الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ليبي يستقيل في قمة التوهج

27 يوليو 2006 02:11
إعداد: مكاوي الخليفة المشاركة في المونديال حلم تسعى كافة الفرق واللاعبين والمدربين لتحقيقه ولكن يبدو أن هذه الأمنية لم تعد نعمة كما يعتقد الكثيرون، بل أن تداعياتها أصبحت نقمة أو بالأحرى ما يمكن وصفه بلعنة المونديال والتي ألمت مؤخرا بعدد من مدربي المنتخبات المشاركة في البطولة حيث لم يكد يمضي سوى أسبوع واحد فقط على انتهاء بطولة كأس العالم في ألمانيا حتى شهدت الساحة الكروية العالمية موجة استقالات وإقالات لعدد من المدربين الذين شاركت منتخباتهم في النهائيات شملت القارات الأربع دون استثناء وكان لأوروبا وأميركا الجنوبية نصيب الأسد· ولم تقتصر الاستقالات على المنتخبات التي خرجت من الدور الأول أو مرحلة المجموعات بل شملت أيضاً منتخب إيطاليا الفائز بالبطولة ومنتخب ألمانيا صاحب المركز الثالث· استقالة مارسيلو ليبي مدرب إيطاليا كانت متوقعة وأعرب الكثيرون عن اعتقادهم بأنها كانت منطقية وأنه اختار التوقيت المناسب لذلك وهو في أوج مجده ولم يتبق له شيء ليحققه بعد الفوز بكأس العالم مع الأزوري إلى جانب حصد بطولة دوري أبطال أوروبا وكأس القارات للأندية وبطولة الكالشيو عدة مرات مع ناديه الأسبق يوفنتوس· ولم يعرف بعد ما إذا كان سيعود مجدداً للتدريب على مستوى الأندية سواء في إيطاليا أو خارج الحدود مع أحد أندية النخبة الأوروبية· وكان ليبي مدرب يوفنتوس السابق قد تولى مهمة تدريب المنتخب الإيطالي في عام 2004 خلفاً للمدرب المخضرم جيوفاني تراباتوني بعد تجربة فاشلة في نهائيات بطولة الأمم الأوروبية 2004 في البرتغال· وقد نجح ليبي في إعادة الثقة للاعبين وتأهيل الفريق وتجديد دمائه بالعديد من العناصر الشابة وقادهم للتأهل لكأس العالم والعودة لمنصات التتويج بعد طول غياب امتد حوالي ربع قرن منذ العام 1982 والفوز بالبطولة للمرة الرابعة في تاريخ الكرة الإيطالية· وخلال فترة العامين التي تولى فيهما تدريب الفريق خاض المنتخب الآزوري 29 مباراة دولية فاز في 18 منها (بما في ذلك مباراتهم أمام فرنسا في نهائي كأس العالم التي انتهت بالفوز 5/4 بضربات الجزاء الترجيحية) وتعادل في 9 وخسر مرتين فقط الأولى في بداية مشواره مع المنتخب بنتيجة 0/2أمام أيسلندا والثانية بهدف يتيم أمام سلوفينيا في عام ·2004 ورشحت معظم الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية أربعة مدربين لخلافة ليبي وهم روبرتو دونادوني الذي تمت إقالته من تدريب فريق ليفورنو في فبراير الماضي إثر تفاقم خلافاته مع رئيس النادي، والبرتو زاكروني، وكلاوديو جنتيلي مدرب منتخب الشباب تحت 21 سنة، وجينالوكا فيالي نجم سمبدوريا ويوفنتوس ومدرب تشيلسي الإنجليزي الأسبق، إلا أن اتحاد الكرة الإيطالي اختار دونادوني الذي ورث عبئاً ثقيلاً حيث يتعين عليه قيادة بطل العالم للتأهل لنهائيات الأمم الأوروبية لعام 2008 دون أن تكون لديه خبرة تدريبية سابقة على مستوى المنتخبات كما أن خبرته على مستوى الأندية لم تتجاوز ليفورنو الصاعد قبل عامين للدرجة الأولى· وتعتبر مباراة الآزوري الدولية الودية أمام كرواتيا في 16 أغسطس المقبل أول اختبار حقيقي لدونادوني الذي سيخوض أول مباراة في التصفيات أمام ليتوانيا في 2 سبتمبر· استقالة كلينسمان مفاجئة وعلى غرار ليبي لم تكن استقالة مدرب المانشافت يورجن كلينسمان أيضاً مفاجئة للأوساط الكروية الألمانية حيث أنه صرح في أكثر من مرة عن نيته الرحيل بعد انتهاء البطولة والعودة إلى الولايات المتحدة للبقاء مع أسرته· وعلى الرغم من حملة الانتقادات التي تعرض لها كلينسمان في بداية مشواره التدريبي والهزائم التي تعرض لها المنتخب في المباريات التجريبية الإعدادية قبل بطولة كأس العالم إلا أنه سرعان ما اكتسب تقدير واحترام الشعب الألماني بعد النتائج الجيدة والعروض القوية التي قدمها المنتخب خلال البطولة واحتلاله المركز الثالث على الرغم من أن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن يتجاوز مرحلة ربع النهائي· وكان كلينسمان قد أدخل العديد من التغييرات على طريقة أداء الفريق واتبع نهجا هجوميا جديدا واعتبر البعض اختيار لوف خلفا له تأكيدا من المسؤولين في اتحاد الكرة الألماني لثقتهم وقناعتهم بفائدة وجدوى هذه التغييرات والوسائل التدريبية الحديثة وضرورة المحافظة عليها مستقبلاً· ولكن السؤال المطروح هل سينجح لوف في المحافظة على الزخم والروح الجديدة للمنتخب الألماني خلال التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية 2008 في الخريف المقبل؟ للإجابة على هذا السؤال التقى موقع بي بي سبورت الصحفي بول تشابمان الذي ظل يغطي الكرة الألمانية لأكثر من 30 عاماً والذي أعرب في مستهل حديثه عن اعتقاده بأن الفترة الانتقالية ما بين رحيل كلينسمان وتولي لوف مهمة تدريب الماكينات سوف تنساب بشكل هادئ وأن لوف هو الرجل المناسب للمهمة، وأضاف ''من الواضح أن اختيار يواكيم لا يعني بالضرورة بداية عصر جديد من الكرة الألمانية بل سيكون امتداداً لعصر كلينسمان الذي أحدث ثورة في طريقة اللعب الألمانية، كما أن لوف عمل إلى جانبه طيلة العامين الماضيين ويعرف اللاعبين جيداً وهم نخبة من الشباب القادرين على الاستمرار وفقاً للنظام الجديد، ولذلك لا يتوقع أن تشهد التشكيلة أي تغييرات جذرية وستكون هي نفسها التي ستشارك في تصفيات الأمم الأوروبية''· غير أن تشابمان يعتقد بأن ألمانيا ستواجه صعوبة بالغة في المجموعة التي ستلعب ضمنها في التصفيات الأوروبية والتي تضم منتخبات قوية مثل جمهورية التشيك، جمهورية أيرلندا وويلز، ولن يكون الطريق معبداً أمامها للتأهل إلى النهائيات الأوروبية في عام 2008 في سويسرا والنمسا· وقال إن هناك العديد من الأسباب التي دفعت كلينسمان للاستقالة ولكن السبب الرئيسي يكمن في عدم ثقته بإمكانية الفوز بالبطولة الأوروبية خاصة وأن الفريق سوف يفتقد عاملي الجمهور والأرض اللذين توفرا له في نهائيات كأس العالم وشكلا قوة دفع معنوية هائلة لتحقيق النتائج الجيدة التي أحرزها الفريق· وفي نبرة تشاؤمية قال تشابمان إنه لا يعتقد بأن التفاؤل الرائع الذي كان سائداً في ألمانيا خلال الأسابيع القليلة الماضية سوف يستمر ويتواصل لفترة طويلة، ولكن لابد من أن يكون هنالك بعض التفاؤل على الأقل مما قد يشكل قوة دفع للفريق لتجاوز مرحلة التصفيات خاصة وأن الفريق ما زال شاباً ويمكن أن يتحسن ويتطور بمرور الوقت· إلى ذلك عزت بعض الصحف أسباب استقالة كلينسمان إلى رغبته في التواجد مع أسرته وقضاء أكبر وقت ممكن معها، ومعروف أن كلينمسان يقيم مع زوجته الأميركية الجنسية وطفليه في ولاية كاليفورنيا على بعد ستة آلاف ميل من مسقط رأسه في شتوتغارت منذ اعتزاله اللعب نهائياً في أواخر التسعينات· وكان يضطر للسفر مرتين شهرياً إلى ألمانيا في رحلة تستغرق إحدى عشرة ساعة بالطائرة عبر المحيط الأطلنطي، علاوة على الإجهاد وإرهاق السفر وفارق التوقيت الذي يقدر بعدة ساعات بين أوروبا والغرب الأميركي، وكان يلجأ في كثير من الأحيان لإدارة شؤون المنتخب عبر الهاتف، أو البريد الإلكتروني، أو إصدار تعليماته ومناقشة اللاعبين عبر الأقمار الصناعية خاصة بعد أن حولت تقنيات الاتصال الحديثة العالم إلى قرية صغيرة· والآن فقد حان دوره بعد انتهاء مهمته في التواجد مع أسرته وتنفيذ خططه ومشروعاته في تنشئة طفليه في هدوء تام بعيداً عن الأضواء ومصوري الباباراتزي· إلا أن بعض التقارير الصحفية تكهنت باحتمال توليه مهمة تدريب منتخب الولايات المتحدة الأميركية لكرة القدم خلفاً للمدرب بروس ارينا· أما مدرب المنتخب الإنجليزي السويدي الجنسية سفين جوران اريكسون فقد انتهى تعاقده مع المنتخب بانتهاء البطولة ولم تكن جراء العروض المخيبة للآمال التي قدمها المنتخب أو الحملات الصحفية الشديدة اللهجة التي شنتها عليه الصحافة ووسائل الإعلام الإنجليزية، وقد خلفه في منصبه مساعده ستيفن ماكلارين مدرب فريق ميدلسبره السابق· بتروفيتش الأسوأ وتضم قائمة ضحايا لعنة المونديال مدرب صربيا والجبل الأسود إيليا بتروفيتش الذي غادر المنتخب بنهاية عقده أيضاً بعد أن قدم المنتخب أسوأ عروضه على الإطلاق في النهائيات وخرج من الدور الأول بدون أية نقطة وتعرض لهزيمة قاسية بسداسية نظيفة أمام الأرجنتين· ولكن مع ذلك يحسب لبتروفيتش قيادته صربيا والجبل الأسود للتأهل للنهائيات وتصدر مجموعته التي ضمت أيضاً إسبانيا ولم يتلق مرماه سوى هدف واحد فقط· وتعزى نتائج صربيا والجبل الأسود المخيبة للآمال لعدة أسباب منها التشكيلة الخاطئة والمشاكل التي ورط المدرب فيها نفسه حينما قام بضم ابنه دوسان إلى التشكلية خلفاً للمهاجم الشاب ميركو فوشينيتش الذي اعتذر بداعي الإصابة، إلا أنه وإزاء الانتقادات التي وجهت لوالده في الصحافة الصربية فضل عدم السفر مع المنتخب الذي اضطر للمشاركة في المونديال وهو ناقص العدد، بالإضافة إلى النكسة التي تعرض لها الفريق بفقدان قلب الدفاع نيمانجا فيديتش بداعي الإصابة بعد تعرضه لتمزق في الرباط الصليبي في التدريبات الإعدادية، بالإضافة إلى طرد نجمه كيزمان في المباراة الأولى أمام هولندا· وكان اتحاد الكرة الصربي قرر الأسبوع الماضي تعيين المدرب الإسباني خافيير كليمنتي خلفاً لبتروفيتش الذي تعهد في أول تصريح له بإحياء السمعة الجيدة للكرة الصربية· تغييرات لاتينية وفي الشطر الجنوبي من الكرة الأرضية وفور انتهاء بطولة كأس العالم شهدت منتخبات أميركا الجنوبية تغييرات هائلة في أجهزتها التدريبية خاصة القوتين العظميين البرازيل والأرجنتين اللذين كان يتوقع الكثيرون أن يلتقيا في المباراة النهائية في 9 يوليو في إستاد برلين، إلا أنهما خرجا من دور الثمانية أمام ألمانيا وفرنسا مما جعل نصف النهائي أوروبياً بحتاً، وأثار ذلك الكثير من التساؤلات حول الأزمة التي تمر بها الكرة اللآتينية وتراجعها في السنوات الأخيرة أمام نظيرتها الأوروبية· وشملت قائمة المغادرين كلاً من مدرب الأرجنتين خوسيه بيكرمان ومدرب البرازيل كارلوس البرتو بيريرا· وكان كلاهما قد تعرض لانتقادات شديدة بسبب التشكيلة التي خاض بها كل منهما المنافسة· بيكرمان الذي كان أول المستقيلين فور خسارته أمام ألمانيا وخروجه من المنافسة ارتكب خطأ فادحاً في تلك المباراة حيث قام بإخراج خوان ريكيلمي وكريسبو ولم يشرك ليونيل ميسي وخرج بضربات الجزاء الترجيحية· وأجرى اتحاد كرة القدم الأرجنتيني اتصالاً بمدرب بوكا جونيورز الفيو باسيلي الذي قاد منتخب التانجو بنجاح في 33 مباراة دون أية خسارة خلال الفترة 1991-1994 لتولي تدريب المنتخب خلفاً لبيكرمان· أما كارلوس البرتو بيريرا فقد أخطأ أيضاً في التشكيلة أمام فرنسا وكان أداء الفريق غير مقنع منذ بداية البطولة· وكان بيريرا قد تولى تدريب منتخب السامبا ثلاث مرات الأولى في عامي 1983/،1984 والثانية في مطلع التسعينات وحقق معه الفوز ببطولة كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة ثم في مونديال ألمانيا 2006 وقد تلقى بيريرا مؤخراً عرضاً من جنوب أفريقيا الدولة المضيفة لمونديال 2010 لتدريب منتخب الأولاد ''بافانا بافانا'' وتجهيزه للبطولة إلا أنه لم يتخذ قراره النهائي بعد في انتظار بدء المفاوضات الخاصة بذلك في أغسطس المقبل حسب ما ورد في الأخبار· وعلى الرغم من أن الصحافة البرازيلية كانت تعتبر باولو اوتوري مدرب ساو بولو أقوى المرشحين لخلافته إلا أن الاتحاد البرازيلي اختار قائد المنتخب الأسبق والفائز بكأس العالم 1994 دينجا مدرباً لفرقة السامبا دون أن تكون لديه خبرة تدريبية سابقة على مستوى المنتخبات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©