الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاقتصاد السوري أمام مفترق طرق

الاقتصاد السوري أمام مفترق طرق
30 يوليو 2006 01:30
إعداد ـ أيمن جمعة: حمل تقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولي وجهة نظر متشائمة إزاء مستقبل الاقتصاد السوري داعياً الحكومة لاتخاذ إجراءات حاسمة· ونقلت مجلة ميد عن التقرير قوله ''الاقتصاد السوري يواجه تحديات صعبة يأتي على رأسها تراجع احتياطياتها النفطية مما سيضع الاستقرار المالي تحت وطأة ضغوط حادة· كما أن تراجع إيرادات النفط سيجعل من الصعب الحفاظ على مستويات المعيشة الحالية ناهيك عن تحسينها· وتزداد صعوبة هذه التحديات بسبب حالة عدم اليقين السياسية المتزايدة التي تلقي بظلالها الكثيفة على أجواء الأعمال في الدولة·'' والتحدي الرئيسي الذي يواجه سوريا هو الانتقال السلس من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع مع الحفاظ في الوقت نفسه على الاستقرار السياسي· ويقول المراقبون ''وصلت سوريا إلى ''مفترق طرق'' على الصعيد الاقتصادي· فقطاع النفط يتراجع بسرعة ويتعين أن تؤتي جهود التنويع ثمارها بسرعة· صحيح أن سوريا ربما تستفيد من الارتفاعات الحالية في أسعار النفط لكن عام 2010 سيكون سنة الفصل عندما تتحول سوريا إلى مستورد تام للنفط· الحاجة لعمل عاجل أصبحت ملحة بشكل لم يسبق له مثيل·'' ويقول صندوق النقد الدولي إن قطاع النفط ساهم في رفع معدل النمو الاقتصادي إلى 3,8 % العام الماضي من 3,1 % في ،2004 وقدم القطاع نحو 60 % من اجمالي الصادرات التي سجلت 6,952 مليار دولار· لكن شبكة الأمان التي يوفرها النفط تتقلص بشكل تدريجي وسريع، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي تراجع مساهمة إيرادات النفط في اجمالي الناتج القومي من 8,8 % إلى صفر تقريباً بحلول عام ·2015 وتحاول سوريا مواجهة هذه التحديات من خلال خطة خمسية بين عامي 2005 و2010 والتي تركز على تطوير القطاع المالي وتحرير التجارة وتحسين مناخ الأعمال بما يعادل التراجع في العوائد النفطية· وتستهدف الخطة تسريع النمو ليصل إلى 7 % بحلول العام الأخير· لكن كثيرين يعتقدون أن هذا الهدف طموح جداً بشكل يصعب تحقيقه خاصة وأن برنامج الإصلاحات لم يحقق الكثير من الآمال التي كانت معقودة عليه طيلة الأعوام الخمسة الماضية· وفي المقابل فهناك من يرى أن الوضع تغير· ويقول نبيل سكر المدير في مكتب الاستشارات السوري للتنمية والاستثمار ''في يونيو الماضي تبنى مؤتمر حزب البعث السوري شعار اقتصاد السوق الاجتماعي ليكون دليلاً لخطة الإصلاح الجديدة· وعلى الرغم من أن الشعار يستهدف أساساً تهدئة مخاوف الطبقة العاملة، فإنه يجعل الخطة الخمسية الجديدة أكثر جدية وشمولاً من الخطط السابقة· لم يعد الأمر مجرد إعداد خطة ثم وضعها على الرف·'' وتسريع النمو من الأهداف الرئيسية للخطة التي تتطلع أيضاً لإصلاحات جذرية في سياسة الضرائب والإدارة والمالية العامة والخدمات المدنية فضلاً عن البحث عن حلول لتقليص الدعم· ويساعد صندوق النقد الدولي، دمشق بخطط لفرض ضريبة القيمة المضافة بحلول عام ·2008 ويقول سكر ''يجب أن نعيد النظر في الانفاق العام لأن هناك هدراً كبيراً ونحن بحاجة لخفض الدعم على الوقود الذي يضرنا جميعا· نستورد كميات ضخمة من السولار والديزل· بنود الدعم الخمسة الرئيسية تتعلق بالديزل، والخبز، والأرز، والسكر، والمياه والكهرباء·'' ويعتقد سكر أن نجاح خطة تنويع الاقتصاد أمر حيوي وربما لا غنى عنها، مضيفا ''عندما ينتهي عصر النفط فإن البلاد قد تواجه مشكلة كبيرة، وهو ما يجبرنا على القيام بعمل ما الآن· التسعينات كانت فترة شهدت وفرة نقدية حيث كانت الأموال النفطية تغطي أوجه العجز في الاقتصاد· أما اليوم فإن الناس في الحكومة يدركون أبعاد المشكلة ويلمسون الحاجة لعمل شيء·· هذا إصلاح تدفعه الحاجة·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©