واشنطن - هدى توفيق،
عواصم - وكالات الأنباء:أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الذي استقبل بالبيت الأبيض مساء أمس حليفه رئيس الحكومة البريطانية توني بلير، ان واشنطن ولندن توافقان على ضرورة إرسال قوة دولية الى لبنان لتقديم المساعدة لجيش البلاد فيما قال الأخير انهما اتفقا على الحاجة الى قرار للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن لوقف العمليات العسكرية في لبنان· وقال بوش ''كما هو منصوص عليه في قرارات مجلس الأمن رقم 1559 و1680 فإننا نوافق على ضرورة إرسال قوة دولية الى لبنان بسرعة لتعزيز الجيش اللبناني أثناء تحركه إلى جنوب ذلك البلد''· وأضاف ''ان قوة دولية فعالة ستساعد على التوزيع السريع للمساعدات الإنسانية وتسهيل عودة النازحين ودعم الحكومة اللبنانية أثناء سعيها لفرض سيادتها الكاملة على أراضيها وحماية حدودها''·وتابع ''نحن نعمل بسرعة لتحقيق هذه الأهداف''· وقال بلير إن من المهم وقف العنف لكن من المهم أيضا استغلال الفرصة لتحديد ''اتجاه استراتيجي مختلف للمنطقة بأسرها'' وتحقيقه· وأعلن بوش انه كلف وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس العودة اليوم الى الشرق الأوسط لإجراء مزيد من المحادثات لحل الصراع في الشرق الأوسط· وستعمل مع زعماء إسرائيل ولبنان لاغتنام الفرصة للتوصل إلى سلام دائم واستقرار في البلدين''· بيد ان أعلن الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو قال قبل بدء محادثات الزعيمين ان بوش لا يزال معارضا لإعلان وقف فوري لاطلاق النار في لبنان· ورد سنو بالإيجاب على سؤال عما إذا كان الرئيس الأميركي لا يزال معارضا لإعلان وقف فوري لإطلاق النار في لبنان· وأعاد سنو التأكيد أنه لا بد من وضع أسس سلام ''قابل للحياة'' قبل إعلان وقف لإطلاق النار· وقال في إشارة الى ''حزب الله'' ''لا يمكن القبول بوجود قوة مستقلة في جنوب لبنان تعتقد أنه يمكن لها أن تستعمل القوة كما تشاء للتوصل الى أهدافها، أيا تكن، بما في ذلك زعزعة الاستقرار المنطقة''· وحث الرئيس الأميركي سوريا على المشاركة بنشاط في إحلال السلام بالشرق الأوسط فيما حذر بلير دمشق وطهران من أنهما تواجهان ''خطر المواجهة المتزايد'' إذا لم يصلحا من تصرفاتهما في الشرق الأوسط·
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد دعا إلى صدور قرار عن الأمم المتحدة ''في أسرع وقت ممكن'' يعبر عن التزام الأسرة الدولية من أجل وقف إطلاق نار فوري في لبنان، على ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية الأمر نفسه الذي حمله الى واشنطن رئيس الحكومة البريطانية توني بلير والذي يواجه ضغوطا داخلية وخارجية متنامية لحمله على الابتعاد عن حليفه الوثيق الرئيس الأميركي جورج بوش فيما يتعلق بسياسة الشرق الأوسط والسعي لوقف النار في أسرع وقت ممكن· من جهتها أعلنت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية أمس انها ستعود الى المنطقة لإجراء مزيد من المحادثات عن الحرب اللبنانية الاسرائيلية حين يكون الوقت مناسبا لكنها لم تحدد موعدا مقلصة آمال عودتها السريعة لتقود جهود إقرار السلام· وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه أن رئيس الجمورية يدعو فرنسا الى العمل من أجل استصدار قرار في مجلس الأمن يعبر عن التزام الأسرة الدولية من أجل وقف اطلاق نار فوري ( مطلع الاسبوع المقبل الذي يبدأ الاثنين)، في لبنان مبني على اتفاق سياسي بين الاطراف ومدعوم بنشر قوة دولية بتفويض من الأمم المتحدة''· ورأس شيراك اجتماعا حكوميا مصغرا حول لبنان استمر أكثر من ساعة ·
وأشارت مصادر دبلوماسية بريطانية الى أن الخطة التي وعد بها بلير لحل الأزمة بين إسرائيل ولبنان والمتعلقة بهذا النزاع تتضمن مرحلتين· تتضمن الأولى وقف لاطلاق النار ويتبعه ارسال قوات محدودة العدد ومتعددة الجنسيات الى جنوب لبنان تشرف على انسحاب القوات الاسرائيلية من الجنوب وعلى ضمان التهدئة بين الطرفين· أما الثانية فتشمل ارسال قوات دولية يصل عددها الى نحو 20 الف جندي تقوم بتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1559 الذي يدعو الى نزع أسلحة ''حزب الله'' وتمكين الحكومة اللبنانية من بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية·
عدد اليوم
