السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يمين الطلاق ليس لعبة

28 يوليو 2006 00:34
محمد: أود أن أدعوك اليوم الى مأدبة العشاء في بيتي· سيف: لن أستطيع ذلك يا محمد، فلدي التزامات عديدة مرتبط بها· محمد: على زوجتي يمين الطلاق، إذا لم تأت الى مأدبتي، وتحضر عشائي· سيف: أعوذ بالله يا رجل، طلاق!! لا لا الموضوع حسم، لا حول ولا قوة إلا بالله، حاضر ياسيدي الفاضل، سآتي مأدبتك، ولا أن تطلق زوجتك! كم من حوار عقيم كهذا نشهده يومياً؟ للأسف الإجابة تتلخص بكلمة ''وايد''، فالكثير من الرجال الجاهلين وللأسف يحلفون يمين الطلاق، ويجعلون كلمة الطلاق على لسانهم، من أجل استقطاب عطف الناس لتأدية ما يريدونه، وحتى إن كانت النية صافية، والإخلاص كبيرا والوفاء ظاهرا وبارزا بين الرجال لوفائهم في بعض المواقف، إلا أن يمين الطلاق ليس لعبة في أيديهم ولا على ألسنتهم، ليرموا ويحلفوا بغير الله في كل وقت وفي كل مكان! مثل هذا الجهل للأسف طالنا، وتغلغل في بعض بيوتنا وعلى ألسنة بعض رجالنا، فهذا يحلف بطلاق زوجته إذا صديقه لم يحقق ما يريده، والآخر يحلف بطلاق زوجته إن لم تنته معاملته في إحدى الدوائر الحكومية، وهكذا يستمر الموال، لتكون النتيجة أيماناً بالمجان، وقد يصل فيه بالفعل الطلاق في حالة عدم استجابة الطرف الثاني لطلب الطرف الآخر، والزوجة المسكينة هنا بالفعل مسكينة، فليس لها ذنب في أي شيء يحدث من حولها، سوى أنها تكون زوجة من رمي يمين الطلاق! مثل هذه الظاهرة المتفشية على ألسنة الرجال دمرت بيوتاً، وأجبرت أشخاصاً على فعل أشياء لا يودون فعلها، وضغطت على أناس آخرين للقيام بإرضاء من رمى يمين الطلاق، وقد تكون مثل هذه الأمور فوق طاقتهم، وقد تتسبب في ضياع مصالحهم الخاصة وإثارة المشاكل لهم، وقبل كل هذا لا ننسى بأن المرأة ليست كرة قدم تتحرك بيد لاعبها، فمهما كانت الطاعة والولاية وأولي الأمر للرجل، هذا لا يعني أن تكون سلعة رخيصة على لسان الرجل، يرمي عليها يمين الطلاق متى ما أراد، ويرجعها الى بيته كيفما يريد، فللمرأة حقوق، نصها دستور ديننا الإسلامي القرآن الكريم في قرآنه الحنيف، ومثل هذا التصرف لا يرضي ديننا قبل ألا يرضي عاداتنا وتقاليدنا، فكل شيء عند الله بمقدار، ولا يجوز التلاعب بالمرأة وبيمين الطلاق والزواج! مسك الختام: أذكر جميع الرجال بقوله تعالى ''ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد''، وكلمة الطلاق ليست كلمة هينة، فهذه الكلمة دمرت أمما وأسرا وهدمت مجتمعات، فلا نريد أن نكون من ضمن المجتمعات التي ينتشر بين ردهاتها مثل هذه التصرفات الطفولية، والحمد لله أن هذه العادة ليست بالكثير من بيننا، إلا أن هؤلاء القليلون قد يعكرون صفو مجتمعنا، فالسمكة القذرة تنشر قذارتها وبسهولة بين جميـــع الأسماك حتى تصير مثلها· لذا أتمنى أن تتفتح عيوننا على مثل هذه الأمور، وأن نكون حمامة سلام نأمر من نراه يتفوه بمثل هذه التفاهات بالمعروف، وننهاه عن التصرف والتحدث بمثل هذا الكلام الذي لا يرضي الرحمن ولا يرضي خلق الله في الأرض، وكلنا على ثقة بأن نقضي هذه المشكلة من جذورها، لنحافظ على مجتمع نظيف يحترم المرأة، ولا يلعب على حبلي الطلاق والزواج! ريا المحمودي رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©