إعداد ـ محمد عبدالرحيم:
بات البريد الإلكتروني على أعتاب اكتساب المزيد من التكنولوجيا المتقدمة وفيما يعتبر دليلاً على الاهتمام المتجدد بالبريد الالكتروني كأداة للتسويق والتسوق في آن واحد بدأت العديد من الشركات الكبرى مثل انترناشونال بيزنيس ماشينز (ايه بي ام) وشركة جيسكو للأنظمة في تطوير إحدى التكنولوجيات المستقبلية التي تستهدف اقتفاء أثر الكيفية التي يقرأ بها الأشخاص ما يقع على أعينهم في شاشة الكمبيوتر·
وهذه التكنولوجيا التي اطلق عليها اسم هيت مابينج (Heatmapping) أوما يمكن ترجمته إلى ''المسح الساخن للخريطة'' باستطاعتها أن تخطر العاملين في إدارات التسويق بالأجزاء التي تمتعت بالاهتمام أكثر من غيرها في رسائلهم في البريد الالكتروني، وبشكل يسمح للشركات بإعادة صياغة رسائلها بهدف تجويد وتحسين فعاليتها·
وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فإن تكنولوجيا ''هيت مابينج'' التي طورتها شركة ''آي تولز Eyetools'' المتخصصة في إنتاج برامج المعلومات في سان فرانسيسكو، تستخدم كاميرات ملحقة بجهاز الكمبيوتر ترقب وتتابع حركة عين الشخص من أجل تحديد أي الاجزاء من شاشة الكمبيوتر التي تتركز عليها عملية المشاهدة·
ثم يتم عرض النتائج بحيث تسلط عليها الوان مشرقة فيما يسمى ''الخريطة الساخنة'' التي توضح بجلاء المكان الذي تركز عليه عين الانسان في الشاشة·
وقد عملت إدارة ''أوجيلفي وان'' للتسويق المباشر والتابعة لمجموعة دبليو بي بي بالتعاون مع شركة ''آي تولز'' لجلب التكنولوجيا لشركتي اي بي ام وجيسكو بالاضافة إلى إدارات التسويق في الشركات من أجل اختبارها عبر استخدام حوالي 30 شخصاً يقرأون نفس رسائل البريد الالكترونية الخاصة بالتسويق· وذكرت شركة اي بي ام التي بدأت في استخدام أداة هيت مابينج في اختبارات البريد الالكتروني منذ أوائل العام الماضي أنها اضافت بعض التعديلات البسيطة في تصاميم البريد الالكتروني ما ادى إلى استحسان وترحيب من قبل الزبائن· وقد كشفت الاختبارات على سبيل المثال أن البريد الالكتروني الذي يستخدم ايقونات أو ازرار الجرافيك القابلة للنقر للارتباط بالمزيد من التفاصيل الخاصة بالعرض التسويقي حظيت بردود أفعال واستجابة أقوى من تلك الارتباطات التي تستخدم النص أوعناوين الانترنت من قبل المستخدمين· وعندما عمدت الشركة إلى دمج الازرار والايقونات الجرافيكية لبريدها الالكتروني في برنامج معلوماتها من نوع ''جروب'' (Gruoup) فقد قفزت معدلات النقر بمعدل بلغ 60 في المئة· وقد قررت الشركة مؤخراً أن تجعل من تكنولوجيا ''هيت مابينج'' الخطوة الأولية في قائمة اهتماماتها قبل اطلاق أي حملة تسويقية في البريد الالكتروني· أما شركة ''أوجيلفي وان'' فقد ذكرت أن اختبارات هيت مابينج كشفت عن أن كلمات بعينها في البريد الالكتروني استقطبت اهتماماً أكثر من جانب المستقبلين·
واتضح أيضاً أن الأشخاص في قطاع الأعمال التجارية الصغيرة الحجم يميلون إلى قراءة الرسائل التي تتحدث عن ''الخدمة'' أو ''الحلول'' بينما لا تحظى كلمة ''مجاناً'' على الكثير من الاهتمام·
بيد أن هذه التكنولوجيا في مجملها اجتذبت اهتماماً مقدراً في الوقت الذي يكتسب فيه البريد الالكتروني الشعبية مجدداً كأداة للتسويق· ففي بداية حقبة التسعينات كان البريد الالكتروني عبارة عن وسيلة سريعة لنشر رسائل التسويق وبشكل جعلها تحظى بانتشار غير مسبوق· إلا أن العديد من إدارات التسويق عكفت عن استخدامها بمجرد انتشار وباء التسلل والفيروسات بعد سنوات قليلة لاحقة·
غير أن تجديد الاهتمام بالبريد الالكتروني الآن كأداة مهمة للتسويق أصبح يتحقق بفضل إمكانية تتبع ردود أفعال واستجابة المستهلك على هذه الرسائل· ففي الوقت الذي باتت تخضع فيه ميزانيات الإعلان والدعاية للمزيد من الرقابة والانكماش أصبحت الشركات ترغب في استخدام تقنيات للتسويق أكثر سهولة في تحديد النتائج· ويشار إلى أن الإنفاق على التسويق في البريد الالكتروني من المتوقع أن يرتفع هذا العام إلى 950 مليون دولار من مستوى 885 مليوناً في عام 2005 وفقاً لاحصائيات مكتب جوبيتر ريسيرش في نيويورك·
عدد اليوم
