الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأزهر... في العصر الجديد

الأزهر... في العصر الجديد
10 يوليو 2012
الأزهر... في العصر الجديد حسب سعيد حمدان، فإنه في هذه المرحلة أمام السلطة والمجتمع المصري والأزهر فرصة تاريخية لأن يعود هذا الرمز الشامخ إلى لعب دوره التنويري والقيادي على مستوى الأمة الإسلامية التي هي في أمس الحاجة إلى مؤسسة دينية معتدلة ترشدها وتجمعها وتوحد أمرها، وكذلك على صعيد القطر المصري، فالصراع الذي تعيشه الساحة هناك، واستقواء التيارات الإسلامية المتشددة والذي يقابله ردة فعل التيارات الأخرى المضادة، كالليبرالية واليسارية والقومية، ولغة الهجوم، والهجوم المضاد، وتصيد الأخطاء، والبحث عن هفوات البعض... الجميع يحتاجون إلى تيار وسطي يقارب بينهم، ويخفف من شططهم وخلافاتهم، والأزهر هو الأجدر بلعب مثل هذا الدور التوفيقي، ولتقوية عناصر الدولة الوطنية، والتي ذكّر بها شيخ الأزهر في رسالة التهنئة التي بعثها إلى الرئيس المنتخب، حيث ذكّره أيضاً بعهوده للأمة بأن يكون رئيساً لكل المصريين، على اختلاف آرائهم وعقائدهم الدينية، وانتماءاتهم الحزبية، فهو الآن ممثل لهم جميعاً، ولابد أن ينسى أي وصف آخر. "المُغرِّدون" ونقطة نظام البعض يريد – حسب محمد خلفان الصوافي -تصوير وسائل التواصل الاجتماعي التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين الناس باعتبارها مشكلة كبيرة، وكأنها لا يوجد فيها أي شيء يمكن الاستفادة منه. هذا التصوير بالنسبة لي مضلل وغير دقيق، على حقيقة أن هناك أفراداً ومؤسسات استفادوا من هذه الوسائل عندما "كيفتها" أو أخضعتها لأشياء إيجابية، واستطاعت أن تسجل مساحات محسوبة لها للتواصل مع الجمهور. "الفيسبوك" و"التويتر"و"اليوتيوب" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي يمكن اعتبارها خطوة متقدمة جداً في تحقيق التواصل بين الناس، وتسهيل تبادل الآراء بين الحكومة والجمهور حول العديد من الخدمات. هناك من وقع في المحظور ورحب ببعض الأفكار غير المقبولة في مجتمع الإمارات لسبب أو آخر. وهذا الأمر أعطى مبرراً لرافضي التعامل مع هذه الوسائل بأنه على حق، خاصة بعد أن تجاوز البعض حدود اللباقة الكلامية. وفي مقابل ذلك هناك آخرون كانوا أكثر وعياً من أفراد ومؤسسات حكومية، فوظفوا هذه التقنية المتطورة التي تحتل الإمارات فيها موقعاً إقليمياً ودولياً مرموقاً، فوجدوا فيها فرصة لخدمة المواطن، وأعطوا تجاوزات البعض حجمها الطبيعي باعتبارها عارضاً لن يستمر، فالمسألة مجرد قلة إدراك وعدم وعي فقط! ما لا يراه بعض الرؤساء بعد مرور عشرين شهراً على اندلاع "الثورات العربية"، لا يزال البعض- حسب محمد الحمادي- يجادل ويحاول أن يحلل ويفسر ويفكر، ويتساءل إن كانت تلك ثورات أم انتفاضات أم مجموعات صغيرة تريد التغيير، ولا أفهم سبب هذا الجدال البيزنطي، فالأمور أبسط بكثير. وبغض النظر عن المسميات والتسميات والتصنيفات، فإن ما يحدث هو "رغبة في التغيير" من ناحية الجيل الجديد في تلك الدول، جيل يرى أن إمكانياته وأحلامه أكبر بكثير من أداء حكوماته وأبعد بكثير من رؤية المسؤولين فيها... لذا نرى أن حركة التغيير والمطالبة بالإصلاح تنتقل من بلد عربي لآخر بكل سهولة وسرعة. وفي المقابل تواجه هذه الحركة السهلة في الانتقال تحركاً صعباً وبطيئاً في التعامل معها! فأغلب الحكومات العربية تعتبر نفسها "مختلفة" عن الأخريات، لذا فهي لا تتحرك بالشكل والوقت الصحيحين، فها هو الرئيس الأسد بعد أكثر من عام على انتفاضة شعبه لا يزال يردد أن الوضع في سوريا لا يشبه الوضع في مصر ولا في ليبيا، ويقول إنه لا يخشى مصير مبارك ولا القذافي.لا يبدو أن أحداً يشك في أن مصير الأسد لن يشبه مصير أي ممن سبقوه، على الأقل لأن أحداً من قبله لم يقترف ما اقترفته يداه وآليات جيشه. ومن حق كل رئيس جمهورية لا يزال على كرسي الحكم أن يعتقد بما يشاء، لكن من الجيد أن يفكر فيما ما قد يواجهه، إذا لم يكن اعتقاده صحيحاً مائة بالمائة. ماذا بعد كرزاي؟ يرى مايكل أوهالون أن النقاشات الأميركية حول الحرب في أفغانستان تميل للتركيز على الوتيرة التي سنسحب بها قواتنا من هناك والعودة بها سريعاً إلى أرض الوطن، فضلاً عن قدرتنا على العمل مع حكومة كرزاي للتفاوض حول اتفاق للسلام مع "طالبان". لكن ما لا يقل أهمية بالنسبة لمستقبل أفغانستان وتماسكها، وما إذا كان يمكن منع عودة "طالبان"، أو "القاعدة" إلى البلاد هو من سيخلف كرزاي في الرئاسة عندما تنتهي ولايته في 2014 وهنا يتعين على الولايات المتحدة بذل قصارى جهدها لضمان تولي أحد الإصلاحيين الأفغان السلطة بعد كرزاي، وبالطبع ليس الأمر سهلاً، فلو فاز أحد أمراء الحرب، أو سياسي فاسد بالرئاسة سيتم إهدار المساعدات المالية، كما سيتعرض الاقتصاد الأفغاني، الذي ما زال يعتمد على مليارات الدولارات من الدعم الخارجي كما شهدنا مؤخراً في مؤتمر طوكيو للدول المانحة، إلى انتكاسة كبرى. يوليو 1952-2012: استمرار أم نهاية الثورة؟ يقول د. بهجت قرني على الرغم من استمرار المجلس العسكري، هل يمثل انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيساً لمصر، نهاية لـ"حركة الجيش المباركة" في التاريخ الثوري المصري؟ عد حوالي أسبوعين سوف تكون مصر -وكثير من العرب أيضاً- على موعد مع الذكرى الستين لثورة 23 يوليو سنة 1952. قد يستمر البعض في الجدال بأنها لم تكن ثورة، لكنها كانت انقلاباً عسكرياً، وقد بدأت فعلاً كذلك بطليعة من الجيش المصري، هم "الضباط الأحرار" الذين استولوا على السلطة في ليلة 22 و23 يوليو، ثم تكوَّن منهم بعد ذلك مجلس قيادة الثورة الذي استمر في حكم مصر حتى برز جمال عبدالناصر كزعيم فعلي لهذه المجموعة، ثم انتخب رئيساً للجمهورية في سنة 1954، بل استمر تقليد رئيس الجمهورية من العسكريين مع السادات ومبارك حتى الإطاحة بهذا الأخير في فبراير من العام الماضي. العراق... "بعض العقائد وهي غازٌ قاتل" استنتج رشيد الخيون أن عشر سنوات مرت والإصرار بالعراق على المسار الطائفي، فكذب تأليف مفوضية الانتخابات كل الخطابات والادعاءات الوطنية، مع أنها رحى الديمقراطية، فإذا دُنست هذه بالمحاصصة، فعلى السلم الاجتماعي نقرأ السلام. هنا أُذكر بقصيدة "بعض العقائد" للشَّاعر محمد صالح بحر العلوم (ت 1992) المشهور بقصيدة "أين حقي" (نهاية الأربعينيات)، شاهداً على ورطة حاضرنا بماضينا، قالها في عام 1934، وختم بالرجاء الصارخ، محذراً من إفساد الحاضر بالماضي: "إن كدرت نُدب الزمان صفاءنا/فلنا بدفن الماضيات صفاء" (الخاقاني، شعراء الغري).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©