادل الجبير. بينما راوح الملف النووي مكانه عبر التهديدات المتبادلة باستمرار تخصيب اليورانيوم إيرانيا والمزيد من العقوبات الاقتصادية غربيا. بدأ العام بإعلان الحرس الثوري الإيراني في 2 يناير عن إسقاط طائرتي تجسس غربيتين من دون طيار في الخليج، وانتهى ايضا بإسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار في الثامن من ديسمبر طالبت واشنطن بإعادتها وقالت السلطات الإيرانية إنها ستعمل على استنساخها بما يؤشر الى تصاعد الأزمة إلى حدود يصعب التكهن بمداها لا سيما مع تزايد الحديث عن الخيارات العسكرية. وإذ فرضت السلطات الإيرانية حصارا على قيادات المعارضة وفي مقدمهم مهدي كروبي واعتقلت مستشاره في 10 فبراير، اندلعت صدامات في طهران في 14 فبراير بين الشرطة ومتظاهرين خرجوا في مسيرة لدعم الثورات في العالم العربي فتحولت إلى احتجاج مناهض للحكومة مما أسفر عن سقوط قتيلين، وتواصلت الاحتجاجات والصدامات حتى الأسبوع الأول من مارس حيث أعلن هاشمي رفسنجاني تخليه عن رئاسة مجلس الخبراء في إيران. أما في الملف النووي، وإذ فشلت محادثات أسطنبول بين إيران ومجموعة «5+1» التي تضم الدول الكبرى والمانيا في الثاني من يناير، أعلنت سنغافورة وكوريا الجنوبية في 17 مارس ضبط معدات نووية وأسلحة مشبوهة مرسلة إلى إيران. وشدد الاتحاد الأوروبي في 19 مايو العقوبات على إيران بإضافة عدد من الشركات على اللائحة . بينما أعلنت طهران في 7 يونيو رفضها أي وقف لتخصيب اليورانيوم، وسط تحذير دراسة أميركية من إنها باتت قادرة على تطوير السلاح النووي. وتعرضت إيران لهزة قوية في 31 مايو مع الكشف عن فضيحة أطلق عليها اسم «عوفر جيت» تتعلق بعلاقات تجارية مع مجموعة إسرائيلية حول صفقة بيع ناقلة نفط، لكن الفضيحة سرعان ما أخمدت حيث عثر على رجل الأعمال الإسرائيلي سامي عوفر (89 عاما) الذي ورد اسم شركته في الفضيحة ميتا في منزله في تل أبيب في 3 يونيو. أما الأزمة الكبرى خلال 2011 فكانت في 11 أكتوبر حين أعلنت الولايات المتحدة والسعودية عن إحباط مخطط إيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير حيث توعد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن طهران بالعقوبات، كما لوح الاتحاد الأوروبي بعواقب وخيمة جدا. واتهمت الرياض طهران بالسعي للنفوذ في الخارج من خلال القتل وإحداث الفوضى وتوعدت بمحاسبتها على أي تحركات عدوانية وطلبت من الأمم المتحدة إحاطة مجلس الأمن بشأن مؤامرة الاغتيال وطالبت بتقديم جميع المتورطين للعدالة. بينما ردت طهران بدعوة الرياض الى عدم الوقوع في فخ الاتهامات الاميركية التي اعتبرتها «سخيفة وبلا معنى». وأحال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قضية المؤامرة الإيرانية إلى مجلس الأمن في 17 أكتوبر. وجمدت بريطانيا أرصدة خمسة أشخاص بينهم المشتبه بهما الرئيسيان في المؤامرة. كما قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على خمسة أشخاص يعتقد انهم على علاقة بمحاولة الاغتيال. وأبقت إيران تصعيدها ضد الغرب وصولا الى 27 نوفمبر حيث صوت البرلمان على طرد السفير البريطاني. وبعد يومين اقتحم متظاهرون مجمع السفارة البريطانية في طهران وهاجموه بقنابل حارقة ونزعوا العلم وأحرقوه وأجبروا الدبلوماسيين على الفرار. وردت بريطانيا بإجلاء طاقمها الدبلوماسي وإغلاق سفارتها وسفارة إيران في لندن. وساندت النرويج بريطانيا بإغلاقها أيضا سفارتها، كما قامت فرنسا بخفض عدد موظفي سفارتها في طهران، وقرر الاتحاد الأوروبي في مطلع ديسمبر تجميد أرصدة 180 هيئة إيرانية وأفراد، ووافق ايضا على دراسة فرض عقوبات على قطاعي الطاقة والنفط بحلول نهاية يناير 2012. وإذ أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجددا في الثامن ديسمبر إن الولايات المتحدة تدرس جميع الخيارات بشأن إيران «ولا خيارات مستبعدة على الطاولة» وسوف تعمل مع حلفائها بمن فيهم إسرائيل لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي. ضاعف المرشحون داخل الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دعواتهم الى تنفيذ عمليات سرية ضد إيران بما فيها أعمال تخريب واغتيال وتقديم مساعدات الى المعارضة. وقال رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي مارك ليفين»إن المسؤولين الأميركيين لا يعرفون ما الذي يمكن أن يدفع إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية إلى مواقع نووية إيرانية ومتى قد تنفذ هجوما من هذا النوع»، وأضاف «لا أظن أن الإدارة تعلم ما الذي ستفعله إسرائيل ولست متأكدا مما إذا كانت إسرائيل نفسها تعلم ماذا ستفعل.. إنها تريد أن تشيع جوا من التخمين». وفي المقابل، أبقت إيران الغموض حول تعرض معسكر لصناعة الصواريخ في مدينة ملارد لأسوأ انفجار في 12 نوفمبر والذي راح ضحيته العديد من كوادر الحرس الثوري المتخصصين في صناعة الصواريخ وعلى رأسهم أبو الصواريخ الإيرانية العقيد مقدم طهراني إضافة إلى 27 شخصا آخرين. بينما قال خبراء إيرانيون «إن انفجار معسكر الصواريخ كان بتدبير أميركي- إسرائيلي». وفقدت إيران في 2011 الكثير من كوادرها النووية عن طريق العمليات السرية التي يرجح أن يكون «الموساد» متورطا فيها حيث اغتيل في يوليو العالم النووي الإيراني داريوش رضائي على يد عملاء كانوا على متن دراجة نارية شرق طهران. وقد اتهم رئيس البرلمان علي لاريجاني إسرائيل وأميركا قائلا «إن هذا العمل مؤشر جديد على درجة عدوانيتهما وان على الأميركيين التفكير جيدا بعواقب مثل هذه الأفعال». داخليا ايضا، كشف عام2011 عن ثمة تصدع خطير داخل أركان النظام بين مرشد الجمهورية علي خامنئي والرئيس احمدي نجاد لا سيما بعد قرار إقالة وزير الأمن حيدر مصلحي واعتقال أجهزة القضاء المقربين من نجاد وبينهم رحيم مشائي رئيس مكتبه وسط توقع مراقبين بأن استمرار الصراع ما بين تيار نجاد وتيار خامنئي قد يخلق المقدمات لأحداث انتفاضة شعبية وتكرار ما حدث في 12 يونيو 2009 في 2 مارس 2012.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©