جوبا، واشنطن، بروكسل (وكالات) - احتفل جنوب السودان أمس بالذكرى الأولى لاستقلاله، بحضور قادة أجانب، لكن في ظل غياب ملحوظ لممثلين رفيعي المستوى من السودان، الذي تبقى علاقاته معه متوترة جداً بعد المعارك الحدودية في الربيع. ولم يحضر أي مسؤول سوداني رفيع المستوى، خلافاً لما حصل قبل سنة حين حضر الرئيس السوداني عمر البشير الذي استقبل بحفاوة في جوبا للمشاركة في الاحتفالات في ذكرى تقسيم السودان.
وقال رئيس جنوب السودان سيلفا كير في خطاب بمناسبة الاستقلال «نحن قاتلنا من أجل أن يتم الاعتراف بحقوقنا بين مجموعة الأمم الحرة ولقد ربحنا ، لكننا لا نزال نعتمد على آخرين». وأضاف «إن حريتنا اليوم غير مكتملة» قائلا «يجب أن نكون أكثر من محررين، يجب أن نكون مستقلين اقتصاديا».
وكان كير اعلن الأحد ان البشير كان مدعوا «لكنه رفض المجيء الى الجنوب».
من جانبه قال رئيس المفوضية الافريقية جان بينج خلال الاحتفال «أنا أشجعكم على المضي في اتباع خارطة الطريق التي اعدها الاتحاد الأفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي ، وبصفتنا كاتحاد افريقي نحن نوجه النداء نفسه للسودان».
وفي وسط جوبا العاصمة، تدفقت الحشود اعتباراً من الفجر نحو النصب التذكاري لجون قرنق الزعيم التاريخي لحركة التمرد الجنوبية الذي قتل في عام 2005 في تحطم مروحية. وبدأت الاحتفالات الرسمية - صلوات وعرض عسكري وخطاب - ظهراً، لكن الاحتفال بدأ فعليا اعتباراً من منتصف الليلة قبل الماضية في الشوارع، حيث جاب الناس الشوارع في الذكرى الأولى للانفصال بعد حوالى نصف قرن من الحروب الأهلية التي أوقعت ملايين القتلى.
من جانب آخر، هنأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جنوب السودان بعيد استقلاله الأول، لكنها رأت أنه على الرغم من كل التقدم الذي أحرز، ما زالت توجد تحديات كبيرة تهدد الاستقرار والازدهار. وأصدرت كلينتون بياناً قالت فيه إن جنوب السودان بذل جهداً كبيراً خلال السنة الماضية لبناء بنى حكومية وإطار قانوني أساسي، ووجهت خطابها لمسؤولي الجنوب قائلة “عملكم لتوفير الأمن والمحاسبة واحترام حقوق الإنسان مثير للإعجاب”. لكنها رأت أنه على الرغم من التقدم لا تزال توجد تحديات كبيرة تهدد الاستقرار والازدهار “فالنزاع والمسائل العالقة مع السودان والتوتر الداخلي الاثني، أدت إلى زيادة القتال والمصاعب الاقتصادية، ما يهدد بضرب الأساس الذي يبنى عليه مستقبل جنوب السودان”.
وأشارت كلينتون إلى وجود العديد من التحديات، لكنها لفتت إلى أن الشعب في جنوب السودان لطالما أظهر قدرته على تخطي الصعاب، كما أكدت استمرار أميركا في التزامها بمساعدة الجنوب على مواجهة التحديات وبناء مجتمع حر وديمقراطي وشامل، مجتمع يعيش بسلام داخلياً ومع جيرانه. وكان جنوب السودان نال استقلاله في شهر يوليو من العام الماضي، ليصبح أحدث دولة في العالم، لكنه دخل في نزاع مع السودان على الحدود ما أدى إلى نزوح آلاف الأشخاص.
وفي بروكسل، جدد الاتحاد الأوروبي أمس الالتزام بتقديم الدعم إلى دولة جنوب السودان، ومساعدة شعبها لتحقيق الازدهار والتقدم، عبر برنامج المساعدة للتنمية. وذكرت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ومفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التنمية أندرس بيبالغز في بيان مشترك بمناسبة الذكرى الأولى لاستقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو أن “جنوب السودان بذل جهوداً كبيرة خلال الأشهر الـ12 الماضية لتأسيس نفسه بلداً مزدهراً وآمناً”. وأوضح البيان أن الاتحاد على علم بالجهود التي تبذلها حكومة جنوب السودان ويشجع القادة في الحكومة لاكتساب الحنكة السياسية الضرورية التي تخدم هذا الهدف. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تهانيه لشعب جنوب السودان بعيد الاستقلال، متعهداً بتقديم الدعم والوقوف إلى جانب هذه الدولة الفتية في الطريق لتحقيق السلام والازدهار.
عدد اليوم
