الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ليبرمان: الفلسطينيون هنود حمر ووجودهم هنا خطأ

27 يوليو 2006 02:03
الاتحاد - خاص: رجل يعرف كيف يزحف، كيف يصل إلى السلطة· خصومه يقولون إنه يريد اقامة دولة روسية داخل الدولة اليهودية· الواقع ان المهاجرين الروس مجرد ذراع انتخابية لزعيم حزب ''إسرائيل بيتنا'' ''أفيجدور ليبرمان'' الذي تجاوز عدد مقاعده في الكنيست الجديد عدد مقاعد الليكود· يخطط لما هو أبعد: أن يصبح رئيساً للوزراء·· إمكانية وصوله كبيرة جداً ما دام يقول بـ ''تطهير'' أرض الميعاد من الفلسطينيين، بل إنه يقترح نقل فلسطينيي الداخل إلى صحراء النقب· لا بأس من الحكم الذاتي، أو حتى جمهورية على الطريقة السوفيتية ما دام شديد التأثر بـ ''جوزف ستالين''، فالمهم هو إقامة مسافة، بل هوة، بين اليهود والفلسطينيين· اسمه يطرح الآن لحقيبة وزارية· سواء حدث هذا أم لم يحدث، فإن ''ليبرمان'' يزحف· تسمية لها دلالتها كيف يفكر ''أفيجدور ليبرمان'' الذي ربمايصبح رئيسا للحكومة· هذا قد يحدث بعد أربع سنوات إذا ما بقي يقفز هكذا إلى الأمام، داعياً إلى إعادة النظر في ''التشكيل البيولوجي'' للدولة التي يفترض أن تخلو من الفلسطينيين· ''إسرائيل بيتنا''· التسمية لها دلالتها، وسواء كانوا في بوسطن أم في بطرسبرغ أم في بومباي· وهو لا يرى منطقياً أن يبقى اليهود مبعثرين هكذا، في شتات طوعي، فيما العرب يتكاثرون ليشكلوا تلك ''الأحصنة المفخخة'' داخل الهيكل· الطريف أن ''ليبرمان'' الذي قد يصبح عضواً في الائتلاف الحكومي برئاسة ''ايهود اولمرت''، يعتبر ان مشكلة إسرائيل هي في أميركا التي لولاها لقامت إسرائيل الكبرى· في نظره إن للأميركيين مصالحهم التي تتحرك وفق آلية سياسية معينة لا تأخذ بالاعتبار لا الاحتياجات الايديولوجية ولا الاحتياجات الاستراتيجية للدولة العبرية· والنتيجة أن الاسرائيليين لا يستطيعون التصرف وفق رؤيتهم للأمور، وإنما تبعاً للرؤية الأميركية التي تفضي إلى ما يلي: قيام أميركا الكبرى وسقوط إسرائيل الكبرى· لكن ''ليبرمان'' يعترف بأن المنطقة أكثر تعقيداً من أن تواجهها إسرائيل بمفردها· لابد من أن تكون هناك مظلة دولية فاعلة، ولولا تلك الصفقة بين الرئيس الأميركي ''وودرو ويلسون'' ورئيس الحكومة البريطانية ''لويد جورج'' (وزير خارجيته: آرثر بلفور)، ودائماً عبر ذلك الصهيوني النافذ ''لويس ارينتس''، لما كان ذلك المسار العملاني الذي أدى إلى قيام الدولة بعد نحو ثلاثة عقود من ذلك· أوقيانوس الدم إنه آت من ذلك المكان الذي توصف فيه الجغرافيا بالرمادية· الرؤية مشوشة جداً، والحاخامات يتولون تسويق الخرافات، أكثر مما يعملون على تسويق النصوص· العرب دائيون، لا ينتمون إلى أرض· مقاربتهم للمقدس تتم، كما في الطقوس الوثنية، عبر الدم· هكذا زرعت صورة العرب في مخيلة ''أفيجدور ليبرمان'' الذي جاء إلى إسرائيل ليخضع لدروس اخرى في التعبئة المضادة هذا مع أن التلمود الذي تأثر به كثيراً هو عبارة عن اوقيانوس لاهوتي من··· الدم· التعايش مستحيل مع العرب· كان ثمة حاخام بولندي يدعى ''ليوكانسكي'' يشيع بأن عيون العرب صفراء، صفراء جداً، كما لو أنها بلون الجحيم· بالطبع أتى اليهود إلى هنا· الكثيرون لم يستخدموا عيونهم ولا عقولهم· ظل الفلسطيني، كما صور لهم، وإن كان ''ناعوم تشومسكي'' قد حذر من التوظيف الايديولوجي للكراهية، معتبراً أن هذا يحد من الأداء الانساني للفرد والمجتمع في آن· الآخر ليس دائماً قاتلاً· يقر ''ليبرمان'' بالاختلال في موازين القوى· لا بل أن هناك فجوة هائلة· هذا لا يكفي، ولابد من أن تكون هناك مسافة ما، هوة ما، بين اليهود والفلسطينيين· وهذا ما حمل ''عاموس كينان''، الكاتب المعروف، على التساؤل ما ''إذا كان يطلب منا ألا نتعامل معهم كبشر···''· ''رفاييل ايتان''، رئيس الأركان والوزير السابق، قال: ''العربي الجيد هو العربي الميت''· ''ليبرمان'' لا يمكن أن يصف العربي بالجيد حتى ولو كان ميتاً· إنه رديء في الحياة وفي الموت· وعلى هذا الأساس، لابد من حماية الذات حتى لأسباب تتعلق بـ ''الطهارة الثقافية''· أسنانه فقط تمشي غريب أن يقول أحد أتباع ''ليبرمان''، ويدعى ''ياكوف آدم'' ان من يتأمل في وجه العربي يكتشف إنه ينتمي إلى قرون غابرة: إن عقله لايزال هناك، أسنانه فقط هي التي تمشي إلى الأمام''· زعيم ''إسرائيل بيتنا'' لا يجد في أي من قادة الأحزاب الأخرى الشخصية القادرة على إدارة البلاد بكفاءة في المرحلة المقبلة التي يصفها هو بــ ''مرحلة الأشواك''· ثمة بند واحد على جدول اعماله هو ''الفلسطينيون''· لا يستطيع أن يبعث بهم إلى المريخ· جدار الفصل لا يكفي، لابد من منطقة عازلة، لكن الأرض ضيقة جداً، ثم أن هناك مشكلة العرب في الداخل والذين تمكنوا من إثبات حضورهم الانتخابي، دون أن يعرف ما هي نسبة اليهود الذين انتخبوا نوابهم، لا أحد من جماعة ''ليبرمان'' وضع اسماً عربياً واحداً في صندوق الاقتراع·· جمهورية في النقب إنه مستعد حتى لاقامة جمهورية فلسطينية في صحراء النقب التي تم احتلالها بعد إعلان قيام الدولة في 15 مايو ،1948 واستقر فيها الاسرائيليون في ديسمبر من ذلك العام· جمهورية لمن؟ لأولئك العرب الذين يقيمون في الناصرة وحيفا ويافا وقرى الجليل· لا بأس أن تبقى أقلية مجهرية، فقط من أجل ''الضرورة الفولكلورية''، وربما من أجل يد عاملة في الورش الصعبة·· لا ريب أن النظام الذي ترعرع فيه قد أثر على تفكيره· صحيح أنه ولد في عام ،1958 أي بعد خمس سنوات من وفاة ''جوزف ستالين'' (5 مارس 1953)، ولكن يبدو أن ''ليبرمان'' الذي يتقن الروسية أخذ فكرة الترحيل عن ''أبي الشعوب'' الذي عمد، ورغم أنه من جورجيا، إلى نثر الروس في كل الجمهوريات الآسيوية والأوروبية التابعة للاتحاد السوفييتي، كما أنه عمد إلى اقتلاع مجموعات اتنية من أرضها الأصلية ليزرعها في أمكنة أخرى· لا يخطئ كثيراً أولئك الليبراليون الروس الذين يصفون زعيم حزب ''إسرائيل بيتنا'' بـ ''الستاليني''· المسألة لا تتعلق فقط بموقفه من الفلسطينيين، وهم السكان الأصليون، وهو الوافد في عام ،1978 وإنما أيضاً بالطريقة الحديدية في مقاربته المسائل الحساسة والتي تتطلب، عادة، نقاشاً دقيقاً واسعاً أنصاره يقولون: ''هذا هو الرجل الذي تحتاجه إسرائيل''· العمل ·· حزب عربي يقولون أيضاً انه رجل يملك كل المواصفات التي تؤهله ليكون رجل دولة من الطراز الأول· الأسماء الكبرى اندثرت، مع أن السنوات المقبلة ستكون معقدة للغاية، وهي تستلزم رئيسا للحكومة من حجم ''ديفيد بن جوريون''، أو ''اسحق رابين''، أو ''مناحيم بيجن'' أو حتى ''ارييل شارون''· بالطبع، يعتبر أنصار ''ليبرمان'' ان حزب العمل يكاد يتحول إلى حزب عربي، ليس بسبب شاربي زعيمه ''عمير بيريتس''، وإنما بسبب ''سياساته التنازلية''، مع أن الحزب اياه هو الذي خاض حروب 1956 و1967 و،1973 وهو من نفذ عناقيد الغضب ضد لبنان في عام ·1996 لم يولد ''أفيجدور ليبرمان'' في الضوء· هذه حقيقة يقر بها، ترعرع في أسرة تتقن كراهية الآخرين· هاجس الأقلية سيطر، إلى حد بعيد، على الأسر التي كافحت، وبطريقة مثيرة، كي تنتقل إلى ''أرض الميعاد''· هكذا فهم ''ليبرمان'' الدولة· لا مكان لغير اليهود· ولعل الذي ينبغي التعاطي معه بالكثير من التركيز هو أن الرجل مفتون جداً بأفلام الغرب الأميركي، وحيث يتم الاجتثاث العشوائي بل و''البطولي'' بل و''المقدس'' للهنود الحمر· هنا، بالتأكيد، الفلسطينيون هم الهنود الحمر الذين وجدوا، بطريق الخطأ، في الأرض التي خصصت لبني إسرائيل· الحدود والضمير·· اللافت أن يكتب المعلق الإسرائيلي ''جدعون ليفي'': ''ليبرمان يريد إبعاد الفلسطينيين عن حدودنا· أولمرت يريد إبعادهم عن ضميرنا''· الفارق تقني، وليس ايديولوجياً بين الرجلين، وهو ما يكشف، الخلفيات البعيدة المدى للسياسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين أو حول الدولة الفلسطينية· صحيح أن أكثرية المنضوين تحت لواء ''إسرائيل بيتنا'' هم من المهاجرين الروس، الشديدي الحيوية وورثة ''العقد الجليدية''، لكن ''ليبرمان'' يستقطب، بكثافة، اليهود الشرقيين، وأيضاً أولئك الاشكناز الذين يبدون الخشية من التوترات العقائدية التي تظهر على السطح في الشرق الأوسط· رجل يتقن الانقضاض على السلطة· هكذا فعل اليهود الروس اثر تفكك الاتحاد السوفييتي· ''نيكولاي تشوبايس'' أقام علاقات وثيقة مع تتيانا''، ابنة أول رئيس روسي ''بوريس يلتسين''، ووصل إلى مرتبة نائب رئيس الوزراء، فيما كان أصدقاؤه من اليهود ينقضون على المؤسسات (يمخائيل خودور كوفسكي''، ''بوريس بيريزوفسكي''، ''ارمان ابراموفيتش'' وغيرهم من الذين باتوا يملكون المليارات خلال سنوات قليلة وغامضة)·· يلعب كي لا يتحطم لا أحد يقول ان الخريطة السياسية في إسرائيل تشبه الخريطة السياسية في روسيا بعد سقوط الامبراطورية السوفيتية· في الدولة العبرية، المشهد أكثر تعقيداً· جنرالات يتدافعون، حاخامات، ساسة، كل واحد من هؤلاء يريد أن يصل· سباق محموم· البعض يتحطم حينما يصل مثل ''ايهود باراك'' (وإن كان الجنرال البارع)، و''بنيامين نتنياهو'' (وإن كان السياسي الاستعراضي)· إذاً، لابد لـ ''ليبرمان'' أن يعرف كيف يلعب حتى لا يتحطم·· في الانتخابات الأخيرة، وإن ركز كثيراً على الناخب الروسي، فقد حاول التمدد في اتجاهات كثيرة· تحدث عن عالم يتغير، ويتجه أكثر فأكثر نحو صدام الحضارات، وصدام الثقافات، وحتى صدام الديانات· ويعتبر ''ليبرمان'' أن إسرائيل أكثر قابلية للاختراق والتحلل· يعدد الأسباب لكي يبرر السياسات ''التطهيرية'' حيال الفلسطينيين (وهذه فكرة من التركة السوفيتية)· الموسيقى الانتخابية بعبارة أخرى، إن الرجل يمثل رؤية معينة تجد صداها حتى لدى المثقفين· في اللقاءات الانتخابية، كان عازفون روس بارعون، بل ومميزون، يقدمون مقطوعات لـ ''تشايكوفسكي'' (بحيرة البجع) و''سترافنسكي'' (عصفور النار)، ولـ ''هايندال'' (إسرائيل في مصر) وغيرها وغيرها·· الحاخامات يصفقون له، وإن كانت سمعتهم ليست دائماً على ما يرام، إن بسبب ارتباكاتهم مثلما حصل أخيراً للحاخام الأكبر لدى الاشكناز ''يونامتسجر'' الذي احتال في أحد الفنادق ليحصل على تعرفة مخفضة، وقبل ذلك في يناير الفائت اعتقل الحاخام الأكبر للسفارديم (اليهود الشرقيين) نجل ''شلومو عمار''، أو بسبب فتاواهم العجيبة· ففي مارس الماضي أفتى الحاخام الأكبر السابق للسفارديم ''موردخاي الياهو'' بقطع ساق أو ذراع الدمى التي يلهو بها الأطفال لتفادي وقوعهم في جاذبية الصهيونية· لم يتوقف عند هذا، بل قال باقتلاع عين أو بقطع أذن الدمية التي على شكل حيوان· حتى ان حاخاماً أكبر سابقاً دعا اليهود في الصيف المنصرم إلى عدم تناول ''الحمص بطحينة'' لأن من الصعب التأكد ما إذا كانت صنعت بأيد يهودية، وهناك حاخام افتى بتحريم الشعر الاصطناعي الوارد من الهند بحجة أن الهندوس يعبدون الأصنام· لم يلق صراخ المستوردين صدى، فالنسوة المتدينات بادرن إلى تبديل شعرهن، علماً بأنه يحرم على النساء المتزوجات (المتدينات) بطبيعة الحال إظهار شعرهن، إذ عليهن استخدام الشعر المستعار، فيما يتداوى الكثير من النساء لدى الحاخامات، وحين يزرن الطبيب يطلبن الدواء الذي وصفه الحاخام· حاخامات كثيرون وجدوا في ''أفيجدور ليبرمان'' الرجل الذي يحررنا من الأفاعي''· مأخذهم عليه انه يريد مقايضة أرض بأرض· بالنسبة إليهم·· هذه كلها أرض إسرائيل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©