تحرير الأمير (دبي)
ناقش المشاركون في المؤتمر والمعرض الدولي الرابع للحفاظ على التراث العمراني 2016 «التراث المستدام: رؤية عالمية، تجارب محلية»، تحديات التطور في المجالات العمرانية والتقنية من خلال التأكيد على أهمية تطبيق المفاهيم والمنهجيات الحديثة لمضمون الاستدامة عند التعامل مع المناطق الخارجية.
واطلع المشاركون على التجارب الناجحة والحلول الذكية في الحفاظ على الموروث الثقافي، وتبادل المعلومات والخبرات والمعارف بين المنظمات العالمية والإقليمية والمحلية المعنية بهذا الشأن.
وقالت المهندسة مي المزروع: «إن «مركز الحفاظ العمراني»الذي تم بدء العمل فيه منذ عام 2014، ويتم إنجازه في عام 2017، يشتمل على ثلاثة أقسام هي: «بيت الأنصاري»، الذي سيكون شاهداً حياً على أساليب العمارة التقليدية في الشارقة، و«مركز الحفاظ العمراني»، الذي سيتم فيه تدريب وتأهيل مهندسين مختصين في أساليب الحفاظ على التراث العمراني، والقسم الثالث هو«الملحق»، الذي يعرض أهم نماذج العمارة التقليدية القديمة في الإمارة».
ولفتت في ورقتها إلى جهود معهد الشارقة للتراث في عمليات الترميم والصيانة، وإعادة إحياء كثير من المناطق التراثية والمواقع والأبنية والبيوت التراثية التي تفتح الباب واسعاً أمام قصص وروايات وحكايات للتاريخ الاقتصادي والاجتماعي لتلك الأيام، التي نتعلم منها الكثير.
وعن بيت الأنصاري، قالت: إنه أقدم بيت في الشارقة، إذ أن عمره نحو 100 عام، لافته أنه يحتوي على «البارجيل الخشبي» وموقعه في المريجة بقلب الشارقة، كما أن المواد المستخدمة في الترميم أصلية وتحاكي المواد المستخدمة في تلك الفترة.
وأوضحت أن تكلفة مشروع بيت الأنصاري تقدر بـ 11 مليون درهم، وتم الانتهاء من 30% من عمليات الترميم، فيما من المتوقع افتتاح المشروع ليتحول إلى قاعة للعرض (متحف) في 2017.
وقالت: إن من المشاريع أيضاً «إعادة الأسواق وترميم الحصون في المدينة والمناطق التابعة للشارقة مثل: خورفكان والذيد وخور كلبا وفيلي»، بقصد إعادة الحياة إلى هذه الأماكن والحصن التاريخي.
البيت التقليدي بدبي
واستعرضت المهندسة منال محمود محمود حامد من إدارة التراث العمراني والآثار في بلدية دبي في ورقة بحثية بعنوان «الفناء الداخلي في البيت التقليدي في دبي»، العمارة التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة عامة، وفي دبي على وجه الخصوص، حيث تناولت، الفناء الداخلي، الذي يعتبر من العناصر المهمة في البيت التقليدي في دبي، وقد أظهر قدرة الأجيال السابقة على التكيف مع الظروف المحيطة، وكان له دور بارز في تشكيل ملامح البيت التقليدي، ويمكن اعتباره مثالاً على تمكنهم من تطبيق مبادئ مفهوم الاستدامة بصورة تلقائية، قبل انتشار التقنيات الحديثة وتزايد الاهتمام بموضوع التنمية المستدامة.
من جانبه، تناول البروفسور أحمد منصور حمادة أخصائي أول تخطيط عمراني بإدارة التخطيط للتراث العمراني التلقائي في قرية أبو الريش بأسوان، تجربة الزحف العمراني على قرية أبو الريش وتوثيقها خوفاً عليها من الانقراض والاندثار، بجانب ما تمثله من سجل ثقافي وتاريخي يعكس التطور الذي وصلت إليه الحضارات الإنسانية، وذلك من خلال دراسة ميدانية للمستجدات التي حدثت في قرية أبو الريش.
فيما ناقشت ورقة «أعمال ترميم وتوثيق مسجد أبو حجاج الأقصري» بمحافظة الأقصر«جمهورية مصر العربية»، وقدمها الدكتور منصور بريك من قسم الآثار بإدارة التراث العمراني والآثار بالبلدية، العناصر المعمارية الرئيسة للمسجد، حيث تم تسجيله كمبنى أثري بالمجلس الأعلى للآثار ثم تسجيله بقائمة التراث العالمي باليونيسكو عام 2010م. كما تطرق إلى أعمال الترميم المعماري.
عدد اليوم
