الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقسيم سوريا في مخطط بين روسيا وتركيا وإيران

تقسيم سوريا في مخطط بين روسيا وتركيا وإيران
29 ديسمبر 2016 16:57
تقول مصادر مطلعة إن سوريا ستقسم إلى مناطق نفوذ غير رسمية للقوى الإقليمية وإن بشار الأسد سيبقى رئيساً لبضع سنوات على الأقل بموجب اتفاق إطار بين روسيا وتركيا وإيران. وتقول مصادر، على دراية بتفكير روسيا، إن اتفاقا من هذا القبيل سيسمح بحكم ذاتي إقليمي في إطار هيكل اتحادي تسيطر عليه طائفة الأسد العلوية وما يزال في مراحله الأولى وهو عرضة للتغيير وسيتطلب موافقة الأسد والمعارضة المسلحة وفي نهاية المطاف دول الخليج والولايات المتحدة. وقال أندرو كورتونوف المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية، وهو مركز أبحاث مقرب من وزارة الخارجية الروسية «هناك تحرك صوب حل وسط... الاتفاق النهائي سيكون صعبا لكن المواقف تتغير». ويقول عدد من المصادر إن سلطات الأسد ستتقلص بموجب اتفاق بين الدول الثلاث. وستسمح له روسيا وتركيا بالبقاء حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة عندما يتنحى لصالح مرشح علوي أقل إثارة للانقسام. وتضيف المصادر أن إيران لم تقتنع بذلك بعد. لكن على أي حال سيرحل الأسد في آخر الأمر بطريقة تحفظ ماء الوجه مع ضمانات له ولأسرته. وقال كورتونوف، رافضا ذكر أسماء «تردد ذكر اسمين في القيادة (كخليفتين محتملين)». ولا يعتقد أحد أن اتفاق سلام سوريا أوسع نطاقا -وهو ما لم يتمكن المجتمع الدولي من تحقيقه لسنوات- سيكون سهلاً أو سريعاً أو مؤكد النجاح. والواضح أن الرئيس فلاديمير بوتين يريد أن يلعب الدور الرئيسي في محاولة التوسط في تسوية تكون في بادئ الأمر مع تركيا وإيران. وسيعزز هذا حديثه عن استعادة روسيا دورها كقوة عالمية وطرف ذي ثقل في الشرق الأوسط. وقال السير توني برينتون السفير البريطاني السابق لدى موسكو «ستكون جائزة كبيرة جدا لهم إذا استطاعوا أن يظهروا أنهم في صدارة المشهد ويغيرون العالم. اعتدنا جميعا على أن الولايات المتحدة تفعل ذلك ونسينا أن روسيا اعتادت اللعب على نفس المستوى». إذا نجحت روسيا في مساعيها، فسوف تبدأ محادثات سلام جديدة بين الحكومة السورية والمعارضة في منتصف يناير في أستانة عاصمة كازاخستان الحليف المقرب من روسيا. وسوف تكون هذه المحادثات منفصلة عن المفاوضات المتقطعة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة ولن تشمل الولايات المتحدة في بادئ الأمر. وأثار هذا المقترح حفيظة البعض في واشنطن. وقال مسؤول أميركي، رفض نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع «هذه الدولة التي لديها اقتصاد في حجم اقتصاد إسبانيا.. أقصد روسيا.. تتبختر وتتصرف كما لو كانت تعرف ماذا تفعل»، مضيفاً «لا أعتقد أن الأتراك والروس يمكنهم فعل ذلك (المفاوضات السياسية) من دوننا». والتقى وزراء الدفاع والخارجية من روسيا وتركيا وإيران في موسكو في 20 ديسمبر الجاري ووضعوا المبادئ التي يعتقدون أن أي اتفاق سوري ينبغي أن يلتزم بها. وتقول مصادر روسية إن الخطوة الأولى هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد ثم الشروع في المحادثات. وسيكون الهدف عندئذ إشراك دول الخليج ثم الولايات المتحدة وفي مرحلة لاحقة الاتحاد الأوروبي الذي سيطلب منه -ربما مع دول الخليج- أن يتحملوا فاتورة إعادة الإعمار. وتقول عدة مصادر على معرفة بالعملية إن بوتين توصل إلى سلسلة من التفاهمات خلف الكواليس مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان لتسهيل الوصول إلى اتفاق محتمل. وقالت نفس المصادر إن موسكو دفعت إيران إلى قبول فكرة مسعى ثلاثي للسلام بحمل تركيا على التخلي عن مطالبها برحيل الأسد قريبا. وقال مسؤول كبير بالحكومة التركية رفض نشر اسمه «أولويتنا ليست رحيل الأسد ولكن هزيمة الإرهاب. لا يعني ذلك قبولنا بالأسد. لكننا توصلنا إلى تفاهم. فعندما يتم القضاء على (تنظيم) داعش، فربما تساعد روسيا تركيا في سوريا في القضاء على حزب العمال الكردستاني». وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية وجناحها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور والذي يشن تمردا منذ فترة طويلة في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية. وأضاف المسؤول التركي نفسه «لدينا بالطبع خلافات مع إيران. فنحن ننظر لبعض القضايا بطريقة مختلفة لكننا نتوصل إلى اتفاقات لإنهاء المشكلات البينية». وقال أيدين سيزر رئيس مركز دراسات تركيا وروسيا للأبحاث في أنقرة إن تركيا «تخلت تماما الآن عن مسألة تغيير النظام» في سوريا. بيد أن الموقف العلني لتركيا ما يزال مناهضاً للأسد بشدة وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس الأربعاء إنه يستحيل حدوث انتقال سياسي في وجود الأسد.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©