الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطر خروج اليونان من اليورو يتزايد مع تعثر المفاوضات

خطر خروج اليونان من اليورو يتزايد مع تعثر المفاوضات
12 يوليو 2015 23:06
عواصم (أ ف ب، رويترز) تسعى منطقة اليورو، رغم انقساماتها، إلى انتزاع اتفاق بشأن خطة انقاذ مالية لليونان لإبقاء البلاد في منظومة العملة الموحدة، وذلك بعد وصول المحادثات إلى طريق مسدود أفضى إلى إلغاء قمة دول الاتحاد الاوروبي الـ 28، التي كان مقررا عقدها أمس. وقال دونالد توسك أمس: إنه ألغى اجتماع قادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي الذي كان مقررا بعد ظهر الأمس مع استمرار اجتماع قادة منطقة اليورو حتى انتهاء المحادثات حول اليونان. واستأنف وزراء مالية مجموعة اليورو أمس اجتماعا كان قد تم تعليقه بعد تسع ساعات من المناقشات المحتدمة بشأن طلب اليونان لقرض جديد مدته ثلاث سنوات على أساس مقترحات إصلاح قبلها رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس بعد معارضة طويلة الأمد. وسيكون هذا ثالث برنامج إنقاذ تحصل عليه اليونان. وأبدت عدة دول متشددة تأييدها لورقة قدمتها الحكومة الألمانية توصي بخروج اليونان من منطقة اليورو لمدة خمس سنوات ما لم تقبل وتنفذ على وجه السرعة شروطا أكثر صرامة تشمل أساسا تحديد أصول حكومية لخصخصتها وتوجيه حصيلتها لسداد الدين. واحتدم النقاش حتى أن يروين ديسيلبلويم رئيس مجموعة اليورو قرر تعليق الجلسة عند منتصف الليل السبت، واستئنافها صباح الأمس، حتى تهدأ المشاعر المحتدمة. وقال وزير المالية الفنلندي الكسندر ستوب السبت: إن المقترح اليوناني ليس كافيا لبدء مفاوضات على قرض جديد. ولدى وصوله لحضور اجتماع الأمس قال ستوب انه يريد المزيد من الضمانات من اليونان. واتفق وزراء المالية من حيث المبدأ على البحث عن سبل لتخفيف عبء الديون على اليونان عن طريق مد آجال الاستحقاق واتخاذ خطوات أخرى لم تصل إلى خفض الدين بشرط أن تنفذ اليونان أولا إصلاحات أساسية تتعلق بالضرائب ومعاشات التقاعد وسوق العمل وغيرها. وأدي غياب أي تقدم في المفاوضات المكثفة الماراتونية التي بدأت أول أمس السبت بين أثينا وشركائها، إلى إرغام الأوروبيين على تغيير جدول الاعمال. ومع استئناف وزراء مالية دول منطقة اليورو الـ 19 صباح أمس محادثاتهم التي علقوها السبت، اضطر رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك إلى إلغاء القمة الاستثنائية المفترض أن تعطي الإشارة السياسية للخروج من الأزمة. ويعد تعليق اجتماع وزارة مالية اليورو في وقت متأخر مساء السبت من قبل رئيس يوروجروب يورين ديسلبلوم، بسبب التوتر بين الوزير الألماني فولفجانج شويبله وحاكم البنك المركزي الاوروبي ماريو دراجي، مؤشر على التصدعات داخل منظومة العملة الأوروبية الواحدة، لاسيما حين طلب شويبله من دراجي «ألا يعتبره أبله» بحسب وكالة الأنباء اليونانية. والأجواء بوجه عام لا توحي أيضا بالتفاؤل. فقد أوضح عدد من المشاركين في اجتماع وزراء المالية أمس أن الهدف لم يعد الآن إبرام اتفاق بل احراز تقدم قدر الامكان قبل انعقاد قمة قادة الدول الـ 19 الاعضاء في منطقة اليورو التي بدأت أمس ويتوقع ان تستمر «حتى ننجز المفاوضات» على قول تاسك. وقال وزير المالية السلوفاكي بيتر كازيمير، أحد صقور منطقة اليورو: «من غير الممكن التوصل إلى إتفاق، بل فقط إصدار توصيات لقادة الدول». واعتبر دبلوماسي أوروبي مؤيد لإبرام اتفاق مع اليونان «أن إلغاء قمة (الدول الـ 28) يهدف الى السماح بانجاز المفاوضات لتأمين مناقشة افضل للدول الـ 19». لكن يتبين في الوقت الحاضر ان ليس هناك وحدة صف لا مع اليونان ولا داخل منطقة اليورو، حتى ان بعض الدول مثل المانيا المقتدرة مستعدة لاخراج اليونان من العملة الواحدة. وبدا القلق جليا في اليونان فيما باتت البلاد على شفير الانهيار المالي. وعنونت صحيفة تو فيما «اتفاق في حقل ألغام» ولفتت الى ان «مستقبل البلاد يتقرر الآن في قمة رؤساء الدول». فيما كتبت صحيفة ايليفثيروس تيبوس «مستقبل اليونان على المحك» متسائلة بقلق «ماذا سيحدث مع كابوس خروج اليونان من اليورو؟». وقال الوزير الفنلندي الكسندر ستاب الذي تعتبر بلاده من أكثر الدول تشددا تجاه أثينا، في بروكسل: إن «الشروط لم تتوافر بشكل كاف» في هذه المرحلة لضمان تطبيق اليونانيين اقتطاعات في الميزانية وإجراء إصلاحات وعدوا بها مقابل الحصول على مساعدة جديدة تقدر قيمتها بـ 74 مليار يورو على الاقل على مدى ثلاث سنوات. لكن البعض لم يفقد الامل بالرغم من قتامة الوضع امثال الليتواني ريمانتاس سادشيوس الذي عبر عن اعتقاده بـ«لحظة سحرية». إلا أن عددا من الوزراء يرى أن انعدام الثقة بين اليونان وشركائها يمنع من استئناف الحوار وهم يشككون في رغبة الحكومة اليسارية الراديكالية برئاسة الكسيس تسيبراس بتطبيق اصلاحات جوهرية. وأشارت وثيقة سربت السبت الى اقتراح الماني لخروج موقت لليونان لمدة خمس سنوات من منطقة اليورو، حتى وان لم تتم مناقشته رسميا السبت بحسب دبلوماسيين. وطلب البرلمان الفنلندي من الوزير الكسندر ستاب السبت ان يتفاوض باسم بلاده بشأن خروج اليونان من منطقة اليورو بحسب التلفزيون العام يلي. لكن هذين البلدين ليسا حجر العثرة الوحيد امام التوصل الى اتفاق محتمل لاسيما مع انعدام الثقة الكبير تجاه اثينا. وقال مصدر دبلوماسي: «أكثر من نصف الدول الاعضاء تفكر ان المقترحات اليونانية (للحصول على خطة مساعدة ثالثة) لا تذهب بعيدا بما يكفي». وهذه العقبات تجعل في كل مرة خروج اليونان بشكل غير منسق من منطقة اليورو أمرا اكثر احتمالا لاسيما انها باتت لى شفير الانهيار المالي مع اقتصاد يتلاشى تدريجيا ومصارف مغلقة منذ نهاية يونيو. وفي الوقت الراهن وحده البنك المركزي الاوروبي يبقي المصارف اليونانية وكل اقتصاد البلاد على قيد الحياة بفضل قروض عاجلة لا يمكن أن تستمر الى ما لانهاية، وخصوصا انه يتوجب على اثينا أن تسدد أكثر من اربعة مليارات يورو للبنك المركزي الاوروبي في 20 يوليو، وهو مبلغ لن تتمكن اليونان في هذه الحال من تسديده. ولاحتواء هذه المصاعب قد تدرس يوروجروب حلا انتقاليا هو بمثابة «جسر» مالي يسمح لليونان بتسديد الدين المستحق على المدى القصير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©