الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أحلام الصيف».. «كابوس الخريف» !

«أحلام الصيف».. «كابوس الخريف» !
4 أكتوبر 2018 00:29

منير رحومة (دبي)

بين الأحلام الجميلة والطموحات الكبيرة، انتظرت جماهير الأندية المرشحة للمنافسة على لقب دوري الخليج العربي، انطلاقة الموسم الجديد، وتوقعت مشاهدة بداية قوية لفرقها، وعروضاً فنية ممتعة، ونتائج إيجابية تترجم الأهداف التي تم رسمها على أرض الواقع من أجل الوصول إلى منصة التتويج.
وبعد «ضجيج» أخبار الصفقات المدوية، والتعاقدات التي شغلت الشارع الرياضي خلال الانتقالات الصيفية، سواء على مستوى ضم نجوم كبار من اللاعبين المواطنين، أو التعاقد مع أسماء كبيرة من الأجانب أصحاب المهارات والفنيات، انصبت الترشيحات لمصلحة بعض الأندية التي خطفت الأضواء خلال مرحلة الإعداد، ولفتت الأنظار بتحضيراتها الجدية، وتصريحات مسؤوليها بنيتهم في المنافسة على الألقاب والبطولات، إلا أن المشهد الأول لدورينا في الجولات الأربع السابقة خيب التوقعات، وأحبط بعض الجماهير، خاصة بالنسبة للفرق التي وضعت على قائمة المرشحين للمنافسة أمثال النصر وشباب الأهلي والوصل.
وبعد 4 جولات فقط من انطلاقة دوري الخليج العربي، ودخول الأندية أجواء المنافسات، سرعان ما تحولت أحلام الصيف إلى كوابيس حقيقية في الخريف، حيث تعيش الفرق التي كانت مرشحة للمنافسة على درع الدوري، انطلاقة متعثرة، وبداية مهزوزة قدمت خلالها صورة سلبية، وحيرت الجماهير عن مصيرها في بقية المشوار.
وفي الوقت الذي احتل فيه النصر صدارة الترشيحات الصيفية، وشغل الناس بأخبار صفقاته الكثيرة، سواء على مستوى اللاعبين المواطنين أو الأجانب، كانت المحصلة حتى الآن صفراً، سواء على مستوى النتائج والنقاط أو على مستوى الأداء وطريقة اللعب، محتلاً المركز الأخير في وضعية غريبة وغير مألوفة لفريق يملك كل مؤهلات المنافسة، ونفس الأمر بالنسبة لشباب الأهلي دبي، الذي يضم كوكبة من أفضل اللاعبين الدوليين على مستوى المواطنين وأجرى تعاقدات كبيرة في الصيف وغير الجهاز الفني، لكن الصورة لازالت باهتة بتكبده ثلاث هزائم في أربع جولات فقط، محيراً جماهيره بعدم قدرته على تحقيق الأهداف التي تم رسمها لهذا الكيان الجديد.
ولا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة للوصل الذي عاش في الموسم الماضي أفضل انطلاقاته، وكان في مقدمة جدول الترتيب، بينما يتواجد حالياً في المركز السادس خارج مربع الصدارة، ولم ينجح في تحقيق الانطلاقة القوية التي تبعث التفاؤل في صفوف جماهيره بقدرته على المنافسة على اللقب.
وعن وضع هذه الفرق الكبرى التي كانت مرشحة للمنافسة على لقب الدوري، وأسباب بداياتها المتعثرة، وتحول أحلام جماهيرها الى «كابوس» تحدث اثنان من اللاعبين القدامى أصحاب الخبرة الفنية والتجربة الإدارية عن نظرتهم للعوامل السلبية التي تعرقل المسيرة، بفضل معرفتهم بكواليس ما يحصل في هذه الفرق الكبرى.
وأشار حسن علي لاعب المنتخب ونادي الشباب سابقاً، إلى أن تعثر الأندية الكبرى المرشحة بقوة للمنافسة على لقب الدوري، يكشف حقيقة الوضع الذي تعيشه هذه الفرق، والإعداد السيئ والعمل غير الدقيق، مؤكداً أن البداية غير مبشرة، وتنذر بتدهور الوضع أكثر إذا استمر الحال على ما هو عليه.
وأضاف: الفرق التي تملك كل الإمكانات المادية والبشرية، وتلقى الدعم القوي مثل أندية النصر وشباب الأهلي لا يمكن تبرير وضعها الحالي، سوى بغياب أهل الاختصاص من اللاعبين القدامى والفنيين الذين يعرفون تفاصيل اللعبة، ويملكون القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة وخدمة الفريق.
وشدد على غياب المختصين يفسح المجال أمام دخلاء عن الكرة لاتخاذ قرارات غير صائبة، خاصة في اختيار اللاعبين المواطنين والأجانب، والتعاقد مع الجهاز الفني، مما يكبد النادي خسائر كبيرة، وتكون نتائجه سلبية على مستوى المنافسة.
وأكد أن نجاح تجربة الشارقة بتواجد نخبة من اللاعبين القدامى في شركة الكرة والفريق الأول والجهاز الفني دليل على أهمية منح الفرصة لأهل الاختصاص من أجل العمل وإفادة الفريق لأنهم لا يفكرون سوى في مصلحة النادي بالدرجة الأولى، ورد الجميل للفريق الذي لعبوا في صفوفه.
وحذر حسن علي من أن الانطلاقة السلبية لهذه الفرق مؤشر سلبي، يؤكد وجود مشاكل إدارية حقيقية تؤثر في مسيرة الفريق.
واعترف إسماعيل راشد لاعب المنتخب ونادي الوصل سابقاً، بأن الأخطاء الإدارية في الأندية الكبرى تظهر جلياً في المستويات المتواضعة التي تقدمها هذه الفرق في دوري الخليج العربي، وذلك بسبب سوء اختيار اللاعبين، وعدم الفهم في الجوانب الفنية، التي تتعلق باحتياجات الفريق، سواء على مستوى التعاقد مع مدرب يتماشى مع الإمكانات الموجودة، أو أجانب يقدمون الإضافة.
وأضاف أن الصورة التي ظهرت بها الفرق المرشحة للمنافسة على الألقاب في بداية الموسم مثل النصر وشباب الأهلي والوصل، بعيدة كل البعد عن طموحات الجماهير وانتظار الشارع الرياضي، خاصة وأن إدارات الأندية الكبرى وجدت كل الظروف المواتية للعمل.
وأشار إلى أن النصر لم يستفد من صفقات اللاعبين الأجانب الذين يعتبرون 70? من قوة أي فريق بالدوري، بالإضافة إلى أن شباب الأهلي لا يزال يعاني من مشاكل في إدارة شؤونه الفنية، سواء في اختيار اللاعبين أو الأجهزة الفنية، إلى جانب الوصل الذي تراجع بشكل واضح في مستواه، خاصة بعد هبوط أداء أجانبه.
وشدد إسماعيل راشد على أن العمل الإداري أساس نجاح الفرق لأن الاختيارات الصائبة تضع الفريق على سكة المنافسة، وتمهد الطريق للاعبين من أجل الوصول إلى منصات التتويج، بينما الإدارة التي لا تملك المؤهلات الفنية والخبرة الكروية، فالأكيد أن اختياراتها ستكون معرقلة لمسيرة الفريق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©