السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا: الجهاد ضد العنف

16 يوليو 2011 22:40
سارة خان مديرة مؤسسة «إنسباير» البريطانية المسلمة افتح أي صحيفة في المملكة المتحدة اليوم، ستجد أن الموضوعين الاثنين اللذين يحكمان أي حوار حول المسلمين هما المرأة والتطرف. ولذا فإن مما لا يثير الدهشة أن المرأة المسلمة تشعر بأن هذين الموضوعين يتم التعامل معهما بشكل غير مناسب من قبل بعض المسلمين أنفسهم. ومرة بعد أخرى، ينجح بعض المتطرفين الذين يدّعون أنهم يتكلمون باسم الإسلام في الهيمنة على جزء كبير من السرد حول المسلمين البريطانيين دون وجود حضور موازٍ فاعل من قبل الأغلبية المعتدلة من المسلمين. وبغض النظر عما إذا كان الأمر بعد تفجيرات لندن، أو فيما يتعلق بالزواج الملكي الأخير، عندما هددت جماعة متطرفة بتعطيل المناسبة، تعمل التكتيكات الانتهازية لأقلية ضئيلة من المتطرفين باستمرار على زرع بذور الفتنة في مجتمعنا بين أتباع مختلف الأديان. وفي هذه الأثناء، لا يجري سوى عمل قليل لتطويق الأضرار التي تواجه العديد من النساء المسلمات البريطانيات، حيث يعانين عادة من أسوأ الظروف الصحية ويشكّلن الجماعة الأقل نشاطاً اقتصاديّاً مقارنة بالرجال والنساء من ديانات أخرى، وذلك حسب مكتب الإحصاءات الوطنية. أضف إلى ذلك أن بعض النساء المسلمات كن ضحايا للزواج بالإكراه وما يسمى بجرائم الشرف والعنف المنزلي، أو حتى الاتجار بهن. وقد تصدى عدد قليل من القادة الدينيين ذوي الأصوات المسموعة لهذه الجرائم بأن أنكروا التجاوزات التي تحصل، وشجبوا مثل ذلك السلوك، بشكل لا مواربة فيه. وقد لا يدهشنا أن نعلم أن Yo Gov، وهي مؤسسة بريطانية تعمل في مجال الاستطلاعات، أجرت استطلاعاً العام الماضي أجاب فيه 69 في المئة من البريطانيين -مخطئين- بأنهم يعتقدون أن الإسلام يشجّع على تهميش المرأة. وبوجود عدد كبير من النساء المسلمات من كافة أرجاء المملكة المتحدة يواجهن بعض التحديات الجسيمة، أطلقت مجموعة استشارية بريطانية تدعى "إنسباير" (Inspire) حملة تحت شعار "الجهاد ضد العنف" في قاعة المدينة في لندن هذا الصيف بالشراكة مع مجلس الشورى العالمي للنساء المسلمات. ذلك لأن منظمة "إنسباير" مقتنعة بأن المرأة عنصر أساسي في تنمية أي مجتمع وازدهاره. وتعترف حملة "الجهاد ضد العنف" بأن المرأة المسلمة لا يتم تمثيلها بشكل كافٍ في التيار الرئيس في المجتمع وفي المنظمات البريطانية المسلمة. وهي ترتكز على الاعتقاد بأنه ينبغي على المرأة المسلمة إعادة تفعيل دورها تحت عباءة الشرعية الثقافية والفكرية والأخلاقية كمواطنة كاملة الحقوق والواجبات ضمن المجتمع. كما تنطوي حملة "الجهاد ضد العنف" على تشجيع النساء والرجال على الوقوف في وجه كافة أنواع العنف، وعلى التثقيف ونشر الوعي وتحدّي أولئك الذين يستخدمون الدين بشكل مشوّه للتحريض على العدوانية أو ممارستها. وستقوم "إنسباير" قريباً بإطلاق مشاريع أخرى إضافة إلى هذا الإعلان تحت لواء "الجهاد ضد العنف"، بما فيها موقع إلكتروني بموارد مفصّلة، وإجراء تدريب داخل المساجد، وحملات لنشر الوعي. ويبسط إعلان "الجهاد ضد العنف" معتقدات الحملة الرئيسية ويناشد الموقعين على العمل ويشجب الجماعات المتطرفة التي شوّهت مفهوم الجهاد، تلك الكلمة التي تشعر بأنها تحتاج وبسرعة لأن تُستعاد من المتطرفين، وهي مبدأ جوهري في التعاليم الإسلامية تشجع المسلمين على الكفاح من أجل قضية عادلة، مما يتطلب مرونة والتزاماً روحانيين أولاً وقبل كل شيء وبعداً عن أي عنف أو عدوان. ولا يوجد ما هو أهم من الجهاد في يومنا هذا من أجل استئصال التطرف والإرهاب وتشجيع قيام مجتمع إنساني متماسك ومتكامل يعمل فيه النساء والرجال جنباً إلى جنب؟ تتبنى حملة "الجهاد ضد العنف" قضية المرأة المسلمة في بريطانيا وتلهم النساء المسلمات على استعادة ما كن عليه وما يؤمن به، دون ترك فرصة لأي سوء تفسير من قبل الآخرين. وهي تلخص قضيتها في الإعلان بالكلمات التالية: "نؤمن كنساء مسلمات بأنه لا يمكننا الجلوس صامتات ونحن نشاهد اسم ديننا يستخدم لتبرير الجرائم. ولذا فنحن مقتنعات بأن من واجبنا إسماع أصواتنا واستعادة صورة ديننا الناصعة حتى لا يبقى مخطوفاً من قبل أفراد ومنظمات يحرضون باسمه ويقومون بأعمال عنيفة من الحقد والتطرف، هدفها الوحيد هو خلق عالم محطم". ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©