الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السفر براً «حزمة» من المصاعب والمخاطر تهدد حياة مستخدمي الطرق

السفر براً «حزمة» من المصاعب والمخاطر تهدد حياة مستخدمي الطرق
11 يوليو 2012
أكد عدد من المسافرين أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وعدم توافر الحجوزات بالوقت المناسب لم يدع أمام الكثير منهم مجالاً للاختيار، سوى السفر براً، وعلى الرغم من خطورة ذلك، إلا أن هناك عائلات تفضل السفر عن طريق البر، لأنه كما يؤكدون أقل تكلفة برغم مشقته من خلال ما يتبعه من مخاطر يتعرض لها المسافر قد تودي بحياته. وأوضحوا أنه رغم طول المسافات ووعورة الطريق أحياناً، فإن محبي السفر براً يجدون فيه متعة مشاهدة المناظر الطبيعية وما يتعرضون له من مواقف يعتبرونها مغامرات يتذكرونها في رحلة العام المقبل. أوضح مسافرون أنهم ينسون مشقات الرحلة بمجرد وصولهم إلى بلادهم، خاصة أن شوقهم يزداد إلى رؤية الأهل، عند الحديث عن المواقف المشتركة بينهم خلال المسافة الطويلة برحلة السفر، بالإضافة إلى أن رحلتهم في العودة تكون أسهل، حيث يكونون قد تعرفوا على مصاعب الطريق، التي يتغلبون عليها في إيابهم. إلى ذلك، حزم فادي غنام حقائب السفر مع عائلته المتجهة إلى بلده للاستعداد للسفر براً، والتي تعد هذه الرحلة البرية الخامسة، حيث يقول عن تجربته إن السفر البري أكثر جهدا وإرهاقا، إلا أنه أمر اعتاد عليه، فمع ارتفاع أسعار التذاكر وحمولة الحقائب والهدايا التي تزداد سنة عن أخرى، يضطر إلى السفر عن طريق البر مع أفراد عائلته التي تبلغ 6 أشخاص، موضحاً أن السفر عن طريق البر رحلة متعبة، لكن مشقتها تزيد على من لم يعتدها ولا يعرف الطريق المختصرة والمريحة، أو كيفية تجهيز سيارته للرحلة، بما يلزم بدءاً من خريطة تبين خط السير، ووجبات خفيفة وأغطية النوم، باعتبارها من الأشياء التي يحتاجها المسافر بالبر كثيراً. ويقر قاسم عبدالخالق رب أسرة مقيم في أبوظبي بتعب الرحلة البرية، بقوله إن السفر براً يتخلله العديد من الصعاب، خاصة من لدية أطفال، حيث إنهم يجعلونه يتوقف كثيراً لتناول الطعام أو أخذ قسطا من الراحة، مما يبطل من فترة سفرة، لافتاً إلى أنه وجد السفر البري تجربة مختلفة شعر خلالها بروح المغامرة، فهي ليست مجرد وسيلة انتقال من مكان لآخر، لكن طريق السفر في حد ذاته رحلة لها طبيعة خاصة، كما أنه بإمكانه أن يحمل ما يريده في السيارة من حقائب وأمتعة وأجهزة كهربائية، بعكس السفر جوا، الذي يتحمل خلال بسبب الحمولة الزائدة الكثير من النفقات. النقل الجماعي من جانب آخر، يفضل يوسف شعبان السفر عن طريق النقل الجماعي مع أسرته، حيث تشكل الرحلات البرية الخيار الأصعب لهم مع تزايد عدد أفراد العائلة وكذلك الوزن المحدد للأمتعة، فهو مضطر للسفر برا حتى يتمكن من خفض التكاليف وقضاء العطلة دون زيادة أعباء إضافية من ديون وقروض بنكية، والتي أصبحت تثقل كاهل العائلات سنويا، مشيراً إلى أن النقل الجماعي يشعر الأسرة بالراحة، حيث تستغرق الرحلة وقتا وتكلفة أقل، لكن ما يعكر صفوها، هو التوقف الكثيرا بسبب الإجراءات الأمنية، والتي تزخر وقتا طويلا، مما يجعل الرحلة متعبة نوعا ما لا سيما في وجود الأطفال الذين يصيبهم الإرهاق والإعياء بسبب الجلوس الطويل في الحافلة والانتظار لساعات، ولكن في ظل موجة الغلاء يكون خيارا لا بد منه. وتتفق في الرأي هيام شرف الدين، موظفة إدارية في شركة استيراد، وترى أن السفر براً خياراً لعدد كبير من العائلات على الرغم من التعب، لكنها تظل الأفضل من التكاليف العالية لبعض شركات الطيران التي تستغل موسم الصيف لرفع أسعارها المبالغ فيها كثيرا، لذا فإن مكاتب السفر البري تصبح أفضل الحلول المتاحة بسبب انخفاض تكاليفها التي تتواءم مع الوضع المادي للكثير من الأسر، خاصة ذوي الدخل المحدود. مكاتب السفر من جانب آخر، شهدت الكثير من مكاتب السفر البري إقبالا كبيرا من قبل المسافرين مع بداية عطلة المدارس الصيفية بعد ارتفاع أسعار تذاكر الطيران إلى البلدان العربية وعدم توفر الحجوزات في أوقات مناسبة، مما أدى إلى انتعاش سوق السفر البري، حيث وجد عدد كبير من الركاب والعائلات ضالتهم في هذه المكاتب. ولفت محمد ناصف من أحد مكاتب النقل الجماعي أن الحافلات التي يتم تسييرها إلى كل من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، أصبحت تسافر بحمولة شبه كاملة من الركاب والتي تبلغ في المتوسط 45 راكباً للحافلة الواحدة، متوقعا ارتفاع الأعداد خلال الأيام المقبلة مع إجازة المدرسين قبل شهر رمضان. وفي السياق ذاته، أشار إلى أن مكتبه حاليا يسير رحلة يومية إلى السعودية، خاصة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتصل تذكرة النقل الجماعي ذهابا وإيابا للشخص الواحد 600 درهم للسعودية، أما السفر لجمهورية مصر العربية فتصل إلى 700 درهم والأطفال 500 درهم وتبلغ الرحلة 4 أيام، بينما الأردن ذهابا وإيابا مع التأشيرة فتصل التذكرة إلى 500 درهم، وتبلغ رحلة الوصول 35 ساعة. وأضاف أن هناك سبباً آخر لانتعاش حركة النقل البري مردها إلى عدم قدرة المسافرين بالجو على أصطحاب أوزان كبيرة من الأمتعة، معهم في حين يمكنهم اصطحاب ما لا يقل عن 100 كيلو جرام عن كل مسافر براً، إضافة إلى صعوبة الحصول على تذكرة طيران إلى بعض الدول العربية خلال هذه الفترة بالوقت المناسب للمسافرين. السلامة المرورية بدورها أطلقت مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، مبادرة لتعزيز السلامة المرورية للمسافرين براً، وذلك ضمن الحملة المرورية والأمنية، للإدارة العامة للعمليات الشرطية في شرطة أبوظبي، التي تنفذها بالتعاون مع إدارة الإعلام الأمني، في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تحت شعار «سلامتك». وأعلنت المديرية مع إطلاقها للمبادرة أمس، تكثيف الرقابة لتوفير السلامة المرورية على جميع الطرق الخارجية، وخصوصاً طريق أبوظبي – الغويفات، الذي يشهد كثافة مرورية للمغادرين من الدولة والقادمين إليها من الدول المجاورة؛ لقضاء الإجازة الصيفية. وذكر العميد مهندس حسين أحمد الحارثي مدير مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، أنه تم إعداد خطة مرورية تتضمن تكثيف الدوريات على الطرق الخارجية المؤدية إلى المنافذ البرية، تقوم من خلالها الدوريات المرورية بمراقبة حركة السير والمرور، وتوزيع دليل تثقيفي على السائقين، يتضمن النصائح المرورية ومعلومات مفيدة حول صيانة المركبة والإطارات، والأطوال والمسافات، ومحطات البترول خلال الرحلة. وأوضح أن المبادرة تشمل برامج للتوعية بشأن إقامة نقاط توعية في محطات تعبئة الوقود، بالإضافة إلى بث رسائل مرورية عبر إذاعات أف أم –الإمارات أف أم – أستار أف أم – وإذاعة القرآن الكريم – وإذاعة الشارقة، بجانب التوعية عبر البريد الإلكتروني، وموقع شرطة أبوظبي، وتغطية البرنامج من خلال برنامج مرور أبوظبي للحد من الحوادث المرورية (معاً) على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تستهدف البرامج التوعوية جميع شرائح المجتمع. الحمولات وأكد الحارثي ضرورة التقيد بالحمولات القانونية المقررة، وألا يزيد ارتفاعها عن 60 سم فوق المركبة، لافتاً إلى أن تجاوز الحمولة المقررة يعتبر مخالفة تصل عقوبتها إلى حجز المركبة أسبوعاً، بالإضافة إلى الغرامة المالية البالغة 200 درهم، وتسجيل 3 نقاط على السائق. ودعا قائدي المركبات إلى ضرورة التقيد بإجراءات السلامة، والتي تبدأ قبل السفر بفحص المركبة فحصاً جيداً، والتأكد من سلامتها من الناحية الميكانيكية وفحص الإطارات، والتأكد من استخدام الإطارات ذات الجودة العالية. وعدم استخدام الإطارات المقلّدة حتى لا يتعرضوا إلى حوادث انفجار الإطارات، والتي تزيد نسبتها خلال فترة الصيف بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو. وناشد الحارثي السائقين المسافرين براً بإيقاف مركباتهم خارج الطريق في مكان مناسب في حالة تعرضهم لارتفاع درجة حرارة المحرك، وتشغيل جهاز تحذير الإشارات الأربع، ووضع «المثلث الفسفوري» العاكس، ورفع غطاء المحرك، والانتظار حتى تنخفض درجة الحرارة تماماً، وملء الراديتر بالماء، والتأكد من إغلاق الغطاء، وإعادة تشغيل المحرك، ومن ثم التوجه إلى أقرب ورشة لتصليح المركبة. الإشادات المرورية دعا العميد مهندس حسين أحمد الحارثي مدير مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، قائدي المركبات المسافرين براً إلى ضرورة التزام قوانين السير والمرور، من أجل توفير سلامتهم ووصولهم سالمين إلى الأماكن التي يقصدونها من خلال الالتزام بالإرشادات المرورية، واتخاذ إجراءات الحيطة والانتباه في حالة القيادة في ساعات الصباح الباكر. وشدد على ضرورة التقيد بالسرعات القانونية، والانتباه لمفاجآت الطريق، وترك مسافة كافية بين المركبات، وأخذ قسط من الراحة عند الشعور بالتعب في أي مرحلة من مراحل الرحلة، وإيقاف المركبة على الجانب الأيمن خارج الطريق وتشغيل الإشارات الرباعية لتحذير المركبات الأخرى القادمة من الاتجاه نفسه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©