الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مخاطر الانتشار النووي من إيران إلى كوريا الشمالية

13 أكتوبر 2010 00:32
قد تستأنف إيران والدول الكبرى المحادثات بشأن حل مسألة البرنامج النووي الإيراني، لكن الحكومة الإيرانية لا تبدي أي إشارات على التراجع في الخلاف على أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يخشى الغرب أنها تهدف إلى انتاج قنابل ذرية. ويمكن أن يثير الخلاف المستمر منذ ثماني سنوات سباق تسلح إقليميا ويشعل صراعا عسكريا في الشرق الأوسط مما يجعله أكثر قضايا الانتشار النووي إلحاحاً أمام تلك الدول. لكن الدبلوماسيين الغربيين وغيرهم من المتعاملين مع القضايا النووية الحساسة يواجهون كذلك تحديات أخرى منها برنامج التسلح النووي لكوريا الشمالية وشكوك بشأن سوريا. وفيما يلي الخطوط العريضة للمخاطر النووية المحتملة: بشأن البرنامج النووي الإيراني، تأمل الدول الكبرى أن تؤدي عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المفروضة على إيران إلى إقناعها بالدخول في مفاوضات جادة تقود في نهاية الأمر إلى اتفاق على تقليص أنشطتها النووية. ولم تجر مفاوضات ذات قيمة منذ أواخر عام 2009 لكن المنسقة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية والأمنية كاثرين آشتون أبلغت وكالة “رويترز” في أواخر شهر سبتمبر الماضي أن المحادثات بين إيران ودول مجموعة “خمسة زائد واحد”، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا يمكن أن تجرى في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وقالت إيران، التي تنكر أي طموحات للتسلح النووي وتتجاهل تأثير العقوبات، إن أحد مسؤوليها قد يجتمع مع ممثل للمجموعة في أكتوبر الجاري. لكن يبدو كذلك أنها تضع شروطا مسبقة للمفاوضات بإعلانها، على سبيل المثال، أن تلك الدول يجب أن تبدى أولاً رأيها في امتلاك إسرائيل ترسانة أسلحة نووية. وتبدو طهران أكثر حرصا على استئناف المحادثات بشأن اقتراح بأن ترسل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى لخارج وتحصل في مقابله على وقود نووي عالي التخصيب لمفاعل الأبحاث النووية الطبية في طهران. ويؤكد دبلوماسيون غربيون أنه حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق على تبادل الوقود، فذلك لن يبدد مخاوف أكبر من خطط إيران النووية. وبدأت إيران في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء بنسبة 20% في فبراير الماضي، مقتربة من المستوى المستخدم في صنع القنابل النووية. واحتجت بأنها اضطرت لانتهاج هذا المسار للحصول على وقود لمفاعلها النووي الطبي بعد أن فشلت في الاتفاق على شروط مبادلة الوقود مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا. وكانت تخصب اليورانيوم على مستوى 5% من قبل لكنها الآن تقول إنها ستكون مستعدة لتعليق أنشطة التخصيب لدرجات نقاء عالية إذا حصلت على وقود مخصب بدرجة نقاء 20% من الخارج. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب كوقود لمحطات توليد الكهرباء أو في انتاج مواد لصنع القنبلة الذرية إذا جرى تخصيبه إلى درجة نقاء بنسبة 90%. ويقول “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في لندن إن لم تنجح العقوبات أو المفاوضات لم تنجح حتى الآن في منعها من “الاقتراب من التمكن من انتاج سلاح نووي”إذا قررت ذلك”. وبشأن البرنامج النووي الكوري الشمالي، تبدي كوريا الشمالية التي انسحبت من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وطردت مفتشي الأمم المتحدة في عام 2003، استعدادها لاستئناف “المحادثات السداسية” مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان والصين وروسيا بشأن التخلي عن مشروعاتها للتسلح النووي مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية. وتصاعدت التوترات هذا العام بعد اتهام كوريا الجنوبية لكوريا الشمالية بإغراق إحدى سفنها الحربية مما أسفر عن مقتل 46 بحارا. ونفت الأخيرة صحة الاتهام وهددت برد عسكري انتقامي إذا فرضت سيؤول عقوبات عليها. لكنها قدمت لفتات مصالحة منذ ذلك الحين ودخلت في حوار مع الأولى بشأن مساعدات لضحايا الفيضانات فيها ولم شمل الأسر المتفرقة منذ الحرب الكورية منتصف القرن الماضي، رغم أنها تعهدت كذلك بتعزيز “ردعها النووي” ردا على التهديد الذي تشكله الولايات المتحدة. وقالت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إن استئناف المحادثات سيكون مستحيلا حتى تتم تسوية الخلاف المتعلق بالسفينة. وأجرت كوريا الشمالية في عام 2009 ثاني تجربة نووية لها منذ عام 2006. لكن لم يتضح ما إذا كانت اختبرت بقنبلة نووية حقيقة. وبشأن الهند وباكستان، غير الموقعتين على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، صرح وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون الأمن النووي توماس داجوستينو في سبتمبر بأنه يتعين على مجموعة المنتجين النوويين التي تضم 46 دولة التعامل مع اعتزام الصين بناء مفاعل نووي جديد لباكستان بعدما أشارت الصين إلى أنها قد لا ترى حاجة إلى الحصول على موافقة المجموعة الساعية إلى ضمان عدم استخدام الصادرات النووية في اغراض غير سلمية. وأثارت خطط الصين لبناء مفاعلين آخرين في مجمع تشاشما للطاقة النووية في باكستان الشكوك لدى الهند والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية القلقة من أن يضعف ذلك قواعد حظر الانتشار النووي. وتعتقد بكين أن من المهم مساندة إسلام آباد على مواجهة الهيمنة الهندية في المنطقة. كما تشعر بقلق إزاء النفوذ الأميركي في جنوب آسيا بعدما وقعت واشنطن ونيودلهي في عام 2008 اتفاقا للتعاون في مجال الطاقة النووية اثار شكوك الصين ودول أخرى. ويقول منتقدون إن مجمع تشاشما يجب أن يخضع لمراقبة دولية أكثر صرامة بسبب الاضطرابات الداخلية في باكستان ودورها السابق في نشر تكنولوجيا التسلح النووي.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©