ساسي جبيل (أبوظبي)
كثير من الشعراء والكتاب تأخذهم مشاغل الحياة والمسؤوليات بعيداً عن الإبداع، لكنهم حين يؤوبون إلى أنفسهم يجدون أنهم في أمسّ الحاجة إلى خوض المغامرة الجميلة والتحليق على أجنحة الحرف والكلمة بعيداً عن كل ما هو مادي صرف.
ومحمد سعيد الضنحاني الشاعر والكاتب المسرحي الإماراتي واحد من هؤلاء الذي لم تأخذه مسؤولياته المختلفة من الكتابة، حيث يكتب وينشر باستمرار، لأنه ربما جبل على ذلك، ولأن الإبداع حالة خارج كل السياقات المعتادة، وشهر رمضان بالنسبة إليه ليس سوى فسحة روحية تهبه الكثير من الصفاء الذهني الذي يترك وراءه نصوصاً وأعمالاً أدبية مختلفة تترجم أفكاره. فللشهر الكريم عنده طعم خاص يتجلى في أنه ينظم وقته على وقع مختلف عن غيره من شهور العام، وهذا ما تعود عليه منذ سنوات، إذ يجد الوقت الكافي للأسرة وللقراءة والكتابة كما لم يجده من قبل. أما عن الأنشطة الثقافية الرمضانية، فيؤكد نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام أنها أصبحت خلال السنوات الأخيرة تقليداً جميلاً في إمارة الفجيرة التي قطعت خطوات هامة في هذا المجال من خلال الفاعليات الكبرى التي تستقطب المبدعين من الإمارات ومختلف أنحاء العالم خلال العام، ومن خلال التخطيط التأسيس لفاعليات وإنجازات ثقافية أخرى سترى النور قريباً، وسيكون لها الأثر الطيب على مستقبل الثقافة والإبداع في دولة الإمارات عموماً وإمارة الفجيرة بالخصوص.
ويرى الضنحاني أن رمضان الفجيرة هذا العام مناسبة للاحتفاء بالإنشاد الديني وكل ما هو روحي، وذلك بتوجيه من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة الذي يؤمن بأن الثقافة رافد من روافد التنمية ولا غنى عنه في كل المعادلات باعتبار أن المجتمع السليم هو المجتمع الذي يولي الثقافة الأهمية التي هي بها جديرة. وختم الشاعر «دردشته» مع الاتحاد بالقول: إننا اليوم في الإمارات نفتخر بما يتحقق من حظوة للإبداع ومن تكريم ودعم للمبدعين، وكل ذلك ينبع من الرؤية الاستشرافية لشيوخنا وحكامنا الذين لم يدخروا جهداً في رفد هذا الحقل المهم الذي من خلاله نتبين وعي المجتمع حاضراً ومستقبلاً.
عدد اليوم
