الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيخ محمود عاشور: «المسلمون والآخر وفاق أم شقاق»

الشيخ محمود عاشور: «المسلمون والآخر وفاق أم شقاق»
11 يوليو 2015 19:50
حسام محمد (القاهرة) هو واحد من الذين اهتموا بمفهوم صراع الحضارات مطالباً بسيادة مفهوم حوار أتباع الأديان السماوية والتعايش السلمي بين الناس جميعاً، وأيضاً هو واحد من الذين ينادون بضرورة بذل كل الجهود للتقريب بين المذاهب الإسلامية لإيجاد مساحة مشتركة بين المسلمين جميعاً، هو الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة. التسامح والتعايش يقول الشيخ عاشور إن من أهم الكتب التي استوقفته في الفترة الأخيرة كتاب «المسلمون والآخر وفاق أم شقاق» للكاتب والمفكر الإسلامي الدكتور يحيى وزيري، والذي حرص من خلال كتابه على تقديم محاولة جادة لإبراز الصورة الحقيقية لتعاليم الإسلام بخصوص موقفه من الآخر، حيث يؤكد أن العلاقة بين المسلم والآخر سواء في الدين أو العقيدة تتأسس على مبدأ التسامح والتعايش السلمي مع الآخرين وأن الوفاق والحوار - لا الصراع أو الصدام - هو منطلق تعامل المسلمين مع الآخرين في كل زمان ومكان. حكم عديدة يضيف: الكتاب يتضمن ثلاثة فصول، الأول بعنوان «التفكير في الآخر بين القبول والرفض»، والثاني بعنوان «جماليات التعامل مع الآخر في ظل تعاليم الإسلام»، والثالث بعنوان «مدخل لإرساء مبدأ الوفاق والحوار مع الآخر»، وفي الفصل الأول وكما هو ظاهر من العنوان يتناول المؤلف حقيقة العلاقة بين كل قومية والآخر بالنسبة لها، حيث يقدم لنا تعريف الآخر مصنفاً إياه بأنه قد يكون آخر في النوع أو في التصنيف الإيماني أو في الدين أو العقيدة أو المذهب.. إلخ ثم يشير إلى أنه يناقش الآخر بالنسبة للمسلمين مشيراً إلى أن المسلمين ينطلقون في تعاملهم مع الآخر من قوله تعالى: (ولَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً ولا يَزَالُونَ مختلفين)، «سورة هود: الآية 118»، وأن الله تعالى له حكم عديدة في خلق الناس مختلفين أولها التأكيد على تنوع القدرة الإلهية وحتى يتعارف الناس ويتبادلوا الفكر والمعرفة وأن موقف المسلمين من غيرهم المختلفين معهم ينبع من التزامهم بتعاليم وشرائع الإسلام، ثم مبدأ الحرية بعد عرض مبادئ الإسلام على الآخر ثم على المبدأ الإلهي: «لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ». أهل الكتاب ثم يوضح المؤلف موقف المسلمين من أهل الكتاب، حيث يقول إن أهل الكتاب مصطلح أو مسمى أطلق على اليهود والنصارى، وهم لا يعترفون بنبوة سيدنا محمد أو أنه رسول يوحى إليه من الله فاليهود جحدوا الإسلام، كما جحدوا رسالته، وهم يعلمون الحق ويكتمونه، أما النصارى فلم يعترفوا بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من الخلافات بين المسلمين وأهل الكتاب بقسميهما، وعدم اعتراف اليهود والنصارى بالإسلام، إلا أن آيات القرآن لم تضع أهل الكتاب كلهم في سلة واحدة، بل أوضحت أنهم ليسوا سواء، فمنهم جماعة مستقيمة على أمر الله تعالى الذي قال: (لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وهُمْ يَسْجُدُونَ)، «سورة آل عمران: الآية 113». الصور البديعية وفي الفصل الثاني يتناول المؤلف كيفية تعامل المسلمين مع الآخر معددا الصور البديعة التي قدمها القرآن وهو يتناول الحديث عن الآخر وضرورة المساواة بينه وبين المسلم في كثير من الأمور الدنيوية، حيث يعرض لجماليات التعامل مع الآخر، ويتجلى ذلك في حقوق غير المسلمين في البلاد المسلمة، ومن أهم تلك الحقوق المساواة في القصاص بين المسلم وغير المسلم فالنفس واحدة وقتلها جريمة تستوجب القصاص سواء كان القتيل مسلماً أو غير مسلم كذلك وفر الإسلام الحماية لأعراض غير المسلمين ولم يبح النيل منها، ووفر لغير المسلمين حرية التعامل وفقاً لشرائعهم داخل المجتمعات الإسلامية وحرية ممارسة شعائرهم الدينية وحتى في المواريث منحهم الإسلام حقوقهم كاملة. يختتم المؤلف موضوع كتابه، ذاكرا أن قبول المسلمين للآخر وبصفة عامة متمثلا في الغرب والتسامح معه، موقف ثابت ولم يتغير، أكد عليه العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، كما تشهد بذلك العهود والمواثيق التي ألزم المسلمون بها أنفسهم مع أهل البلاد المفتوحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©