الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتهاء شهر العسل بين ميركل ومجتمع الصناعة

28 يوليو 2006 00:43
برلين -د ب أ: رغم مرور أقل من عام على تولي المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل السلطة على رأس حكومة ائتلافية موسعة تضم الحزبين الكبيرين في ألمانيا وهما المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه والاشتراكي الديمقراطي المنافس الرئيسي له فإن العلاقة بينها وبين مجتمع الصناعة والأعمال أصبحت سيئة للغاية· ففي بداية حكم ميركل كان التفاؤل هو سيد الموقف بالنسبة لمجتمع المال والاعمال بشكل عام في ألمانيا حيث انتظر الجميع مضي المستشارة ميركل قدماً في طريق الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الرامية إلى إخراج الاقتصاد الألماني من دائرة الركود أو النمو البطيء· ولكن تردد الحكومة الالمانية في إجراء أي إصلاحات جذرية أصاب مجتمع الاعمال والصناعة بخيبة أمل كبيرة الأمر الذي أدى إلى تزايد الفجوة بين الجانبين· ويمثل قرار نوربرت رويتجين أحد أقرب حلفاء ميركل بالتنحي عن منصبه الرفيع في اتحاد الصناعة الألماني وهو المظلة التي تضم عشرات الالاف من الشركات الصناعية الالمانية مؤشرا قويا على الانقسام الحالي بين حكومة ميركل ومجتمع المال والاعمال· وبصورة أكثر تحديدا فإن انسحاب رويتجين من اتحاد الصناعة الالماني يثير العديد من الاسئلة بشأن مستقبل رئيس الاتحاد يورجن تومان الذي كان من أقوى المدافعين عن تولي رويتجين المنصب الرفيع في يناير الماضي مع الاحتفاظ بمقعده في البرلمان الألماني حتى موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة عام ·2009 ومع تزايد الانتقادات التي وجهت إلى تومان بسبب موقفه في قضية رويتجين اضطر الرجل إلى التحرك لقطع الطريق على التهكنات بشأن استقالته من رئاسة اتحاد الصناعة الألمانية· وبعد قرار رويتجين التنحي عن منصبه في اتحاد الصناعة الألماني من أجل الاحتفاظ بمقعده في البرلمان ستتجه الانظار إلى سياسي بارز آخر في الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تقوده ميركل وهو راينهارد جويهنر الذي يشغل مقعداً في البرلمان وفي الوقت نفسه يتولى منصبا رفيعا في إحدى المؤسسات التي تمثل مصالح جهات معينة· وكانت أصوات عديدة قد طالبت رويتجين باختيار أحد المنصبين حتى لا يظهر تعارض في المصالح بين وجوده في البرلمان الألماني وعمله في اتحاد الصناعة وهو جماعة مصالح تدافع عن الشركات الصناعية الألمانية· أما جويهنر فهو يشغل منصب المدير العام في اتحاد أصحاب العمل الألماني· وهو يصر على عدم وجود أي مبرر لكي يترك أياً من المنصبين ويقول إن وضعه الحالي يفترض أن يكون ميزة وليس عيباً وأنه على أعضاء البرلمان في ألمانيا أن تكون لهم أعمال في دنيا الصناعة· وهذه ليست المرة الأولى التي يثور فيها الجدل بشأن عمل أعضاء البرلمان الألماني في أعمال أخرى· وبالطبع فالأزمة التي تمر بها العلاقة بين ميركل ومجتمع المال والاعمال لا تقتصر على هذه النقطة وإنما الأخطر هو سياساتها الاقتصادية بشكل عام· فهناك حالة قلق بشأن تداعيات تطبيق الزيادة الجديدة في ضريبة القيمة المضافة (المبيعات) على نمو الاقتصاد الألماني· فقد قررت الحكومة الالمانية زيادة ضريبة القيمة المضافة من 16 إلى 19 في المئة بدءاً من أول يناير المقبل وهو ما يثير قلق المجتمع الاقتصادي في ألمانيا والمجتمع الألماني بشكل عام·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©