الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحيل «زناتي المسرح العربي» صبيحة ذكرى ميلاده

رحيل «زناتي المسرح العربي» صبيحة ذكرى ميلاده
1 أغسطس 2014 22:51
خورشيد حرفوش (أبوظبي) برحيل «زناتي المسرح العربي»، فقدت الساحة الفنية صباح أمس الجمعة واحداً من أبرز نجومها في عالم المسرح والسينما، الفنان سعيد صالح عن عمر يناهز 76 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض. من المفارقات اللافتة أن الفنان الفقيد من مواليد 31 يوليو 1938 وباغتته غيبوبة الموت ليلة ذكرى مولده، وافته المنية أول صاح يوم من عامه السابع والسبعين! وسبق أن تعرض لآلام حادة في القلب بسبب ضيق في ثلاثة شرايين، وأجرى جراحة ناجحة عام 2005، ثم ابتعد عن الفن لفترة طويلة بسبب تعرضه لأزمات صحية شديدة، عقب إصابته بضيق في ثلاثة شرايين تطلبت إجراء عملية قلب مفتوح، بالإضافة لمرض السكر، وجلطة في المخ، وكان آخرها تلك التي باغتته قبل عدة أيام نقل على إثرها إلى مستشفى المعادي للقوات المسلحة، حيث كان يعاني من مضاعفات «قرحة المعدة»، وخضع لعملية جراحية لنقل الدم بعد إصابته بأنيميا حادة في منتصف مايو الماضي. لكن سرعان ما أصابه الملل من المكوث في المستشفى وطلب استكمال علاجه بمنزله حيث أشرفت زوجته شيماء فرغلي على علاجه ورعايته والعناية به، على أن يتابع زياراته الدورية للمستشفى، لكن مع تدهور الحالة أعيد إلى المستشفى ثانيةً إلى أن لقي ربه صباح أمس. موهبة وتاريخ يمتلك الفنان الفقيد الذي اشتهر بـ «مرسي الزناتي»، و«زناتـي المسـرح العـربي» رصيداً هائلاً من الأعمـال الفنيـة فـي السينما والمسرح والأعمال الدرامية، ومعظمها يمثل منعطفات مهمة وبصمات فنية، وعلامات متميزة في عالم الكوميديا، منها أكثر من 500 فيلم و300 مسرحية، و66 عملا دراميا تلفزيونيا، واشتهر عنه أنه كان يقول دائما: «السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم أنا نصيبي منهم الثلث». الفنان الراحل اسمه بالكامل «سعيد صالح إبراهيم» من مواليد حي السيدة زينب بالقاهرة، من أسرة تمتد جذورها إلى محافظة المنوفية، وحصل ‏على ليسانس الآداب بجامعة القاهرة عام 1960، وعشق المسرح مبكراً، فقد كان يذهب إلى مسرح الأزبكية ويختبئ في طرقاته لمشاهدة الممثلين من وراء الكواليس ليقلدهم، إلى أن اكتشفه الفنان حسن يوسف، وقدمه إلى المسرح في أولى مسرحياته «هالو شلبي»، ثم مشاركاته من خلال الفرق المختلفة بمسارح التلفزيون التي قدم بها العديد من الأدوار الصغيرة، مما مكنه من لفت الأنظار إلى موهبته حتى جاءت انطلاقته الحقيقية عقب نجاحه في دور «مرسي الزناتي» في مسرحية «مدرسة المشاغبين» التي تمثل علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري والعربي، وظلت تعرض لمدة 6 سنوات متواصلة، وأتبعها بمسرحية «العيال كبرت»، التي نالت نجاحاً فائقاً. فرقة «مصر المسرحية»وفي عام 1984م قام بتأسيس فرقة «مصر المسرحية» التي نجح من خلالها في تقديم ثلاثة عروض متميزة ساهم فيها بالتمثيل والتلحين والغناء، حيث قام الفنان الراحل أيضاً بالغناء والتلحين في كثير من المسرحيات، ويعتبر رفيق درب الفنان الكبير عادل إمام الذي شاركه في معظم أعماله، واشتهر بحبه الكبير لنادي الاتحاد السكندري، والجرأة في الكثير من مسرحياته السياسية التي تتناول قضايا الأمة، و«الخروج عن النص». ففي عام 1983 فاجأ جمهور المسرح منتقداً نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالقول: «أمي إتجوزت 3 مرات ـ يقصد مصر ـ الأول أكِلنا المش، والتاني علمنا الغش، والتالت لا يهش ولا ينش»، قاصداً بذلك رؤساء الجمهورية الثلاثة الذين تناوبوا على حكم مصر بعد ثورة 1952، فصدر بحقه حكم قضائي بالسجن ستة أشهر. كما ألقي القبض عليه بسبب تدخين «الحشيش» مرتين في عام 1991، 1996 كما أعلن وقتها ثم أُفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. نال الفنان الراحل سعيد صالح العديد من التكريمات من المؤسسات الأهلية والرسمية حيث تم تكريمه في الدورة الثانية لمهرجان «المسرح الضاحك» الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح، عام 1996م، ومهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عام 2007م، بالإضافة إلى مهرجان الرواد المسرحي بدورته الثانية عام 2009م.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©