الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحضارة والنظام

1 فبراير 2017 23:46
من المستحيل أن يكون النظام الذي صنع الحضارة البشرية فيه عيوب وأخطاء لأن النظام كمصطلح، قبل الدخول في تفاصيل نشأته، كلمة مميزة لها مزايا فريدة من نوعها أولها الدقة في تركيب حروف الكلمة وآخرها التشكيل اللفظي السلس لنطق الكلمة، ومن التفاصيل التي أدت إلى نشوء النظام ظهور الحياة على سطح الكرة الأرضية، وانسجام الإنسان مع البيئة المحيطة به، وظهور سلالات مختلفة للإنسان، واختلاط العرق واللون، وظهور الصناعة بمراحلها المختلفة، والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية. كل هذه التفاصيل وغيرها أدت إلى نشوء النظام، ولكن يطرح السؤال نفسه أين يكمن الخلل، هل هو في النظام أم في المجتمع الإنساني؟ الجواب هنا أن الخلل يكمن في المجتمع الإنساني، لأن النظام بطبيعته عبارة عن آلة مبرمجة عبر الزمن لها موازين ثابتة فيزيائياً، ولكن المجتمع الإنساني هو الذي يصنع الخلل مثل قطعة كعك مليئة بالعسل والسكر، ولكن لو تذوق المرء طعمها فسوف يصاب بالغثيان والسبب لأنها كعكة فاسدة، والمعنى هنا أن الشكل لا يصنع المضمون لكن المضمون يصنع الشكل. فالمجتمع الإنساني هو الطاغوت الذي يحطم أصنامه بيديه وهو في ذات الوقت يصنع المزيد من الأصنام، فالنظام والحضارة البشرية شيء والمجتمع الإنساني الذي تعيشه البشرية الآن شيء، ويمكن التعبير عن ذلك بهذه المعادلة: النظام + الحضارة البشرية + المجتمع البشري = صفر «لأن تفاصيل نشوء النظام تنعدم من الوجود ولا يبقى لمفاهيمها أي قيمة إنسانية». بهذا الشرح المختصر للمعادلتين نصل إلى نتيجة أن الخلل ليس في النظام والحضارة البشرية، وإنما في المجتمع الإنساني، والدليل على ذلك الفرد الذي لا يملك قرشاً لشراء قطعة خبز يصبح ثرياً بين ليلة وضحاها والعكس أيضاً، والفرد الذي لا يمتلك من المعرفة والعلم والثقافة يدير صحيفة إلكترونية أو مؤسسة لنشر الأبحاث والدراسات، بينما من يمتلك المعرفة والعلم والثقافة ليس له محل من الإعراب. إيفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©