هادي يُعين مبعوث صالح حاكماً لصنعاء

عقيل الحلالي (صنعاء) - عين الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، المبعوث الشخصي لسلفه، علي عبدالله صالح، حاكماً للعاصمة صنعاء، المضطربة أمنياً وخدمياً، منذ أبريل العام الماضي، على وقع احتجاجات شعبية مطالبة ب”إسقاط” نظام الأخير، الذي تنحى، نهاية فبراير، بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي.وأصدر هادي، المنتخب توافقياً لولاية انتقالية مدتها عامان فقط، مرسوماً رئاسياً بتعيين عبدالقادر هلال، الوزير السابق والقيادي البارز في “المؤتمر الشعبي العام”، حزب الرئيس السابق، أمنياً (حاكماً) للعاصمة صنعاء، خلفاً لعبدالرحمن الأكوع، صهر صالح، والذي أقاله رئيس الحكومة الانتقالية، محمد سالم باسندوة، في ديسمبر الماضي.وكان هلال، العضو في لجنة “الاتصال” المكلفة بالتهيئة للحوار الوطني، المبعوث الشخصي للرئيس السابق في مفاوضات سابقة مع المتمردين الحوثيين في الشمال والمسلحين الانفصاليين في الجنوب. ويأتي قرار تعيين هلال في هذا المنصب الرفيع، بعد أيام، من اعتراض الحزب الاشتراكي، ثاني مكون في تحالف “اللقاء المشترك”، الشريك في الحكومة الانتقالية، على قرارات الرئيس هادي، والتي قال إن أغلبها “لا تعالج جروح الوطن الناجمة عن سياسة الإقصاء والتهميش والانتقام السياسي، التي مارسها” نظام صالح.وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إن هلال أدى القسم الدستوري، أمس الاثنين، أمام الرئيس هادي، الذي كلفه خصوصا بإعادة الأمن والاستقرار إلى صنعاء، التي تعاني من انفلات أمني، غير مسبوق، منذ أكثر من 14 شهرا.وقال هادي إن العاصمة صنعاء “تمثل خارطة اللوحة الوطنية لكل أبناء اليمن، ولا نقبل أي تدخلات في أعمالها من الجهات المركزية مدنية أو عسكرية”، مشددا على ضرورة ظهور المدينة “بالمظهر اللائق” كونها “واجهة مهمة للبلاد”. ومنذ الخميس، تكدست أكياس القمامة والمخلفات على شوارع صنعاء، على خلفية احتجاجات مطلبية لعمال النظافة، ووسط تحذيرات من “كارثة بيئة” محتملة. وأمر الرئيس المؤقت الأمين الجديد للعاصمة بسرعة “إنهاء” أزمة النظافة، والعمل على وقف البناء العشوائي داخل المدينة، وإعادة ترميم شوارعها. وذكرت مصادر صحفية يمنية، أن قوات أمنية أطلقت، أمس الاثنين، الرصاص الحي لتفريق العشرات من الباعة المتجولين في منطقة “باب اليمن”، الأكثر ازدحاما في صنعاء، مشيرة إلى أن اشتباكات اندلعت لاحقاً بين رجال الأمن وبعض الباعة، ما أسفر عن سقوط أربعة جرحى، بينهم جندي.وتفاقمت الاضطرابات وأعمال العنف في أغلب مدن اليمن، بصورة لم يسبق لها مثيل، بعد تنحي صالح، وسط اتهامات للأخير، من قبل معارضيه، بالوقوف وراء هذه الاضطرابات.إلا أن رئيس الوزراء الانتقالي، محمد سالم باسندوة، دعا، أمس الاثنين، الأطراف السياسية المتصارعة إلى “نبذ المماحكات السياسية خلال هذه المرحلة الحساسة”، التي ينظمها اتفاق “المبادرة الخليجية”، المصادق عليه أواخر نوفمبر العام الماضي، في العاصمة السعودية الرياض.وقال باسندوة، وهو أحد أبرز رموز احتجاجات العام الماضي، :” لابد أن ندرك أن الوطن وطن الجميع، وأننا جميعا نعيش تحت سقفه، وإذا ما انهدم السقف فإنه سيسقط على الجميع”، مضيفا :” دعونا نتعاون بكل شيء لخدمة وطننا، فنجاح اليمن في تجاوز المرحلة الراهنة وتحقيق الاستقرار والازدهار فيه مصلحة لكل اليمنيين”. وأشار رئيس الوزراء، في ختام لقاء تشاوري سياسي بصنعاء، إلى أن “قطاع السياحة في اليمن لن يزدهر إذا ما استمرت الأوضاع على هذا النحو”، مؤكدا أن القطاع السياحي من أكثر القطاعات التي تأثرت باضطرابات 2011.