الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحالة الأمنية تحدد أسعار الأسهم في بورصة بغداد

29 يوليو 2006 00:29
بغداد -أف ب: يقول العامل في بورصة بغداد فضيل ابو محمد ''اقرأ بعض الآيات القرآنية عندما اذهب الى البورصة، وخصوصا الايات التي تحميني، يجب ان اكون هناك مرتين في الاسبوع لكنني لا اذهب الا مرة واحدة في الشهر واعتبر نفسي بطلا لانني اقوم بذلك''· ويقع مركز البورصة في حي الكرادة حيث اسفرت اربعة انفجارات امس الأول عن سقوط 31 قتيلا· وتحيط بالمقر الذي يحرسه مسلحون اكياس من الرمل· وتشهد البورصة حيث يتم التداول باسهم 90 شركة، تراجعا كبيرا حيث خسرت الاسهم حوالى 80% من قيمتها مقارنة مع اواخر العام 2005 عندما بلغ حجمها 320 مليون يورو، وفقا لتقرير قدمه رئيس مجلس ادارة البورصة طالب طباطبائي· وقال هيثم سامان الوسيط في شركة ''بابيلون بروكنج'' ان البورصة تعكس ''الحالة الاقتصادية التي تشهد تباطؤا نظرا لانعدام الامن مما يؤدي الى تراجعها· كما ان النشاط ضعيف ايضا داخل البورصة بسبب الخطر الناجم عن التنقل في المدينة والمجيء الى هنا''· ومن جهتها، تقول ريتا الياس التي تعمل وسيطا لبنك بغداد ان ''الامن يحدد الاسعار، كانت هناك فترات لم اتمكن خلالها من المجيء الى البورصة طوال شهر كامل بحيث انني فقدت كل زبائني وهذا امر ليس جيدا بالنسبة لي او للبنك''· واكد المتقاعد فضيل ابو محمد الذي خسر ثروة كبيرة بسبب الاحداث ان ''انعدام الامن هو المسمار الذي تعلق عليه جميع مشاكل العراق''· واضاف ''لقد اشتريت 100 الف سهم في مودرن باينتينج بسعر 3,25 دينار ''سويسري'' (يطلق العراقيون على الدنانير التي طبعها النظام السابق في سويسرا هذه التسمية) الذي كان يساوي ثلاثة دولارات· اما اليوم فيبلغ ثمن السهم 2,7 دينار· في السابق، كانت هذه المبالغ كافية لخمس او ست زيجات لكنها في الوقت الحالي لا تكفي لشراء غرفة نوم واحدة''· وبدوره، يقول المهندس النفطي السابق العامل في البورصة محمد قاسم (54 عاما) ''يجب ان يعود الاثرياء الذين وضعوا اموالهم في الخارج لان هؤلاء كانوا وراء حركة الاسواق لكن ذلك سيكون صعبا نظرا لانعدام الامن· سيرجعون فقط في حال استتباب الاوضاع الامنية''· ورغم الوضع السائد، ينتظر الجميع الكثير من القانون الجديد حول الاستثمارات الاجنبية والذي يناقشه البرلمان حاليا· وتحتل حقوق المستثمرين الاجانب صلب المشكلة بسبب المخاوف من بيع البلاد· وقال طالب طباطبائي ''المحادثات تجري في البرلمان· انه امر صعب لكن هناك وسائل رقابة لا استطيع البوح بها فالاستثمارات الاجنبية مفيدة لنا· فالاجانب يأتون خدمة لمصالحهم لكنهم يخدمون مصالحنا ايضا''· واوضح مسؤول في البورصة رفض ذكر اسمه ان بين وسائل الرقابة تحديد سقف للملكية او ارغام الاجنبي على اتخاذ شريك محلي· وتقول وهام انطون المحاسبة التي تستثمر 100 الف دينار (53 يورو) في البورصة بينما يبلغ راتبها 225 الف دينار (120 يورو) ''في جميع الاحوال، ستكون الامور بحال افضل وستعاود الاسعار ارتفاعها ان شاء الله''· واضاف رئيس البورصة ''ان الاسعار متدنية جدا ويتم تبادل الاسهم باسعار تقل بين خمس وعشر مرات عن ثمنها الحقيقي· اذا وصل الاجانب، فان الاسعار ستعاود الارتفاع''· واوضح فضيل ابو محمد ''انها تكاد تكون مجانية فبامكانك شراء اسهم شركات مهمة بمئة دولار· يجب الشراء فالبعض يستفيد من انعدام الامن''· ومن جهتها، تقول ريتا الياس ''ان بالامكان الالتفاف على مشكلة انعدام الامن بواسطة التكنولوجيا الجديدة مثل الشراء عبر الهاتف والانترنت بحيث لن تكون هناك حاجة للمجيء شخصيا الى البورصة''· ويروي ابو محمد كيف كانت تتم عملية شراء الاسهم وبيعها قبل اكثر من ربع قرن قائلا ''كان يجب الذهاب الى البنك ولصق اعلان صغير على الباب يتضمن ما ترغب بمبادلته مع تدوين رقم هاتفك''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©