السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طلب هائل على السيارات الأجنبية في روسيا

29 يوليو 2006 00:34
إعداد: محمد عبدالرحيم بدأت روسيا تشهد عودة الصفوف مجدداً ولكن في هذه المرة بسبب مبيعات السيارات أمام صالات العرض وبسرعة أكبر من أن يتمكن التجار من استيرادها· وفي الوقت الذي ولت فيه إلى غير رجعة تلك الأيام التي كانت تتسم فيه الصناعة في العهد السوفييتي بعدم الجودة والكفاءة فقد عادت مرة أخرى قوائم الانتظار على الأقل بالنسبة إلى أولئك الراغبين في شراء سيارة أجنبية بعد انهيار الشيوعية· وكما ورد في صحيفة ''الديلي تيلجراف'' مؤخراً فإنه وبفضل الازدهار الاقتصادي الهائل الذي أشعلته الطفرة في أسعار الطاقة فقد أصبحت الطبقة الوسطى المتنامية في روسيا تتمتع برخاء اقتصادي غير مسبوق في تاريخ الدولة، فخلال فترة الستة أشهر الأولى من هذا العام شهد الطلب على السيارات غير الروسية نمواً بمعدل بلغ 90 في المائة، ولما كانت مصانع التجميع المحلية لا تزال في طفولتها المبكرة فقد ظل المزودون الأجانب يعانون من عدم القدرة على تصنيع الشاحنات التي بإمكانها نقل السيارات الجديدة بالسرعة الكافية، ونتيجة لذلك فقد شهدت الإمدادات نمواً بنسبة 55 في المائة ''فقط'' وفقاً للأرقام الصادرة من الصناعة· والآن يتعين على الزبائن الانتظار لفترة تبلغ ثلاثة أشهر في المتوسط حتى تصل سياراتهم الجديدة وفترة تصل إلى تسعة أشهر لتسلم السيارة موديل ''فورد فوكاس'' التي اكتسبت شعبية جارفة قبل أن تصبح رمزاً وعنواناً للرفاهية في أوساط الطبقة الوسطى· واستغلالا لنفاد صبر الزبائن وتلبية طلبهم المتنامي على سيارات ''فورد فوكاس'' ظهر في السوق مجموعة من التجار الجدد الذين درجوا على بيع ترتيبهم المتقدم في قائمة الانتظار مقابل ربح يصل الى 1000 جنيه استرليني، وفي مجتمع تساوي فيه المكانة الاجتماعية الكثير فإن تملك السيارة الأجنبية أصبح يشكل أحد أبرز مظاهر النجاح الشخصي إذ يقول ايجور بونوماريوف الشريك في صالة عرض ''جينسر'' أحد أقدم وكلاء السيارات الأجنبية في روسيا ''لقد أصبح تملك السيارة الأجنبية يمنح الفرد مكانة اجتماعية متميزة''· وفي خلال سنوات حقبة التسعينات التي اتسمت بالجشع والفوضى فقد أدى بيع الشركات والموجودات الحكومية إلى تحقيق فوائد جمة ولكن لفئة هامشية صغيرة من أولئك المقربين من المنتفعين السياسيين، أما بحلول العام 2003 عندما بدأت ''البترودولار'' تشق طريقها وتتنزل على أفراد المجتمع، فقد بدأ الطلب على الموديلات الأجنبية من السيارات الفاخرة يمضي بوتيرة متسارعة على الرغم من أن الأسعار تزيد في معظم الأحيان بنسبة 50في المائة في المتوسط عن مثيلتها في أوروبا، إلا أن سيارة اللادا هي التي أصبحت أكبر الخاسرين في هذا التدافع على السيارات الأجنبية· وعلى الرغم من صعوبة الحصول على احصائيات رسمية إلا أن التجار طفقوا يشيرون إلى أن أحجام مبيعات السيارات الأجنبية تجاوزت مبيعات السيارات الروسية لأول مرة في هذا الشهر· وباتت شركة ''افتوفاز'' المصنعة الأكبر للسيارات في روسيا والمعنية بانتاج سيارات اللادا تحاول تعديل صورتها العتيقة المزرية عبر إنتاج 12 موديلاً جديداً في خلال فترة السنوات الخمس المقبلة بما فيها السيارات الرياضية، وفي الوقت الذي تنمو فيه الطبقة الوسطى الروسية باطراد فإن أكثر من نصف السيارات الجديدة قد تم شراؤها عبر عمليات الائتمان التي أصبحت تشكل مفهوماً جديداً في داخل روسيا، كما تشير جميع الدلائل إلى إمكانية حدوث زيادة دراماتيكية في التعامل بهذه البطاقات، ويعتقد أيضاً أن القفزة الهائلة في الطلب هذا العام جاءت نتيجة للارتفاع الكبير في أسعار العقارات والذي أصبح يمضي بأسرع وتيرة له في العالم· حيث ذكر أحد المواطنين العاديين ويدعى يفجيني زيفنين بأنه لم يستطع التسلق في سلم العقارات وبدأ يستخدم مداخيله المتنامية في شراء السيارات عوضاً عن ذلك· وأخذ يقول وهو يوقع على الأوراق الخاصة بشراء سيارة جديدة من نوع شيفورليه بعد أن تخلى لأول مرة عن شراء سيارة لادا ''أن أسعار العقارات أصبحت مستحيلة في هذه البلاد''!·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©