الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضرورة والإمكان

16 يوليو 2011 20:03
لكل إنسان برامج ذهنية يعمل وفقاً لها ويتفاعل مع المحيط والأمور بناءً عليها، ومن تلك البرامج “الضرورة والإمكان”. فالناس يستجيبون للاحتياجات ويتحركون لأجلها بناءً على دافع الإمكان والضرورة، وهذا التحرك هو دافع داخلي يحاكي الوضع الذي هم عليه. فالضرورة تعني أن الإنسان لا يعمل أمراً ولا يغير في شيء إلا عند الحاجة الملحة لذلك؛ ولذا نجد من صفات الشخص الذي يعمل بالضرورة أنه: يتحفز عند الحاجة لتحمل المسؤولية، وفي حالات الضغط والشدة. يتحفز في حالة وجوب فعل الشيء أو تركه. مستعد لأخذ كل ما يأتيه ويقبل بالموجود دون النظر أو التفكير بما هو ممكن أن يكون. يهتم بما هو معروف ومضمون ومأمون أكثر مما هو مجهول وغير مضمون “مثال: يسافر للدولة التي يعرفها فقط، ولا يشتري إلا البضاعة التي اشتراها من قبل، ولا يتعامل إلا مع محلات وأشخاص معينين”. ولا يحب المغامرة في الخيارات غير المعروفة. يكثر من استخدام الكلمات مثل: “من الضروري، يجب أن، أحتاج لهذا، ليس هناك خيار عندي غير هذا، لو كنت مكاني ما فعلت إلا هذا، إن لم أفعل كذا فلن أحقق هذا.. إلخ”. فإذا أردت التعامل معه فيفضل أن تأكد عليه الخطوات خطوة خطوة. كما يفضل أن تتأكد من فهمه للطريقة، وأكد عليه أنها دائماً تعمل هكذا وبهذا الأسلوب لكي يدرك أنها مهمة وضرورية. فأمثال هذا الشخص نجدهم دائماً يقومون بالأعمال والإنجازات وهي في حالة “المهم والمستعجل”، فقد لا يزور الطبيب إلا إذا ساءت حالته، ولا يهتم بجودة العمل وتطوير نفسه إلا إذا حدث ما يهدد استقراره الوظيفي، ولا يهتم بدراسة أبنائه إلا إذا وجدهم على حافة الرسوب، وقد تبقى العلاقة الزوجة جامدة دون تقدم إلا إذا حدثت مشكلة زوجية تضطره أن يأتي بما يجب لتفادي العواقب. أما “الإمكان”، فيعني عمل الإنسان في المتاح والاحتياط والبحث عن الوفرة في الأمور والأشياء. فمن صفات الشخص الذي يعمل بالإمكان أنه: يرغب في التعلم وتوسيع الخيارات والبدائل. محب للأمور التي لا يعرفها، ولما هو حاصل أو سيحصل في المستقبل. يحب تأخير اتخاذ القرار؛ لأنه يبحث عن حدوث أو وجود أمر ممكن أن يكون أفضل. يجد صعوبة في التعايش مع الروتين؛ لأنه لا يفضل طريقة محددة للعمل. يتحفز للتحديات والخيارات المفتوحة ويسعى لإيجاد إنجازات جديدة بغض النظر عن نجاح الإنجازات القديمة أم لا “قد تجد كثير من أهدافه لم تحقق بعد”. من كلماته المستخدمة: “قد، آمل، ربما، ممكن، احتمال، أريد بدائل، أريد أن أفعل كذا”. فإذا أردت التعامل معه عليك أن تأكد على الخيارات، وإخباره أن ما يفعله يزيد من فرصه وخياراته. عزيزي القارئ هناك من الناس من يعمل بالضرورة والإمكان معاً بنسب متفاوتة وفقاً لمعطيات الموقف. د.عبداللطيف العزعزي | dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©