السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اليوم السادس عشر من العدوان نافـذة تطـل على كـل الحــروب

28 يوليو 2006 00:55
بيروت -ا·ف·ب: من نافذتها المطلة على مرفأ بيروت شاهدت مكروهيا يرغانيان محطات تاريخ لبنان المضطرب تعبر امامها من خروج الزعيم الفلسطيني ياسرعرفات من العاصمة اللبنانية عام 1982 وصولا الى حركة النزوح الحالية هربا من الحرب الاسرائيلية الجديدة على لبنان· وتتباهى السيدة الارمنية الاصل الستينية بانها تحتل منذ عقود موقعا متقدما سمح لها بمشاهدة الاحداث الاليمة التي حلت ببلدها·غير انه لم يخطر يوما لهذه المعلمة المقيمة مع والدتها البالغة من العمر 85 عاما في شقة متواضعة من ثلاث غرف انها ستعيش مجددا مآسي الحرب بعد 16 عاما على حلول السلام في لبنان واعادة اعماره· غير ان التاريخ يعيد نفسه وكانت مكروهيا ووالدتها يوم الجمعة في 14 يوليو امام نافذتهما حين اطلقت مقاتلة عسكرية اسرائيلية صواريخها على مسافة خمسين مترا من شقتهما ما اسفر عن مقتل سائق شاحنة على الفور وتحطم زجاج المنزل· وتروي ''استعرضت في لمحة بصر في ذاكرتي كل صور الحروب المتتالية''· وتضيف ''ظننا اننا سمعنا كل انواع الانفجارات، لكن هذا الدوي كان جديدا حتى بالنسبة لنا''· وفي ذلك اليوم كانت والدتها تهم بري الزهور المزروعة على حافة النافذة غير انها بدلت رأيها في اللحظة الاخيرة ولم تصب بأي جرح حين تحطم معظم زجاج المبنى الصغير عند سقوط الصواريخ الاسرائيلية· وتقول مكروهيا ''انني اؤمن بالقدر، اذا كان مكتوبا لك ان تموت فستموت اينما كنت،لكن الله رعانا في ذلك اليوم''· وتستعيد ذكرى تعود الى العام 1976 حين ''نظفت'' الميليشيات المسيحية منطقة الكرنتينا الفقيرة فأخلتها من لاجئيها الفلسطينيين وسكانها الشيعة اللبنانيين والاكراد· وتروي ''كان طفل يتوسل اليهم بدون توقف ''لا تقتلوني'' لكنهم جروه الى زاوية احد الشوارع وقتلوه،ما زلت اسمع صوته وهو يتوسل''· وبعد سنتين عند اندلاع جولات العنف المتعددة ضمن الحرب التي استمرت في لبنان بين 1975 و،1990 وجدت مكروهيا نفسها مع عائلتها وسط اشتباكات بين الجيش السوري وميليشيا الكتائب المسيحية· وتقول ''كان السوريون منتشرين امام نوافذنا مباشرة والكتائب في الخلف وحين بدأت المعارك وجدنا انفسنا محاصرين في الوسط''· وبعد رحيل ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ومقاتليه في اغسطس 1982 إبان الاجتياح الاسرائيلي، تنفس سكان الحي الصعداء مع وصول القوة المتعددة الجنسيات المؤلفة من جنود اميركيين وبريطانيين وايطاليين وفرنسيين· وتقول مكروهيا ''كانوا جميعهم نظيفين باستثناء الاسرائيليين'' مضيفة ''كانوا يتبولون على مرأى من الجميع ونحن ننشر غسيلنا، واضطررنا الى المغادرة لفترة''· غير ان الامور ساءت مجددا بعد ايام مع اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل، وتروي مكروهيا ''سمعنا في منتصف الليل وقع جزمات عسكرية فنظرنا من النافذة ورأينا الجنود اليهود يسيرون إلى بيروت الغربية'' عشية المجازر التي ارتكبها مسلحون مسيحيون في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين· وفي 1983 عبر عناصر القوات المتعددة الجنسيات مجددا تحت نوافذ المنزل وهم ينسحبون من لبنان بعد ان تعرضوا لعمليتين انتحاريتين اتهم مقاتلون لبنانيون موالون لايران بتنفيذهما وادت الى مقتل نحو 300 عسكري اميركي وفرنسي· وفي 1984 سقطت بيروت الغربية بأيدي الميليشيات المسلمة فقامت الوحدات المسيحية في الجيش اللبناني بقصفها بالمدفعية الثقيلة من مواقع قريبة من منزل مكروهيا· وبالرغم من كل شيء تقول مكروهيا ''أحب لبنان، ولدت هنا وهذا بلدي، اشعر بالحزن لكل ما يحدث لبلدنا المسكين''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©