إصرار وعزيمة

فاز منتخب الأردن على شقيقه السوري بالإصرار والتصميم والعزيمة، وبفضل خطة مدروسة وضعها المدرب القدير عدنان حمد، ومن تابع أداء النشامى من البداية حتى النهاية، يشعر مدى الإصرار والعزيمة على خطف بطاقة الصعود إلى الدور ربع النهائي في المونديال الآسيوي. المنتخب السوري جاهد وقاتل باستماتة خصوصاً أنه ليس أمامه أمل بالتأهل إلا الفوز ولا ينفعه التعادل، عكس الأردن، لكن نسور قاسيون قدموا خدمة جليلة للأردن بتسجيلهم هدف التقدم في أول ربع ساعة إثر خطأ من حارس الأردن في إبعاد الكرة. هذا الهدف استفز النشامي، وجعل المنتخب السوري بدلا من ان يستمر بالهجوم يلجأ للدفاع، خصوصا بعدما بدا النشامى بكل ما أوتوا من قوة يهاجمون بشراسة من أجل التعديل، مما خلق روحاً جديدة لديهم للقتال من أجل اجتياز المرحلة الأصعب، ولم يكن الأشقاء السوريون فريسة سهلة أمام خصمهم، بل كانوا أبطالا نرفع لهم القبعة، ولكننا في نفس الوقت نقول مبروك لمنتخب الأردن الذي عرف كيف يحقق الفوز. أثناء لقاء الاردن مع سوريا شعرت بأن الأجواء أصبحت شبه مشحونة من بعض الزملاء السوريين، خصوصاً بعد التعادل، واقترحت أن نستبق الحدث ونجتمع كلنا على مناسف أردنية وكنافة نابلسية، أقول هذا لكي نعمق أن الرياضة فوز وخسارة، ينتهي اللقاء ونبقى نحن زملاء وأصدقاء، وأن روح الزمالة والمحبة والتسامح أولا وآخراً هي التي تبقى، فلا نطيش وراء مشاهد مؤقته مهما كانت، ونترك الروح والمحبة والأخوة العربية بيننا. المنتخب الأردني حصل على سبع نقاط، وهي أفضل نتيجة لمنتخب عربي في كأس آسيا في البطولة لغاية الآن، كما أن النشامى هم المنتخب العربي الذي لم يتذوق طعم الخسارة في مشاركتين بكأس أمم آسيا وبقي الاحلى الأجمل والأكمل. almla3eb@yahoo.com